الشرعية التي تحمونها ليست مقدسة ,
وليست هي الغاية, ولم تكن,
بل كانت وسيلة للشرع والتطور كما يظن بعضهم,
وكانت وسيلة للتقدم فقط بأي منهج كما يظن غيرهم, وصارا وسيلة استقرار وعدم تنازع كما يظن سواهم, كعقد للتراضي بدل الاقتتال, وهذا كما بقي لهم من مفاهيم بعد تبدد الأمل,
ولا حماية للشرعية - الإسلامية وحتى غير الإسلامية - بالقوة وحدها, بل تطعيمها بالعدل والشورى والقبول, منعا للافتتان بالرفض النفسي, ولهذا أمثلة في تاريخنا وعزل فيها القوي الامين لا لعجز ولا لخيانة,
والديمقراطية ليست مقدسة, ولا تراق حولها الدماء,
ولا الأربع سنوات ملزمة, حتى في عرف أهلها, للعوارض..,
وحتى لو سنت سنة الانتخابات المبكرة كما تقولون, فكم من بلد كالكيان الغاصب لا تبقى بها حكومة لعام, وبدلت في ستين عاما ستين حكومة, لكنها مستقرة!! وتسير في خط تصاعدي مادي ولا احتراب داخلي ولا استقطاب,
ولا الشعب بعد الثورات والقلاقل يلام على انعدام الثقة والصبر, فهو لم يبايع وليا ولا يلام على نفاذ طاقته وأعذاره,
ولا يلام على عدم الانصياع لمقتضيات الصندوق الذي لا قيمة له دون شعور عام ومناخ معينين,
الأخطاء تصحح, وليس هذا بطريقة الاسترضاء والتنازلات والمحاصصة المحدودة وبيع المنفرد ولا حتى مقاومة وصمود المنفرد, لا ....ولا الغرف المغلقة ككل مرة, فهذا يعطي جرعة تنفس فقط, ومهلة, ومزيدا من الانحراف, وتتكرر وتستنزف الارصدة المعنوية, والحريق الإعلامي والقضائي وتأبي مؤسسات القوة , وانعدام المكاشفة مع العامة وليس مع النخب ملفات ينبغي ردها للقوم ليختاروا فلا تتحمل المسؤولية وأنت أقل منها...
وليست هذه الشرعية حتى في منهجكم أنتم وسيلة وحيدة للشرع, لتزهق الأنفس...فضلا عن اختلافنا وفهمنا أنها مخالفة للشرع, وأنها لا تؤدي إليه, بل تؤدي إلى صورة مبتسرة مشوهة منه, ولافتات مفرغة من المضمون والجوهر والأسس الكبرى والمعالم العقدية الفارقة , وفضلا عن قناعة كثيرين أن التجربة أثبتت أن السقف ينخفض معكم ومع السلفيين بمرور الوقت..فما كان قطعيا صار اجتهاديا, وما كان ظاهرا صار افتراضيا, وما كان خطا أحمر صار حتما, وانحسر الهدف وتصور الشرع لفقهيات مؤجلة..ففيم الاستنفار ولا راية ولا لواء, ولا عقاب ولا ذو الفقار, العلمانية لا تقاوم بالعلمانية, ولا بالنوايا الحسنة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق