لعله أفضل من الاحتراب والاحتراق الداخلي, وهو يشبه التصويت على سحب أو تجديد الثقة من الحكومة والرئيس وهو إجراء عادي, ولكن بعضهم في الطرف الآخر يريدون عزلا سياسيا للإسلاميين قبلها...لأن نفسياتهم لا تتقبل غير ذاتهم, .لهذا لابد فورا من حوار علني، ليس حول الانتخاب فقط، لكن حول التعديلات الدستورية المقترحة، وحول ملفات التطهير للقضاء والإعلام والداخلية، ومعايير التطهير، وحول حزمة الإجراءات واللوائح المفترضة اقتصاديا, وليتهم يستفتون الشعب كذلك لحسم فكرة الإسلاميين وولي الأمر والوهم الذي يقال ويسوق، ليتهم يستفتونهم على دستورين، يختار بينهما، واحد إسلامي صرف به مواد فوق دستورية عن علو ثوابت الكتاب والسنة المجمع عليها ومحكمات الدين كافة وتكوين قضاء شرعي ولجان تقنين فقهية على مشروع الدستور الإسلامي المكتوب ومشروع القوانين الشرعية المكتوب من قبل، وعلى صبغة وهوية إعلامية وثقافية وتعليمية حاملة لرسالة الإسلام الذي نعرفه المجمع عليه في المذاهب الأربعة، والثاني دستور لهم على هواهم كما يريدون، ويضمن كل منهما حقوق الأقليات مسلمة أو غير ذلك، والاستفتاء ليس بصفة إسلامية وعرض الشرع كما يقال، بل بصفة عرض الإسلام نفسه ، ما دام الدستور يرفضه ابتداء ولم تقم لجنة تنقية النظام السياسي والقوانين مما يخالف ولا وضعت مادة فوق دستورية تحدد شكل وهوية الدولة , وساعتها سيقولون الزيت والسكر، وبهذا ستظل الدائرة لفترة, لكنها ستخف وطأة كثيرا جدا، نظرا لحلحلة ملفات كبيرة، وتعرية الحجم نسبيا, ولعلها تأتي بشخصيات قيادية أكثر حيوية وقوة وإبداعا للرئاسة والحكومة, والبديل هو الصراع الطاحن, أو التحالف على وزن نسبي لكل طرف, وزن نوعي لا كمي, وقدر أساسي من المطالب لعامين مثلا, ومعلوم أن الناس لابد أن تعلم أن الإسلام التزام وانقياد ثمنه الجنة وضريبته قد تكون المحنة..
إذا قال لهم الناصح من قلب الحدث قلت لكم من قبل، قالوا يشمت ويمن، وإذا قال لهم نصحكم د النفيسي أبو مهند علنا من قبل، قالوا هذا في الخارج ولا يمس النار و فماذا تريدون، إذا قال لهم هذا خطأ، قالوا افعل أنت وأرنا عملك، وكون سياسة ولا تتكلم فقط ، فهل قال هذا أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما أو حتى سيد الخق صلى الله عليه وسلم..هل هذا أسلوب إدارة رشيدة، هل يتركك العاقل تثقب السفينة أو تحرقها وتغرقها وتقول له أعطني فرصتي وقم ذد عني حتى بدون ضمانات وضوابط لكيلا تخذله ثانيا، هل يتحالف معك ثانيا وثالثا كما استفدت منه وتوددت إليهـ وتصل، ثم تقول له اذهب بعيدا لا شأن لك، الدنيا كلها تعلم أن العلمنة والليبرالية كانت معزولة وبوقا فارغا ومليونياتها لا تكمل مائتي شخص، واليسار العادي كان مؤيدا واليسار الغالي كان خمسة أشخاص، وكان كل صحفيي الكذب والضلال والصحف المارقة كلها التي إبليس أًدق منها، والفضائيات العاهرة كلها في حالة نباح وعزلة، والقوم منها في حالة اشمئزاز، وكانت تتوقع الإطاحة وميثاق الشرف والقوة، من الذي أوجد لها متنفسا وموطئ قدم بتصرفاته، والآن تركت الداء الإعلامي وتركت تدهور نظامك يستفحل آبيا تغيير طريقتك وإدارتك وفرق وزاراتك حتى تشظى الواقع وترفض تغيير طريقة المصالحة والمصارحة، حتى الإسلاميون ضاقوا ذرعا ويقولون نؤيدك فقط لأنه أخف الشرين! فما قيمة هذا الوضع كله أصلا، إذا كان الشرع لا يفهم ولا يرى ولا يعلم وإذا كانت الحرية لا تقام ولا يقوى عليها جالس والحقيقة يستحي من ذكرها لعدم إعضاب هذا وذاك من المؤسسات كأننا قبل الثورة ألا تفيقون قليلا، ألا تتنحون وتدعون الدفة للصف الرابع منكم، ألا تجالسون البقية بشكل مختلف مرة، والبلد فيها عقلاء يسامحون ويصفحون وسيجلسون وسيصححون
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق