"عندما احترق السجناء في وادي النطرون"
شهادتي للتاريخ..2007
وادي النطرون بين القاهرة والاسكندرية في الصحراء، حيث تقع عدة مباني السجن رقم 1 و2 وهكذا..
من جرب حدوث حريق كبير في شقته واحترق أحدهم، أو وصلت المطافي، سيتفهم كثيرا معنى حريق في مكان مغلق بأقفال الحديد..!
سأبدأ بالبلوى الصغيرة كمقدمة:
الحريق الصغير حدث في عنبر الشباب المتدين، والجانب النفسي عند حريق الجزء الأخر، يزيد الهم، أن الأخ الذي احترق ذراعه، هو أصلا حبيس ظلما في معقل الأحرار، سياسي معارض للنظام، فقط لأنه متدين، أرادوا سد خانة وعمل شغل، أو توسيع الاشتباه،
و لا الشرع ولا حتى القانون أقرا حبسه، بل أخذ براءة وإفراجا من قاضيهم ثلاث مرات،
وحصل على وثيقة تثبت التلفيق وتثبت العذاب والتزوير في الفرع عند أكرم بيه في رفح، لكن الداخلية وضعته بلطجة،
ولا هو أصلا ممن يقال عليهم رد سجون..ولا الإدارة في المكان لديها أي مهارة ولا فهم..
احترقت غرفتنا أيضا... لكنهم ذهبوا لجلب المفتاح بعد الصراخ والدخان واللهب ولم يعودوا إلا بعد ساعة كاملة.. وأقسم بالله أكثر من ساعة..
لكنا كنا قد نجحنا في إخماد النار بلطف الله تعالى، بعد أن احترق فيها ذراع رفيقي السيناوي من الكف لقبل الكتف، واختنقنا، ولكن الله تعالى سلم...بعد ساعة أتوا والدخان ينقشع ببطء من الفتحة، وأخذوا المصاب وتركوا الباب مفتوحا للتهوية الساعة الثانية ليلا ..
وفي الصباح نهر المأمور النوبتجية لأنه رأى احتراق ذراع غير كاف لهذا القلق والإزعاج بعجرفة وصلف وقلة أدب..وهذه هي نفسية الرجل وقد صار قياديا في مؤسسته ..هذه وقائع حقيقية وموثقة وشهودها وضحاياها أحياء ولا تسقط بالتقادم...
الحريق الثاني:
ليلا....حريق وسط الجنائيين وليس المبنى والعنبر السياسي
وسط المتهمين بالتبديد والسرقات الصغرى وو
يجري الشاويش الواقف على الباب
يطرق الباب عند الغرفة التي فيها النوبتجي حريقة يا باشا
لا يرد لأنه نائم
ثم يرد بعد خمس دقائق يفتح الباب
طيب يعني عايز ايه
باب إيه يالا روح شوف يمكن طفوها
بعد ربع ساعة
يا باشا العيال بتموت
والسجن كله واضح صحي من النوم وضرب على الأبواب بالملاعق والأيدي والأطباق والأرجل
وصريخ..يريدون تحفيز الإنسان ليذهب يفتح عليهم ويطفئ..
الباشا الصغير ..طيب..
يتصل الأول بالباشا الكبير/
معقول.. لا فتح إيه احنا في نصف الليل، لا روح شوف بنفسك
هفتح الباب بالليل؟ هتبقى محضر وتحقيق وقصة يا فلان، روح شوف الأول يمكن لموها..
بعد نصف ساعة والناس تستوي في النار وتتمزق
لا يا باشا دي كبيرة رحت وجيت الدخان جامد والدنيا زايطة جدا ونار طالعة من الشراعة..
طيب خد المفتاح وعرفني
استني
خد معاك القوة الضاربة صحيهم، وخدهم الأولـ بلاش تفتح أنت والخمسة الشاويشية بتوع العنابر
دول بس..
برضه مش ناقصين قلق، وما حدش ضامن أحسن حد يقل عقله ويحاول يجري ..
طيب.."رغم أن هناك سورا وحراسات لا تتحرك من مكانها ووو"
بعد ربع ساعة ..صحوا القوة ولموها وفركت عينها..
وقفوا عند الباب..
لا يعرفون أي شيء عن التعامل مع شغلهم الأساسي
نار ودخان وصريخ رهيب ناس بتتشوي
وصريخ من الزنازين المجاورة خوفا على زملائهم في المكان
وضرب بالأطباق لعمل ضغط على الإدارة لتأتي
الأن أمام الباب
ومعهم خرطوم الماء والطفاية
انظر العقلية..
بدل ما يفتح الباب
قال طيب الدخان طالع جامد
على ما أنت تفتح وتحسس في الظلام من الدخان على فتحة المفتاح وتلاقيها
في الطرقة أنا أساعد!
وضع الخرطوم في الفتحة التي في النافذة الصغيرة في الباب !الفتحة التي يدخل منها الهواء
ويخرج منها الدخان..
آذاهم جدا ولكنه لم يفهم لأن الصراخ مستمر أصلا من الأول وتسبب في اختناق
ثم وضع الطفاية التي تضخ المادة في الثقب!
مسخرة وخنق متعمد..
ثم جاء الثاني ووضع يده ليضع المفتاح دون أن يعلم أنه من الأساسيات أن
هذا باب حديد! ساخن طبعا..نار
فاتلسعت واحترقت يده! طبعا
فألقي المفتاح وكح كح وأوف
ثم جاء الثاني وقال له
سأبرد الباب يا باشا
ورش الماء على الباب! ليبرده
مسخرة..
بعد دقائق
طبعا لم يبرد الباب لأن النار مشتعلة من الجهة الأخرة
ثم وقع الماء على أقدامهم وصارت الطرقة زلقة
ثم جاء ثالث عبقري
بقماشة يمسك الباب أخيرا
أين قفازات الحريق!
فتح الباب
طبعا كان كل من بالداخل مغمى عليهم ووقف الصراغ
وبعضهم مات
والمكان ظلام من الدخان
وقفوا جميعا في الخارج لا أحد يريد أن يدخل..هذه حقيقة,..
ثم بخوا الماء للداخل والرغوة..وهم لا يرون شيئا البطاطين مشتعلة والملايات والملابس التي
في الحقائب والبلاستيك والكثافة في المكان خمسة أضعاف المعدل العالمي المسموح به
26 فردا في مكان يتسع لخمسة..
ينامون حتى على الحمام على فتحة الكنيف يفرشون شوالا جولا بلاستيكيا
وملتصقين والتقسيم بالبلاطة وبالسنتيمتر
وبعضهم ينام معلقا بطانية في الهواء بين الحديدة الخاصة بالشباك والباب
يستحيل التصديق لمن لم ير
ثم أخيرا تطوع أمين شجاع وأمين وشريف وبطل من وسط العشرين
ودخل العملاق في الظلام بعد أن تلفع بشملة
وأخذ يرفع الأجساد كأنها أطفال صغار لقوته ويلقي بها خارجا كأنها حقائب..
ربع ساعة وانقطع نفسه وخرج
..
ثم كان أحد الملقون على الأرض يصرخ بعد أن أفاق
يصرخ من الحرق في جلده
قال له الأمين
التمام بتاعكم كام؟
قال 26
فأخذ يعد هو الأجساد في الطرقة..بعد انقشاع الدخان
فقال يبقى في أربعة راحوا..لأن الملقى هنا 22 فقط
وطبعا لن يكون بدن حيا بعد كل هذا..
وفعلا ..فحم..
وبعد ساعة مات اثنين ثانيين من الحرق التام والاختناق..
ثم جاءت الإسعاف
نقلت بعضهم لمستشفى شبين
الإسعاف ليست مجهزة تشبه التابوت الصاج
أنا ركبتها بنفسي
والمسافة بعيدة جدا
يموت آخر..
وبعضهم لمستشفى 440 المجاورة غير المجهزة..
وصلوا للسرير المجاور لي، حيث كنت أعالج من آثار العذاب
والأذى والتحطيم في العمود الفقري كله من العنقية فنازلا، في ضيافة الداخلية الطاهرة ..
وصل الرجال إلى جواري ملفوفين بالملاءات وبالشاش الطبي
مقليين مشويين ممزقين
لم يعودوا ينفعون بشرا
أذرعتهم لم تعد تنقبض لأن الجلد انكمش
وجوههم وفروة رأسهم..
قال لهم الباشا لما تأتي النيابة قولوا غلطتكم أنتم
وأنا سأروقكم وآتي لكم بأحسن جراح تجميل..
وهم غلابة ومساكين ويخافون الانتقام
فقالوا كما قال..
وأنا أرى الحدث جاء الباشا الكبير جدا
بدل ما يقول أستغفر الله وسامحوني وآسف أو سلامتك
قال احمد ربنا يا بني أنك طلعت صاحي
قال له بس يا باشا نفسي أكمل شوية هنا
لأن الزحمة هناك ووو
قال ماشي....
وطبعا أغلقت القضية ولم يتم إدانة الوضع ولا الأداء ولا تعويض العيال
وحتى واحد كان باقي له تسعة أشهر وقضى عشر سنوات
وظهره كله محترق وأسرته فلاحين
وقلت له حقك على الأقل تخرج الأن أطلب هذا عفوا صحيا وو
بس خايف ومسكين
وقال الباشا بعد أن نظر لي وأنا في السرير المجاور للمجموعة
المنكوبة
ورأى ملابسي بيضاء ولحيتي فعلم أني مش تبعه..
وحولي على الأسرة وعلى الأرض ملقى بشر انتهت حياتهم العادية فشل كلوي وحرق بنسبة سبعين بالمائة
وتشوه وانكماش الجلد وتلف العضلات هنا وهناك واللي اتعمي وملفوف كله واللي مات بعد كم يوم..
وقال الرجل خسارة بعد الحادثة ما طلعت في الجرايد
البلد كلها هتخسر سبعين ألف جنيه لأن قرووا نشتري طفايات زيادة بحيث يبقى لكل دور وحجرة
بس ممنوع نحطها جوة الحجرة علشان لو اتخانقوا هيضربوا بعض بيها ويعوروا بعض...!
ثم
قال لهم ..
سلامو عليكو.
الفشل الإداري،
حال التحقيقات والتعويضات
الإنسانية الموؤودة ..
غياب حقيقة الدين وروحه وعدله وإنصافه ورحمته ..
"من غيابة الجب-9-"
شهادتي للتاريخ..2007
وادي النطرون بين القاهرة والاسكندرية في الصحراء، حيث تقع عدة مباني السجن رقم 1 و2 وهكذا..
من جرب حدوث حريق كبير في شقته واحترق أحدهم، أو وصلت المطافي، سيتفهم كثيرا معنى حريق في مكان مغلق بأقفال الحديد..!
سأبدأ بالبلوى الصغيرة كمقدمة:
الحريق الصغير حدث في عنبر الشباب المتدين، والجانب النفسي عند حريق الجزء الأخر، يزيد الهم، أن الأخ الذي احترق ذراعه، هو أصلا حبيس ظلما في معقل الأحرار، سياسي معارض للنظام، فقط لأنه متدين، أرادوا سد خانة وعمل شغل، أو توسيع الاشتباه،
و لا الشرع ولا حتى القانون أقرا حبسه، بل أخذ براءة وإفراجا من قاضيهم ثلاث مرات،
وحصل على وثيقة تثبت التلفيق وتثبت العذاب والتزوير في الفرع عند أكرم بيه في رفح، لكن الداخلية وضعته بلطجة،
ولا هو أصلا ممن يقال عليهم رد سجون..ولا الإدارة في المكان لديها أي مهارة ولا فهم..
احترقت غرفتنا أيضا... لكنهم ذهبوا لجلب المفتاح بعد الصراخ والدخان واللهب ولم يعودوا إلا بعد ساعة كاملة.. وأقسم بالله أكثر من ساعة..
لكنا كنا قد نجحنا في إخماد النار بلطف الله تعالى، بعد أن احترق فيها ذراع رفيقي السيناوي من الكف لقبل الكتف، واختنقنا، ولكن الله تعالى سلم...بعد ساعة أتوا والدخان ينقشع ببطء من الفتحة، وأخذوا المصاب وتركوا الباب مفتوحا للتهوية الساعة الثانية ليلا ..
وفي الصباح نهر المأمور النوبتجية لأنه رأى احتراق ذراع غير كاف لهذا القلق والإزعاج بعجرفة وصلف وقلة أدب..وهذه هي نفسية الرجل وقد صار قياديا في مؤسسته ..هذه وقائع حقيقية وموثقة وشهودها وضحاياها أحياء ولا تسقط بالتقادم...
الحريق الثاني:
ليلا....حريق وسط الجنائيين وليس المبنى والعنبر السياسي
وسط المتهمين بالتبديد والسرقات الصغرى وو
يجري الشاويش الواقف على الباب
يطرق الباب عند الغرفة التي فيها النوبتجي حريقة يا باشا
لا يرد لأنه نائم
ثم يرد بعد خمس دقائق يفتح الباب
طيب يعني عايز ايه
باب إيه يالا روح شوف يمكن طفوها
بعد ربع ساعة
يا باشا العيال بتموت
والسجن كله واضح صحي من النوم وضرب على الأبواب بالملاعق والأيدي والأطباق والأرجل
وصريخ..يريدون تحفيز الإنسان ليذهب يفتح عليهم ويطفئ..
الباشا الصغير ..طيب..
يتصل الأول بالباشا الكبير/
معقول.. لا فتح إيه احنا في نصف الليل، لا روح شوف بنفسك
هفتح الباب بالليل؟ هتبقى محضر وتحقيق وقصة يا فلان، روح شوف الأول يمكن لموها..
بعد نصف ساعة والناس تستوي في النار وتتمزق
لا يا باشا دي كبيرة رحت وجيت الدخان جامد والدنيا زايطة جدا ونار طالعة من الشراعة..
طيب خد المفتاح وعرفني
استني
خد معاك القوة الضاربة صحيهم، وخدهم الأولـ بلاش تفتح أنت والخمسة الشاويشية بتوع العنابر
دول بس..
برضه مش ناقصين قلق، وما حدش ضامن أحسن حد يقل عقله ويحاول يجري ..
طيب.."رغم أن هناك سورا وحراسات لا تتحرك من مكانها ووو"
بعد ربع ساعة ..صحوا القوة ولموها وفركت عينها..
وقفوا عند الباب..
لا يعرفون أي شيء عن التعامل مع شغلهم الأساسي
نار ودخان وصريخ رهيب ناس بتتشوي
وصريخ من الزنازين المجاورة خوفا على زملائهم في المكان
وضرب بالأطباق لعمل ضغط على الإدارة لتأتي
الأن أمام الباب
ومعهم خرطوم الماء والطفاية
انظر العقلية..
بدل ما يفتح الباب
قال طيب الدخان طالع جامد
على ما أنت تفتح وتحسس في الظلام من الدخان على فتحة المفتاح وتلاقيها
في الطرقة أنا أساعد!
وضع الخرطوم في الفتحة التي في النافذة الصغيرة في الباب !الفتحة التي يدخل منها الهواء
ويخرج منها الدخان..
آذاهم جدا ولكنه لم يفهم لأن الصراخ مستمر أصلا من الأول وتسبب في اختناق
ثم وضع الطفاية التي تضخ المادة في الثقب!
مسخرة وخنق متعمد..
ثم جاء الثاني ووضع يده ليضع المفتاح دون أن يعلم أنه من الأساسيات أن
هذا باب حديد! ساخن طبعا..نار
فاتلسعت واحترقت يده! طبعا
فألقي المفتاح وكح كح وأوف
ثم جاء الثاني وقال له
سأبرد الباب يا باشا
ورش الماء على الباب! ليبرده
مسخرة..
بعد دقائق
طبعا لم يبرد الباب لأن النار مشتعلة من الجهة الأخرة
ثم وقع الماء على أقدامهم وصارت الطرقة زلقة
ثم جاء ثالث عبقري
بقماشة يمسك الباب أخيرا
أين قفازات الحريق!
فتح الباب
طبعا كان كل من بالداخل مغمى عليهم ووقف الصراغ
وبعضهم مات
والمكان ظلام من الدخان
وقفوا جميعا في الخارج لا أحد يريد أن يدخل..هذه حقيقة,..
ثم بخوا الماء للداخل والرغوة..وهم لا يرون شيئا البطاطين مشتعلة والملايات والملابس التي
في الحقائب والبلاستيك والكثافة في المكان خمسة أضعاف المعدل العالمي المسموح به
26 فردا في مكان يتسع لخمسة..
ينامون حتى على الحمام على فتحة الكنيف يفرشون شوالا جولا بلاستيكيا
وملتصقين والتقسيم بالبلاطة وبالسنتيمتر
وبعضهم ينام معلقا بطانية في الهواء بين الحديدة الخاصة بالشباك والباب
يستحيل التصديق لمن لم ير
ثم أخيرا تطوع أمين شجاع وأمين وشريف وبطل من وسط العشرين
ودخل العملاق في الظلام بعد أن تلفع بشملة
وأخذ يرفع الأجساد كأنها أطفال صغار لقوته ويلقي بها خارجا كأنها حقائب..
ربع ساعة وانقطع نفسه وخرج
..
ثم كان أحد الملقون على الأرض يصرخ بعد أن أفاق
يصرخ من الحرق في جلده
قال له الأمين
التمام بتاعكم كام؟
قال 26
فأخذ يعد هو الأجساد في الطرقة..بعد انقشاع الدخان
فقال يبقى في أربعة راحوا..لأن الملقى هنا 22 فقط
وطبعا لن يكون بدن حيا بعد كل هذا..
وفعلا ..فحم..
وبعد ساعة مات اثنين ثانيين من الحرق التام والاختناق..
ثم جاءت الإسعاف
نقلت بعضهم لمستشفى شبين
الإسعاف ليست مجهزة تشبه التابوت الصاج
أنا ركبتها بنفسي
والمسافة بعيدة جدا
يموت آخر..
وبعضهم لمستشفى 440 المجاورة غير المجهزة..
وصلوا للسرير المجاور لي، حيث كنت أعالج من آثار العذاب
والأذى والتحطيم في العمود الفقري كله من العنقية فنازلا، في ضيافة الداخلية الطاهرة ..
وصل الرجال إلى جواري ملفوفين بالملاءات وبالشاش الطبي
مقليين مشويين ممزقين
لم يعودوا ينفعون بشرا
أذرعتهم لم تعد تنقبض لأن الجلد انكمش
وجوههم وفروة رأسهم..
قال لهم الباشا لما تأتي النيابة قولوا غلطتكم أنتم
وأنا سأروقكم وآتي لكم بأحسن جراح تجميل..
وهم غلابة ومساكين ويخافون الانتقام
فقالوا كما قال..
وأنا أرى الحدث جاء الباشا الكبير جدا
بدل ما يقول أستغفر الله وسامحوني وآسف أو سلامتك
قال احمد ربنا يا بني أنك طلعت صاحي
قال له بس يا باشا نفسي أكمل شوية هنا
لأن الزحمة هناك ووو
قال ماشي....
وطبعا أغلقت القضية ولم يتم إدانة الوضع ولا الأداء ولا تعويض العيال
وحتى واحد كان باقي له تسعة أشهر وقضى عشر سنوات
وظهره كله محترق وأسرته فلاحين
وقلت له حقك على الأقل تخرج الأن أطلب هذا عفوا صحيا وو
بس خايف ومسكين
وقال الباشا بعد أن نظر لي وأنا في السرير المجاور للمجموعة
المنكوبة
ورأى ملابسي بيضاء ولحيتي فعلم أني مش تبعه..
وحولي على الأسرة وعلى الأرض ملقى بشر انتهت حياتهم العادية فشل كلوي وحرق بنسبة سبعين بالمائة
وتشوه وانكماش الجلد وتلف العضلات هنا وهناك واللي اتعمي وملفوف كله واللي مات بعد كم يوم..
وقال الرجل خسارة بعد الحادثة ما طلعت في الجرايد
البلد كلها هتخسر سبعين ألف جنيه لأن قرووا نشتري طفايات زيادة بحيث يبقى لكل دور وحجرة
بس ممنوع نحطها جوة الحجرة علشان لو اتخانقوا هيضربوا بعض بيها ويعوروا بعض...!
ثم
قال لهم ..
سلامو عليكو.
الفشل الإداري،
حال التحقيقات والتعويضات
الإنسانية الموؤودة ..
غياب حقيقة الدين وروحه وعدله وإنصافه ورحمته ..
"من غيابة الجب-9-"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق