المؤمن لا يقول "جائزتي على التقوى هي الجنة فقط " فالتوفيق أثناء الطريق جائزة..
{ يا أيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ، ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ، والله ذو الفضل
العظيم } . .
المؤمن لا يقول "جائزتي على التقوى هي الجنة فقط " فالتوفيق أثناء الطريق جائزة..
ولا يقول ما معنى وعدي بالفرقان والهدى كل يوم عند التلاوة، و أنا أصلا مؤمن ومهتدي ومع النبي
صلى الله عليه وسلم-الصحابة مخاطبون- فأنا على صواب قطعي، فهل أحتاج المزيد من التصحيح
والتثبيت والتمييز كل يوم، في العقل والبصر والبصيرة والقلب، والزيادة في الهدى والجلاء واليقين؟
نعم..ثم نعم..
فالمستفاد أن هذا معناه مثل"اهدنا الصراط المستقيم"
أننا بحاجة لهدى دائم مستمر ، فقد نفتن أو نضل أو تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر،
وأن هذا الفرقان والهدى ليس سبيله علميا فقط، لكي لا نغتر بمعرفة وتحصيل علم، فكم من جائز للمعرفة انسلخ من آيات الله كعلماء السوء، كمن قيل فيه"واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين"،
بل سبب الفرقان كذلك مع العلم هو : التقوى، أي أنه طريق تعبدي عملي قلبي لساني بين المرء وربه وبينه وبين نفسه والناس،
فلا اغترار بتجمع، ولا بحيازة لصك الهدى، فحاجة المسلم وحاجة المؤمنين جميعا كجماعة إلى الهدى المستمر قائمة، وحاجتهم إلى التفريق الدائم لا تزول ،
وليس معنى كونهم صحابة استغناء أحد منهم عن التقوى والفرقان يوميا، والكيانات لا تؤمن عليها الفتنة ولا الأفراد، فكل موقف سياسي أو اجتماعي أو مسألة عقدية أو منهجية هي اختبارقلبي وليس علميا عقليا فقط، وهم بحاجة لتقوى دائمة ليكون لهم هدى عند كل موقف متجدد ولا تزل الأقدام
الفرقان: النجاة والمخرج، وكذلك الفصل والفيصل والحجة والبيان والتفرقة بين المحق والمبطل،
وما يفرق به بين الحق والباطل ...
" يجعل لهم من ثبات القلوب ، وثقوب البصائر ، وحسن الهداية ما يفرقون به بينهما عند الالتباس "
"قال أبو عبيدة : سمي القرآن فرقاناً ، لأنه فرق بين الحق والباطل ، والمؤمن والكافر"
"والمعنى الثالث : أنه النصر ، والرابع : أنه هدى في قلوبهم يفرقون به بين الحق والباطل ،"
قال الأستاذ سيد رحمه الله:
" فما تنهض القلوب بهذه الأعباء الثقال ، إلا وهي على بينة من أمرها ونور يكشف الشبهات ويزيل
الوساوس ويثبت الأقدام على الطريق الشائك الطويل . . وما يكون لها هذا الفرقان إلا بحساسية التقوى وإلا
بنور الله :
{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ، ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ، والله ذو الفضل
العظيم } . .
هذا هو الزاد ، وهذه هي عدة الطريق . . زاد التقوى التي تحيي القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة الحذر
والحيطة والتوقي . وعدة النور الهادي الذي يكشف منحنيات الطريق ودروبه على مد البصر؛ فلا تغبشه
الشبهات التي تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة . . ثم هو زاد المغفرة للخطايا . الزاد المطمئن الذي يسكب
الهدوء والقرار . . وزاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفد الأزواد وتقصر الأعمال .
إنها حقيقة : أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق . ولكن هذه الحقيقة - ككل
حقائق العقيدة - لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا! إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها! .
إن الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل؛ والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر؛ والباطل يظل متلبسا
بالحق عند مفارق الطريق! وتظل الحجة تُفحم ولكن لا تُقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل .
ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا . . ذلك ما لم تكن هي التقوى . . فإذا كانت استنار العقل ، ووضح
الحق ، وتكشف الطريق ، واطمأن القلب ، واستراح الضمير ، واستقرت القدم وثبتت على الطريق!
إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة . . إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذي فطرت عليه؛ والذي
خلقت به السماوات والأرض . . ولكنه الهوى هو الذي يحول بين الحق والفطرة . . الهوى هو الذي ينشر
الغبش ، ويحجب الرؤية ، ويُعمي المسالك ، ويخفي الدروب . . والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى . .
تدفعه مخافة الله ، ومراقبته في السر والعلن . . ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة ، ويرفع اللبس ،
ويكشف الطريق .
وهو أمر لا يقدر بثمن . . ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب . ثم يضيف إليهما
{ الفضل العظيم } . ."
.
{ يا أيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ، ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ، والله ذو الفضل
العظيم } . .
المؤمن لا يقول "جائزتي على التقوى هي الجنة فقط " فالتوفيق أثناء الطريق جائزة..
ولا يقول ما معنى وعدي بالفرقان والهدى كل يوم عند التلاوة، و أنا أصلا مؤمن ومهتدي ومع النبي
صلى الله عليه وسلم-الصحابة مخاطبون- فأنا على صواب قطعي، فهل أحتاج المزيد من التصحيح
والتثبيت والتمييز كل يوم، في العقل والبصر والبصيرة والقلب، والزيادة في الهدى والجلاء واليقين؟
نعم..ثم نعم..
فالمستفاد أن هذا معناه مثل"اهدنا الصراط المستقيم"
أننا بحاجة لهدى دائم مستمر ، فقد نفتن أو نضل أو تحبط أعمالنا ونحن لا نشعر،
وأن هذا الفرقان والهدى ليس سبيله علميا فقط، لكي لا نغتر بمعرفة وتحصيل علم، فكم من جائز للمعرفة انسلخ من آيات الله كعلماء السوء، كمن قيل فيه"واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين"،
بل سبب الفرقان كذلك مع العلم هو : التقوى، أي أنه طريق تعبدي عملي قلبي لساني بين المرء وربه وبينه وبين نفسه والناس،
فلا اغترار بتجمع، ولا بحيازة لصك الهدى، فحاجة المسلم وحاجة المؤمنين جميعا كجماعة إلى الهدى المستمر قائمة، وحاجتهم إلى التفريق الدائم لا تزول ،
وليس معنى كونهم صحابة استغناء أحد منهم عن التقوى والفرقان يوميا، والكيانات لا تؤمن عليها الفتنة ولا الأفراد، فكل موقف سياسي أو اجتماعي أو مسألة عقدية أو منهجية هي اختبارقلبي وليس علميا عقليا فقط، وهم بحاجة لتقوى دائمة ليكون لهم هدى عند كل موقف متجدد ولا تزل الأقدام
الفرقان: النجاة والمخرج، وكذلك الفصل والفيصل والحجة والبيان والتفرقة بين المحق والمبطل،
وما يفرق به بين الحق والباطل ...
" يجعل لهم من ثبات القلوب ، وثقوب البصائر ، وحسن الهداية ما يفرقون به بينهما عند الالتباس "
"قال أبو عبيدة : سمي القرآن فرقاناً ، لأنه فرق بين الحق والباطل ، والمؤمن والكافر"
"والمعنى الثالث : أنه النصر ، والرابع : أنه هدى في قلوبهم يفرقون به بين الحق والباطل ،"
قال الأستاذ سيد رحمه الله:
" فما تنهض القلوب بهذه الأعباء الثقال ، إلا وهي على بينة من أمرها ونور يكشف الشبهات ويزيل
الوساوس ويثبت الأقدام على الطريق الشائك الطويل . . وما يكون لها هذا الفرقان إلا بحساسية التقوى وإلا
بنور الله :
{ يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ، ويكفر عنكم سيئاتكم ، ويغفر لكم ، والله ذو الفضل
العظيم } . .
هذا هو الزاد ، وهذه هي عدة الطريق . . زاد التقوى التي تحيي القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة الحذر
والحيطة والتوقي . وعدة النور الهادي الذي يكشف منحنيات الطريق ودروبه على مد البصر؛ فلا تغبشه
الشبهات التي تحجب الرؤية الكاملة الصحيحة . . ثم هو زاد المغفرة للخطايا . الزاد المطمئن الذي يسكب
الهدوء والقرار . . وزاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفد الأزواد وتقصر الأعمال .
إنها حقيقة : أن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له منعرجات الطريق . ولكن هذه الحقيقة - ككل
حقائق العقيدة - لا يعرفها إلا من ذاقها فعلا! إن الوصف لا ينقل مذاق هذه الحقيقة لمن لم يذوقوها! .
إن الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل؛ والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر؛ والباطل يظل متلبسا
بالحق عند مفارق الطريق! وتظل الحجة تُفحم ولكن لا تُقنع . وتسكت ولكن لا يستجيب لها القلب والعقل .
ويظل الجدل عبثا والمناقشة جهدا ضائعا . . ذلك ما لم تكن هي التقوى . . فإذا كانت استنار العقل ، ووضح
الحق ، وتكشف الطريق ، واطمأن القلب ، واستراح الضمير ، واستقرت القدم وثبتت على الطريق!
إن الحق في ذاته لا يخفى على الفطرة . . إن هناك اصطلاحا من الفطرة على الحق الذي فطرت عليه؛ والذي
خلقت به السماوات والأرض . . ولكنه الهوى هو الذي يحول بين الحق والفطرة . . الهوى هو الذي ينشر
الغبش ، ويحجب الرؤية ، ويُعمي المسالك ، ويخفي الدروب . . والهوى لا تدفعه الحجة إنما تدفعه التقوى . .
تدفعه مخافة الله ، ومراقبته في السر والعلن . . ومن ثم هذا الفرقان الذي ينير البصيرة ، ويرفع اللبس ،
ويكشف الطريق .
وهو أمر لا يقدر بثمن . . ولكن فضل الله العظيم يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة الذنوب . ثم يضيف إليهما
{ الفضل العظيم } . ."
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق