السبت، 26 أبريل 2014

 "وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات ، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات ، والشفاء الذي من عدمه حلّت بقلبه جميع الأسقام ، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم والآم ، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي حتى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه ، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلاَّ بشق الأنفس بالغيها ، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبداً واصليها، وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها ، وهي مطايا القوم التي سراهم على ظهورهم دائماً إلى الحبيب ، وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب ، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة ، إذ لهم من محبة محبوبهم أوفر نصيب......
.....
....
لما كثر المدعون للمحبة طولبوا بإقامة البينة على صحة الدعوى، فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى الخلي حرقة الشجي ، فتنوع المدعون في الشهود فقيل لا تقبل هذه الدعوى إلا ببينة     (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"....ابن القيم ، رحمه الله تعالى متحدثا عن المحبة....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق