طلاب العلم:
**تحول التبرير إلى "تنظير وتأصيل" شر مستطير وقسوة قلب وانغماس..
** واتهام الناصح بأنه لا يعجبه شيء- وهذا قد يكونا كذبا -اتهام عجيب، وكأن المجددين الكبار والرواد والمصلحين والمفكرين أجرموا حين رفضوا ونفضوا الغبار عن كل ما حولهم من تدهور ودوامات وسواق جافة، تكرر وتجتر ذات الفعل الخاطئ، بلا نتيجة دينية ، وتهدر الطاقات باستمرار....
فنحن لا ننتقد بحصر المنجزات، بل مرحبا بالبذل، إن كان بالحق وفي الحق هو ،
** اتهام الناصح بأنه بلا بديل " كذبة أخرى، فالمرجعية التي تصوب وتزن وتخطئ هي البديل..مهما بعدت الشقة وصعب الاختيار" ..، ونحن لسنا في مسارات مغلقة إجبارية، بل نحن من يصنع الوهم والأسطورة التي تقضي بالاختيار بين السيء والأسوأ للأبد..وبعدم وجود اقتراحات أخرى أو بعدم معقوليتها أو مشروعيتها، أو باستحالة تغير أوصاف وأسماء تلك المعادلة وتغييرها… وأيا كان… فكون منتقدك مقصرا فلن يجعل ذلك الضلالة هدى، ولا الشر خيرا ، ولن يحلل الحرام، ، وعموما هي فرية وأكذوبة، تفترض أن ترك الخطأ المنتقد ليس بديلا،
**عندما تراجع العقول الإسلامية نفسها ينبغي التنبه لأمور كثيرة… "بعد مراجعة فهم العقيدة، كما طرحت في مقالة أمانة راية الإسلام - الجزء الثالث- بالأمس… وهذا لمنع اختزال العقيدة في فصل من فصولها وفقط"… منها:
** حالة الازدواجية في المرجعية، فأحيانا يفسرون لك أمرا له ضوابط شرعية بشكل سياسي ميكيافيللي بحت بدون تأصيل، والعكس… أحيانا يستدعى المصطلح الشرعي في أمور تخطيطية وتنفيذية بحتة، لغرض ما،
وحين يستدعى فبدون حوار حقيقي واستدلال مؤصل، بل كخاتمة بحث من طرف واحد..
** بعد التبرير الجاهز لأي مفاجأة هناك "التنظير " لابتلاع أي خطأ وتهوين شانه، ثم " التأصيل" لذلك الخطأ سابقا ولاحقا..وتلفيق أدلة عقلية ونقلية..
** اتهام كل منكر للخطأ بأنه منظر مثالي وقاعد وجاهل بالوضع وحاقد ووو… وبالمناسبة فكل هذا لا يحل مشكلة المخطئ، ولا يجعل الخطأ صوابا، ولا يعطي جوابا شافيا، فحتى لو كان المنتقد هكذا فعليك واجب توضيح الأسباب، والشفافية والمكاشفة والبيان، والاستقامة! فانحرافه لا يسوغ لك التحريف ..،
** وليس كل تعليل للفعل تبريرا..لكن التبرير هو التماس الحجج والمعاذير من الهواء والهراء واللاشيء وبالباطل، ومقدما… ..وربما بكلمة حق توضع في غير مقامها فتدلس وتلبس وتغرر وتغش… وتبرر بالجملة ، وبمجرد سماع البلوى ترد على منتقدها قبل التيقن، ولو ثبت أنها إشاعة تبتلع لسانك، ولو ثبتت صحتها وتراجعوا عنها تدافع عن تراجعهم، وتصمت عن فذلكاتك السابقة الناقضة لوجوب التراجع..
** الثابت أن هذا ليس هو حسن الظن ولا هذه هي الثقة ، ولا هذه هي الإدارة الرشيدة..ولا هي طريقة أصحاب القضية غير المتعصبين..
** ولا يصح تأجيل كل أنواع التخطئة، فهناك ما هو مصيري لا يسكت عنه ولا يصح بحال مهما تأزمت الأحوال…
** لا ينبغي ابتلاع كل خطأ بدعوى أننا بشر ، فالبشر العقلاء يضعون آلية علنية للتحاور والتشاور، وللتقويم والتقييم والتعديل، ولتصحيح المسار ومنع التكرار…
..والعقلاء لديهم معايير معلنة ، وإطار شراكة ومؤسسية في أحلك الظروف..
وقد كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم واضحا ومفصلا ، وكانت مرجعية القرارات ثابتة وضوابطها وموازينها معلومة ، ولم يورث القادة الراشدون الأول احتكارا ولا كهنوتا ولا انغلاقا نفسيا أو ذهنيا ..
ولا مانع نهائيا أن نكون على خطأ في تصورنا للشرع أو للواقع ومعادلاته أو للواجب ومساراته ومعالمه، ..خطأ من أي نوع، ونتوب ونصوب ، ونعلن ونبين ونصلح، هذا خير من التحجر والكبر ورفض النقاش... ولا غضاضة في العودة عن أي انحراف وتصحيح المسار منهجيا وبرامجيا… ثم إداريا… ثم في اختيار الأشخاص القائمين على العمل..إذا اكتشفنا أننا خلطنا الأمور وحدنا عن السبيل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق