الأحد، 13 أبريل 2014

قسوة القلب :


1-
من الملاحظ أن مرحلة قسوة القلب أعقبت مرحلة الإعراض عن التعلم وخطيئة الاستخفاف ببعض الأوامر،  والالتفاف حول التطبيق لأمر الله تعالى، واللف والدوران للتحايل على التشريعات،

ومع هذا كانوا متشبثين ببعض المظهر، ومصرين على أنهم متدينين طائعين لنبيهم موسى عليه السلام :

" ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة "

قسوة القلب
2-
قالوا :

"من أسوأ ما يصيب الإنسان قسوة القلب، فهذا المرض هو مفتاح كل المساوئ،
ولايصبح الإنسان مجرماً وقاتلاً وسفاحاً أو قابلا للإفتراء والإجرام إلا بعد أن يصاب بهذا المرض"

وفيما معناه :
"والقسوة بذرة تنمو في القلب عن طريق التفلت من العهد الرباني ونقض الالتزام بحق الربوبية،
وعن طريق تتابع الذنوب والأفعال الخبيثة
أو بسبب ظن السوء بالله تبارك وتعالى:

«ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا
لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» (سورة البقرة /74)."

قسوة القلب 3-

ثم يحدثنا القرآن الكريم عن أن مشكلة هؤلاء ليست في أنهم لا يعلمون ولا حتى في أنهم لم يفهموا :
[ أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه و هم يعلمون ]

"والقلب الذي لا يهتز لذكر الله تعالى ولا يسعى في العمل بما علم، ويرضى عن نفسه على الدوام، ولا يتقبل النصح، هو القلب القاسي الذي يميل الى الفتنة ويستجيب إلى الدعوات الباطلة ويستهويه الفسق والتحلل عموما "


قسوة القلب 4-
وقيل بذات المعنى :

وقد استدرج بنو إسرائيل الى حضيض قسوة القلب، بعد نقضهم الميثاق والعهد، و
بعد عصيان الأمر والتحايل على الأمر، والركون والقعود والتقاعس عن تطبيق وتنفيذ المسموع
، فقست قلوبهم حتى ابتلعوا الخطأ كأنه صواب، وبرروه لأنفسهم،
 وقد طبقوا بعض الكتاب وتركوا بعضا، وخادعوا أنفسهم ونافقوا،

 واستدرجوا إلى الفسوق والمروق عبر دركات: فتنة النفس والتربص والارتياب والاغترار بالأماني واتباع الشيطان واتباع أماني الغرور مثل"نحن مختارون مغفور لنا..سنعذب أياما معدودات "...إلخ...

قسوة القلب 5-
وعقبى قسوة القلب هي الاستمرار في اتباع فتنة الشيطان والبقاء في الضلال..

ومن أسباب هذا: الفخر داخل الذات: (والغرور بالدنيا وبمكتسبات المرء ووضعه أو حتى بالفتات الذي يناله ..


قسوة القلب 6-
"فكل هذا الاغترار بالحال والمهنة والسكن والوضع الاجتماعي وبالعلم! ووو، يمنع النفس من التسليم للحق، وهو ميراث حب الدنيا التي هي مجرد متاع الغرور العابر (وسيلة الاغترار وبحر الغرق فيه)

والمغتر عادة متلهف على الدنيا، ودوما يتغير قلبه وكيانه بدرجة مرضية، تمس شغاف قلبه ويقينه واهتماماته كلها، إلى الحزن بما فاته، والفرح بما أوتي، فهو معلق القلب بالرزق والحال عموما..، أعاذنا الله من هذا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق