الجمعة، 18 أبريل 2014

الانكار بالقلب:
"يظن بعض الناس ان من يرى المنكر فينكره بقلبه، ويقول في نفسه: "اللهم هذا منكر لا يرضيك" دون أن يبدو عليه أدنى اثر لهذه الكراهية يكون قد ادى الحد الأدنى من الواجب. وهذا الفهم مبني على تحريف مزدوج. تحريف لمعاني اللغة العربية، وتحريف لمقاصد الشريعة الاسلامية، ذلك لأن الشرع الحكيم لم يقل لنا فلينكره بقلبه، بل قال فليغيره بقلبه.

قد حُصر في الدليل الصريح من القران الكريم على ان كراهية المنكر بالقلب دون اقل مظهر ايجابي أو سلبي ليس مقبولا عند الله، بل يعد مشاركة في المنكر والاثم. وإليكم الدليل!
فاسمعوا قول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ" وقوله جل شأنه تذكيرا بهذا الواجب وتأكيدا له: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ".
فانظروا إلى قوله تعالى: "إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ" فقد جعل الساكت عن الكفر هو والكافر سواء. والساكت عن المستهزئ سواء."
د. محمد عبدالله دراز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق