"والوزن يومئذ الحق"..
المعايير الثقافية، والصور المجتمعية الجاهزة الافتراضية والمنسوخة، والرؤى الخيالية، والمعاملات والمناهج التي تضعونها كمقاييس أمامنا ستكون هي نفسها في كفة الميزان، ومحل تقييم وتقويم وحساب ووزن..بل وجزاء! ، وستكون هذه النظارات التي تريدوننا أن نلبسها في أعيننا لنرى بها، وفي عقولنا لنحكم بها ونحاكم أنفسنا والناس إليها، وفي قلوبنا لنحس بها، من خلال بضاعة مفروضة بإعلام وثقافة ينقلها حملة أسفار وأهواء وتجارب وشطحات، ستكون نفسها محل معايرة وقياس" والوزن يومئذ الحق"،
هذه عبرة في كل النزاعات بين المرء ونفسه، وتبريراته لضميره!
وبينه وبين من حوله، وبينه وبين مجتمعه الكبير، حين يضع لهم قانونا وعرفا ودستورا يحتكمون إليه...أو يغير لهم مفهوما سائدا أو يثبته كفهم صحيح....
......
"وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ"
--هذه هي زينة كل التجارب البشرية والمناهج الفكرية، التي تبغي
الوصول للسعادة أو القوة أو الراحة للجميع، أو للفئة المختارة!! بعيدا عن وحي السماء....
"فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ"
----
هذا ليعلم الإنسان أنه لا يساوي شيئا، وليتذكر حاله ومم خلق، ولأين سيذهب وكيف سيذهب!
وكيف سيفقد كل شيء يوما ما، ويصبح جسدا مسجى لا يملك
ستر نفسه، فضلا عن حمايتها أو الجدال عنها دون إذن مفصل، وكيف سيقف ثانية أمام ربه، وهذا التذكير لكيلا ينسيه زخم الواقع حقيقة المصير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق