هامش على ما مضى في الغيبة القصيرة...أتفق مع إضراب الأطباء, وتهميشهم ضار بالمنطقة كلها, وضرر تهميشهم وسحق نبوغهم, على نهضتها بشكل فادح, فكريا وأدبيا ورياديا, وهي جذور وبذور وشموس الحضارات, وليس الضرر قاصرا على مستواها الصحي والعلمي والاقتصادي, البحثي والدوائي والصناعات المساندة...أتفق مع الوقفة أمام قصر الاتحادية مقر الرئاسة التي لم تنتق مسؤولا مبدعا متألقا في أي مجال وتطلق له الطاقات, ولم تتصرف بروح الثورة في أكثر من مجال, الوقفة لتيار ديني مصري ومن بني الإنسان- بالمناسبة لأهل المزايدة-.. ولقيتهم شخصيا في زنازين مبارك, ضد عدم الإفراج عن كل المحكومين عسكريا واستثنائيا وتعسفيا بالتلفيق وبانتزاع الاعترافات في عهد مبارك.. وضد عودة اختطاف أحد الشباب بهمجية, دون شفافية إجرائية أوضوابط محترمة , ودون حقوق إنسان كفلتها الشريعة السمحاء, التي تزعمون حبها, وتشدق بها مجلس حقوق قومي وأعلى ميت, يرى سيناء ويرى الطرقات والقوانين المقيدة ويشهد هذا العار ويصمت حتى عن استقالة أو وقفة معهم ..وهذه الحقوق والكرامة أمور قامت من أجلها الثورة...وستقوم لأجلها أخرى إن شاء الله..وعار على الرئيس الذي شاركنا نفس العنبر 3 في النطرون, هو وحزبه وجماعته عدم إلغاء هذا الجهاز , وليس تغيير اسمه, وعدم الحسم في إنهاء الممارسات ووضع شرفاء بآلية إشراف ومحاسبة لمنع بلطجة أي فرع بالداخلية ولتطهيرها...وأتفق مع الذين رفضوا عبد الناصر من حيث النتيجة النهائية, تنظيرا وتطبيقا وآثارا, والعبرة بالمعايير وبمنهجية الحكم, وبالميزان الذي به نكيل الشخص, وبالعين المبصرة لحال الشخص وما حوله, وبالعقل الجمعي الواعي العميق المحلل المدرك, الناظر للخلفية والجو وبقية الصورة....والخلاف أزلي في ظل التشرذم الفكري, فلو لم نتفق على منهج للحكم على الواقع وعلى أنفسنا! وغايتنا! وسبيلها! وطريق تحقيقها فهل سنتفق على شخص آخر ..وهل سيجدى النقاش دون اتفاق على أصل أولا..وهل سيفيد أن نقول أن أبي أيضا- مثل هذا وذاك من الكرام -عذب في الستينات بوحشية , وقضى من عمره ما قضى..بل ودفع ثمن أثر الظلم بقية عمره.. دون تهمة ولا محاكمة ولا عدل.. ولا حتى أي قانون, بل "بشبهة" هي شرف لمن تلصق به, وعار على نظام يقتل ويشرد أهلها..وبكل الشرور! فليس هناك باطل محض عادة, فكل رئيس له إيجابيات, وكل هناك من هو أسوأ منه.. وأضل سبيلا..لكن هذا لا يعني أن نتوقف ونتردد في أخذ موقف من كل ضال مغرور ظالم مجرم أفاك أثيم...لكونه له بعض حسنات يحبطها عمله الآخر الفاجر, والعمالة شيء مستتر حتى حين, ولا نفتش عنه إلا لو ظهرت رائحته وبدت قرائنه, ولم نجد من الخلل الظاهر والخراب المفضوح ما يزكم كل أنف, ويغطي على الخصال التي يمنون علينا بأن هناك من هو أسوأ منها....أخيرا ...في موسم مراجعة الأمة كلها لوعيها. وتساقط الرموز وظهور حقيقة المناهج الغربية والشرقية, بل والمناهج الدينية التي لم تقدم الإسلام غضا نديا مشرقا جليا, لا يضره من خذله......الطوائف الدينية والسياسية كلها بحاجة إلى مراجعة عقائدية ومنهجية وأصولية, وإلى مراجعة قراءتها للواقع والتاريخ, وأدوات الفهم والرؤية, وآلية الوصول للفهم! والتدبر..وآلية القرار على مستوى الفرد! والمجموع..وليس عيبا أن نعيد النظر وأن نعتذر..العيب أن يستمر العيب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق