الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

دروس من أزمة الفيلم المسيء


دروس من أزمة الفيلم المسيء
1- الحمية لأمور والسكوت عن أمور أخرى هامة مسألة تعبر عن بقاء روح وأمل،
ولكنها -بكل أسف- تعبر عن سطحية، وعدم استنباط، وعدم حذر، ونهى عنها القرءان الكريم،
والسيرة واضحة لمن تدبر دون هجوم مسبق ورد جاهز،
والاستدلال بموقف وترك مواقف وآيات خطأ فادح، ولنتدبر دون سياسة الاتهام
بأن الانغعال هنا دين وفقط، نعم هو دين وحق، ولكن وجود العداوة يختلف عن
إبداء العداوة، وإلا فانظروا السيرة ثانية، بأنفسكم، فالخطاب لكل شخص
وليس للعالم فقط، "مثنى وفرادى" انظروا حتى في العهد المدني وليس المكي
كيلا يقال هذه أحكام منسوخة..انظروا الغزوات والتصرف في مواقف مثل
" لا تجيبوه" ولا أقول في صلح الحديبية، لأن فقهه بطريقة خاطئة هو مدخل كل مختل،
انظروا كتاب الله وأمره بالحكمة في العمل لا القول فقط، وحديثه عن التخفيف على المؤمنين،
 وعن الأسباب والإعداد لوقف المعتدي...
  "ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر"


2- التطاول عليك إما يحدث بسبب عجزك وهوانك، أو هو لاستفزازك واستدراجك..
الإسلام يأمر بالقوة والقدرة، وهما لا تنافيان التوكل، ويأمر بعلاج العجز بأداء الواجب، وتحصيل وإقامة
ما يلزم ليكون الأمر في الإمكان وقدر الطاقة

3- " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"
"فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا."

الحماسة واجب وليست نافلة أوتفضلا، وهي خير، وتوجيهها خير أكبر.

4-  الأخطاء والعواقب يمكن أن تثمر وعيا وتعلما ودرسا، ولم يمكن منعها
ويمكن أن تكون عقاب،ا وعاقبة لعدم التدبر، فالمؤمن فطن واع، والتفكير فريضة

5- هناك خلل وصفر كبير، ولا أقول تقصير، بل نعطي درجة بالسالب دوما، وليس في هذه الأزمة فقط،
للأزهر والحكومة المصرية والمنظمات والهيئات الرسمية والمدنية
المصرية و العربية كافة..سواء في التعامل مع حادث التطاول والسباب هذه المرة وكل مرة
أوفي عرض الإسلام عموما وإيصاله لأبنائه قبل أعدائه


6- هناك كم من الخلل والفوضى وتقييم الناس للدين وللمتحدثين بشكل مغلوط،
ومن ثم يصبح العاقل بين خيارات مرة
ومن باب النصح:
هناك ترتيب في أمور الدين، فهناك أصول ومحكمات وثوابت.. وهناك الأهم والمهم، والأكبر والكبير،
وهناك الواجب والأوجب، وهناك ترتيب في ردود الأفعال حسب المقام،
حتى لو طعن الغربي في لفظ الجلالة أو سب أشرف الخلق صلى الله عليه وسلم، أو قتل وعذب..
وهذا معلوم في القرآن والسنة والسيرة، فهناك مقام ووقت وظرف
تكف يدك فيه، رغم كل ذلك، وتكف لسانك.. وهناك مقام وظرف
ترد وتجيب فيه وإن تقطعت نفسك..
وهناك وسط بينهما ..



7- هناك خلل في الممثل للدين فحين تقول نعود إلى الدين،  لا يستوعبون -أو لا يريدون- أن هذا الشخص أو الفكر
ليس هو الإسلام..وهذا دور الواعين العقلاء في تقديم تصور سليم وقدوة بسلوكهم
لغسل الخطايا والغبش القديمين..

8- هناك خلل في المنافح، فقد لا يفهم بشكل دقيق الفقه في التعامل، ويركز على روايات ويتجاهل
 أخرى، وعلى آيات ويتجاهل أخرى

9- هناك خطأ في  مسلك مدعي العقلانية فيهونون من كل شيء، ثم يقدمون صورة تعويضية ليست من الإسلام في شيء

10- هناك خلل في تعامل الكيانات الخارجية معنا سواء الكيانات الرسمية أو
الفكرية حتى العاقلة منها، جزء منه بسببنا،  وهناك كم مغالطات فلسفية وفكرية وتاريخية
بل وواقعية، وكذب بواح، والليبرالية والحرية والمدنية والإبداع تتسع  لمقدسات الأقوياء فقط، بل
حرمة الروح والنفس لا تخدش ضمير الإعلام ، وهناك تهم تستحضر كتهمة إهانة العلم الأمريكي،
تهمة إنكار أو مجرد التشكيك في الهولوكوست، وتهمة معاداة السامية، وتهمة الاضهاد الديني والعرقي
وتهمة تمجيد الرايخ والنازية، وتهمة إهانة أتاتورك ورغم ذلك قبلت معايير الاتحاد الأوروبي،
وتهمة لبس الحجاب وبناء مئذنة..
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق