الاثنين، 26 ديسمبر 2022

الهوية و الكريسماس و اللغة و أعياد غير المسلمين

بمناسبة القضايا الموسمية

المسلم الأعجمي الذي صمم هنا يبحث عن اللغة العربية باعتبارها أكثر روحانية وجمالا في حسه، لتشرفها بالقرآن، وباعتبارها عالمية كونية لا عنصرية، وحكمة ربك أعلى، وهو أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلم حيث تكون اللغة المشتركة التي تصلح جسرا وقنطرة بين الألسن التي خلقها تعالى، وتصلح نبعا للمعاني، وكان اختيارا للتوحيد كالقبلة..

القرآن طبعا أكبر من كونه كتاب لغة ويعلم ذلك القريب والبعيد.. وهذا ينقلنا لحالة الباحثين عن معنى ووجود في أي ثقافة ودين وكرنفال! وفوق ظهورهم ما لم يحملوه ولم يفهموه ولم ينفقوا من كنوزه. 

ترتبط الهوية واللغة بجزء في هوية المؤمن الأعجمي أكبر من الطين والضيق الإقليمي الذي لا يختاره، فمن الحمق التعصب وخاصة لشيء لم تصنعه..

وهي بهذا إضافة وتمييز ونقطة التقاء وليست محوا للتنوع.. 

ولدينا تطرف يتعصب ويستعلي ويحتقر ويظلم ويتحجر ويضيق ويرفض ما خلق الله له.. وتطرف ينبطح ويستخذي ويشعر بالضآلة فيكتب بغير لغته هزيمة وجهلا ويقلد كالتافه وينبهر بما لا يبهر كالفارغ أو هو كذاك. 

أنا و هو و نحن والهوية = النتاج الحضاري للأمّة الإسلاميّة، بمختلفِ مكوناتها، وأقطارها ولغاتها. 

والرابط الأعلى هو الإيمان والعقيدة والشعائر وصبغة الله لكل ثقافة مباحة، وهذا القدر من المُشتركات في تكوين الهوية الإسلامية مقوم من مقوماتها، ويتنوع الناس بعد، ويتمايزون.. بالتقى وفي الدنيا بسماتهم.. ولا فخر إلا للأحمق.. التقي أعلى وهو متواضع هين لين كريم!

واختلاف الألسن آية وجمال..معجزة وفسحة روحية.. ومثله العادات المباحة وحتى داخل الجزيرة العربية كان هناك التباين والتنوع، ومن عايش السيرة الشريفة تأدب ولم يستعل ولم ينزلق كذلك للتقليد والذوبان.

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

يحول بين المرء وقلبه.. التفسير.. الطبري والظلال..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ... 

سورة الأنفال

وفي الظلال.. مختصرا/

( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) . . 

استجيبوا له طائعين مختارين ؛ وإن كان الله - سبحانه - قادراً على قهركم على الهدى لو أراد : 

( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ) . . 

ويا لها من صورة رهيبة مخيفة للقدرة القاهرة اللطيفة . . ( يحول بين المرء وقلبه )فيفصل بينه وبين قلبه ؛ ويستحوذ على هذا القلب ويحتجزه ، ويصرفه كيف شاء ، ويقلبه كما يريد . وصاحبه لا يملك منه شيئا وهو قلبه الذي بين جنبيه ! 

إنها صورة تستوجب اليقظة الدائمة ، والحذر الدائم ، والاحتياط الدائم . اليقظة لخلجات القلب وخفقاته ولفتاته 

 . . والتعلق الدائم بالله - سبحانه - مخافة أن يقلب هذا القلب في سهوة من سهواته ، أو غفلة من غفلاته ، أو دفعة من دفعاته . . 

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رسول الله المعصوم يكثر من دعاء ربه : " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . . فكيف بالناس ، وهم غير مرسلين ولا معصومين ! 

  

إنها صورة تهز القلب حقا ؛ ويجد لها المؤمن رجفة في كيانه حين يخلو إليها لحظات ، ناظرا إلى قلبه الذي بين جنبيه ، وهو في قبضة القاهر الجبار ؛ وهو لا يملك منه شيئا ، وإن كان يحمله بين جنبيه ويسير ! 

صورة يعرضها على الذين آمنوا وهو يناديهم : 

( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ) . . 

ليقول لهم : إن الله قادر على أن يقهركم على الهدى - لو كان يريد - وعلى الاستجابة التي يدعوكم إليها هذه الدعوة ، ولكنه - سبحانه - يكرمكم ؛ فيدعوكم لتستجيبوا عن طواعية تنالون عليها الأجر ؛ وعن إرادة تعلو بها إنسانيتكم وترتفع إلى مستوى الأمانة التي ناطها الله بهذا الخلق المسمى بالإنسان . . أمانة الهداية المختارة ؛ وأمانة الخلافة الواعية ، وأمانة الإرادة المتصرفة عن قصد ومعرفة . 

( وأنه إليه تحشرون ) . . 

ومختصرا مما قال الطبري رحمه الله تعالى:
 
.
* * *

* يحول بين المؤمن وبين الكفر, وبين الكافر وبين الإيمان.

 يحول بين الكافر وطاعته, وبين المؤمن ومعصيته.

 يحول بين المرء وبين أن يكفر, وبين الكافر وبين أن يؤمن. .
* * *
وقال آخرون:

 يحول بين المرء وعقله, فلا يدري ما يَعمل.

: يحول بين قلب الكافر, وأن يعمل خيرًا.
* * *

: يحول بين الإنسان وقلبه, فلا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه.
* * *
وقال آخرون:
 أنه قريب من قلبه، لا يخفى عليه شيء أظهره أو أسره.

* * *
 
.. والكلام محتمل كل هذه المعاني..

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

الكرة المسكرة ج٢

 قالت الأخبار لمن يغرق أفق.


قل: يا رب


((يا لطیف یا کافی


یا حفیظ یا شافی


يا رحيم يا الله


أنت منتهى قصدى


أنت مجزل الرفد


يا رءوف بالعبد


يا رحيم يا الله


أنت


ربي


الأعلى


رب فاجمع الشملا


بالمراد يا الله


عفوه عن الذنب


کي يدوم في قلبي


ءانسه بذكر الله


أنت يا سيدى سندى


في الخطوب خذ بيدى


واكفنى ذوى الحسد


كيف شئت يا الله


أنت خالق الأمم


أنت مسبغ النعم


للعباد يا الله


منك واعف عن زللى


من جلال عز الله


إن عبدك الغوري


دمعه على الفور


قد جرى لخوف الله


من ذنوبه شاکی


حفه بأملاك


يحفظونه يا الله.. 


(نسب الابتهال العظيم إلى: قانصوه الأشرفي - نسبة إلى الأشرف قايتباي- الغوري. وكان حاكما بمصر، والأبيات تحتاج تحقيقا وتنقيحا يليق بها، وللسيوطي كتاب: الشرح الظريف على الموشح الشريف. يشرح تلك الموشحات.. المصدر/ الموسوعة الشعرية)


 


قالت الأحداث لمن يغرق أفق، ولا تدافع عن نفسك أمامي، المهم بينك وبين ربك.. خاليا، هو تعالى يعلم أنك صدقت وما خنت أو أنك غير ذلك...


 

 والاعتدال غير الانحراف، وأسهل شيء أن تصف من ينصحك بالسوداوية والتشدد والغلو... الرفض سهل.. والتبرير أسهل.. ولعبة إبراز المحاسن وطمر المساوئ قد لا تخدع إلا من أشربها..فانظر لحالك ودع ما سوى ذلك.. اعرض شأنك على كتابك، وانظر كذلك أين تجد نفسك وقلبك، ومن في نهاية مسارك! ومن على جانبيه يحيونك! 


 


.. ومن قال أن اللهو ضد الدين! بل اللهو المعتدل مطلب جميل، وعليه ثواب لأسباب كثيرة، وقد أباحوا اللهو بالباطل للترويح، ويعنون بالباطل هنا اللعب غير المفيد بشكل مباشر، لكنه في ذات الوقت غير الشيء المحرم المفسد في ذاته، فهذا يجم النفس ويذهب الملل ويروح ويجدد، وهذا ما لم تكن له عاقبة سوء تتبعه عرفت عرفا! وكل ما لم يزد عن حده كما أو كيفا، ولا يضيع به الوقت أكثر من اللازم، أو يتحول لمخدر ومسكر معنوي، أو ما لم يتعلق به الذهن تعلقا مرضيا ويزدد حاله وكيفه، ويتعمق هو في القلب والعقل والاهتمام، ويشغف به الفؤاد، فيصبح هو /الكرة المسكرة! راجع المقالة ٢٠٠٩ وابحث عنها لو أحببت.. :


 

وأظن كان بها ما معناه

((ما دامت الكرة لا تذهب العقل، وليست خمر! ولا تغيب وعي من ذاكرته ضعيفة..أو من ذاكرته مريضة..ومن ينسى الذل بسهولة! وينسى نفسه ودينه، ويجعل كتابه عضين، ويكرر نفس الخطأ، ويؤمن ببعض ويكفر ببعض(والآية كانت على تطبيق عملي انتقائي، وليست على تكذيب، وراجعها) ، ومن يثق بمن أوقعه في البئر مرارا، لأنه لا يريد أن يتعب نفسه، وفي نفسه قبول لما يفعل للأسف.. للأسف.))


جل مولانا تعالى


جل علام الغيوب


أشرقت شمس هداه


فأنارت في القلوب

 


كم


الكرة المسكرة ج١ https://www.odabasham.net/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9/59674-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%83%D8%B1%D8%A9


محـت من ظلمات


هي آثار الذنوب!


------


المشهد للقمر فوق جبال الألب، سبحان من ملك الجميع.

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2022

من عجيب معاني الصبر

من عجيب الحث على الصبر في القرآن الكريم
تجد المعاني:
اصبر وسيعينك سبحانه
اصبر وسيكرمك بفضله ورحمته 
اصبر فلن يفوز سوى الصابرون
اصبر تفلح
اصبر لتنجو
اصبر فالصبر من مقامات الحق والشرف.
ومعها كثير من الكنوز مثلها!

كأنما جمعت كل طرق الإقناع والتشجيع والترغيب في الصبر.. 

وقالوا:
((ينبغي أن تعلم بأن كل فرد تقابله هو معلم أو محك للصبر))

((الجزع أشد تعبا من الصبر)) 
((ينبغي أن نعطي بعض الوقت للوقت))

وتنبه:

الانتظار العدمي مع فراغ القلب واللامبالاة هو العجز والكسل والتواكل، أما عند امتلاء القلب باليقين وعمرانه بشعب الإيمان الكثيرة مع ظهور ذلك ببذل الوسع فهذا هو الرباط والصبر. 

وقالوا
"الصبر هو الاستمرار في المضي للأمام عندما يكون الاستمرار صعباً وبطيئاً.. هذا هو الصبر حقا" 

 والمضي ليس معناه الاندفاع الأهوج الأرعن، بل /

 إما استمرار المحاولة بوسيلة مشروعة أنجع، أو دوام الأخذ بالأسباب والبحث عنها وتحيل الحيل وسلوك السبل، أو البناء بتكميل العجز وتتميم النواقص، حتى لو كانت معنوية فقط، بل حتى ولو كانت نظرية - ظاهريا- فقط، إلى حين وقت مناسب مرتب ومقدر بعناية وعلم، فالمكيث هو رجل التدافع الأصلح حقا. 

فمن الصبر والمصابرة أحيانا العكوف برهة لتعلم السعي الصحيح، ولتهذيب النفس لحين الأجل والأوان الأمثل للخطوات الفعلية. 

وأحيانا يكون الصبر والرباط هو الثبات على الحق والصمود في الطريق الصحيح، وعدم التنازل أو الانتكاس على العقب أو التحريف وتبديل مضمون الرسالة وجوهر القضية، وهو ثبات مع الصعود بالسجود قدر الطاقة، ولو بالقلب الممتثل لمولاه تعالى. 

وقد يكون فقط بالكف عن الجزع، ولو بحبس اللسان، وبمنع النفس عن ظن السوء، وبترك خيارات الشر! فإنها صدقة أن تمسك عن الشر لو لم تقدر على فعل الخير..

طريق القلوب إلى الله تعالى. ج٢

الأربعاء، 5 أكتوبر 2022

حول الصبر و الثبات وسط البلاء

لعل في ثباتك ثباتا لغيرك..

قال/ لا زلت في غيابة الجب قسرا، ولم أنجز مشروعي الخيري وطموحي لخدمة ديني.. ومن مشكلة لشاغل أتعطل..لكني أحاول. 
قالت/ تعطلت عن حلمي العظيم وعن مشروعي العملي بسبب قهري فوق الطاقة والإمكان، لكني لم أتوقف عن السعي.

 
/لله الحكمة البالغة، واختياره لنا أعظم من خيرتنا لأنفسنا ولقومنا.

ربما أنت قدوة لمن تعلمهم أو لا تعلمهم.. موجودون أو لم يأتوا بعد.. ولئن اتقى الموحد وصبر فلن يضيع أجره، وسيلقى ربه راضيا مرضيا، ولا يخلف الله الميعاد.. ومن العبودية أن تسلم بتدبير اللطيف الخبير، فليس لك من الأمر شيء. 

 
إن في ثباتك عملا!
والثبات صبر، والصبر ضياء، كما قال صلى الله عليه وسلم. وصبرك موقف وثمن تدفعه فتؤجر للبذل والهم والشوكة تشاكها، والمرابطة فيه عبادة قلبية: بحسن الظن والرجاء والتصبر والرضا والفأل والسعي المقدور بالنصح والدعاء. 

 لو أردت الثبات وعدم الريبة والطمأنينة فافعل الخير وأطع الأمر الرباني..أدم المحاسبة والتوبة والتصحيح والإصلاح والتبيين ووزن العمل والقول، كما تداوم على الذكر..فهذا من مقصود ذاك. 

 
عملك تثبيت لك! هو زيادة هدى وخير وثبات (ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا) ...

ذكر القرآن الكريم من عملوا أعمالا عظيمة وانتصروا بعدما صبروا، ومن قضوا نحبهم ولم يروا الفوز، وضرب مثلا بمن طال صبرهم وعظم بلاؤهم ولم ينتجوا بمقاييس الظاهر الضحل، ولم ينجزوا غير الثبات والصمود بميزان النظر الضيق والأفق المحدود، فلا هم كسروا الأوثان ولا هزموا الجيوش ولا بنوا الدول الراشدة ولا خلفوا علماء نجباء وفرسانا أشداء .. ولكنهم في نفس القمة والكمال والرقي مع أولي الألباب! مع أهل البصائر التي تتدبر وتفكر وتستقل عن الدهماء، مع أولي العزم والإرادة والروح المحلقة فوق الجسد ورغباته وعجلته، ورفقتهم مع الأنبياء والصديقين! وهم من أنوار القدوة والأسوة، وقد قدموا القدوة الواقعية العملية للتسليم والامتثال ولتجلي نور اليقين وعلوه على المادة والضغوط والمغريات ..مثل أهل الكهف.. ونبي الله أيوب عليه السلام ، وامرأة فرعون المؤمنة الفاضلة التي كملت وصارت مثلا لأعلى درجات العبودية والمحبة والصدق والحرية والرقي والسمو فوق المادة.
فلا تأس أخيا واستأنف سيرك

الخميس، 29 سبتمبر 2022

تبرير السلبية و الظلم

(الحمد لله رب العالمين)

حاول أن تلتمس عذرا قبل اللوم على فعل ما، أو قبل الإلزام بشيء ما، لمن تحسن الظن به.. ولو فشلت فراع العدل قبل إفراغك لغضبك.

نصيحة لنفسي ولك أخي:
خبرة تتعلمها من أسلوب عدوك الأول وهو يوقع بأبويك /

 ليس كل الظلم له أنياب بارزة يقطر منها الدم أو يظهر كفحشاء ومنكر فج قبيح.. 

بل بعض التوحش يبدو وسيما وتلقائيا، وقد يقدم الباطل كنصيحة.
 

وربما يظهر العصيان كمجاملة وواجب... اجتماعيا في العلاقات بين أبناء العائلة والأصدقاء، وسياسيا بين الأقوام، ومهنيا في العمل.
 

وكذلك في خلوتك في داخل فكرك، قد تكون ظلوما معتديا. كلا.. ليست البدعة فقط، بل الضلال والمحرم المستباح المستحل والمستهان به.. والتلبيس والتدليس على النفس. لهذا نراعى العلم والأمانة والإخلاص وفهم الواقع .. ولو اختل ركن وحاك في صدرك فعلك أو تركك: فراجعه مليا.

 

خذ حذرك من نفسك أولا أن تفعلها بهواك وتبررها، وخذ حذرك من عدوك القديم إبليس أن يقسم لك أنه ناصح، وزن كل موقف، واحسب كل تصرف وانسياق بميزان الحق، مراعيا المضمون والجوهر والحكمة والقصد الأول! لا العنوان.. ولا الشكل.. فربك تعالى لا يخدعه أحد.. وكم من كلمة حق أريد بها باطل وأريد بها حظ نفس وغل وغرض... وقد لبس بعض الرهبان أصل الدين نفسه...

 

قال لي/ 
كنت أخادع نفسي بقول أن هناك مشكلة غامضة فريدة وضخمة فعلا، وأختار مشكلة حقيقية وأقول هي محيرة ومحزنة بأكثر من غيرها، ومن ثم أتعاطف مع ذاتي وأرثى لها وأرخي لها العنان لتنزلق...
 

قال/ طبيبي لا يبالي بي. 
هو يبالي بما سيحاسب عليه رسميا فقط، وما سينفعه مني فقط.
 

ومثله كل التعاملات

 هناك تصرف غير مسؤول.. 
هناك أيضا عدم تصرف غير مسؤول!

هو /"خذلان انخذال تواطؤ شلل ادعاء عجز جبن جمود تحجر أنانية " . سمه ما شئت .. 

و

لكن بالعكس: هناك محاكم غيبة وحضور تلقي الحجارة في كل حديث وتقيم بفهمها الضيق. 
وحتى لو صمت المذكور حاكموا الصمت بأفقهم هم.. 

 

هناك من يطلبون رؤى كاملة ليبادروا بالبناء!
أصلا لا يريدون أن يعملوا. 
لا يودون أن يفعلوا أو أن تتوقف أسئلتهم.. هذا شاغلهم لا شغلهم.
 

هناك من يقللون شأن وجدوى تضحياتهم لو حدثت لكي يضنوا بها ولا تحدث أبدا...

و
هل مثلا يعني.. 
لو كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يريد بقاء ماله ووجاهته
ووضعه، وقال مثلا سأكتفي بتأييد خفي، وحين تنتصرون سأكون معكم يومها.. فأنا ظروفي خاصة واستثنائية وو.. 
هل كان هذا ليصبح هو المثال والنموذج الأنور الأول ...

وأما الفقراء البسطاء العظماء النبلاء كبلال وخباب.. فهؤلاء في مقام سامق لأنهم لم يبالوا رغم حالهم، لأن الحب غير الموازين.

الأحد، 18 سبتمبر 2022

بين السلبية و الكسل العلمي و الضعف أمام الشهوة


يا أخي الغالي / لا تبرر الكسل، ولا تزرع الخذلان لنفسك، ولا تردد على مسامع ذاتك ما يثبطها، حتى لو كان صوابا جزئيا ( أشعر بالملل وأستثقل التعلم والقراءة والاستذكار، وأريد وضعا معينا لأثبت)


  هذا العلم ليس رخيصا بل هو روح ونور، شيء تدفع فيه الأثمان الغالية وهو منها أثمن..


 العلم حياة بين الموات ورشاد وسط التيه، وهو أهم من الدواء للنفس.


العلم يلزمك للنجاة، وليس فقط لتحصيل الرتب العالية... وهو مع الإخلاص زاد التقى، هذا لو اتبعت ما علمت، وكثير من العلم ألزم لنا في زمان الفتن، والاطلاع أو الوجادة خير من رؤوس الجهال، بل ويلزمك الاجتهاد والتحري لتميز بين الأقوال حولنا وبين المتحدثين كذلك... أيهم أهدى سبيلا، ولكي تختار الأصدق والأعدل، وليس فقط الأقرب لهواك أو الأشهر أو الأوعى للمعرفة نظريا.. فكم من عالم سوء منسلخ محرف يلبس ويدلس..وكم من نصف عالم يضل ويحسب ما زين له حسنا.. وهذا دورك في استفراغ الوسع والتوسم ومخالفة الهوى..


قد يضر العبد نفسه بسبب الجهل بجزء مما يفعله. وبسبب الجبن وعدم شكر النعمة، وبسبب الرعونة في الخطوات، والتعرض لما لا يحسن.


كان الأنبياء عليهم السلام حجة ببيانهم وحجة بذاتهم وحيواتهم.. لكيلا يقال أن المطلوب محال، وهذا يوسف عليه السلام نجح في الاختبارين، في السراء والضراء، ولم يعبد الله على حرف، ولم يكن معه مجموعة تؤيده وصحبة يثبتونه، نجح صبيا وشابا وكهلا.... ولو لم يكن مطلوبا وممكنا التأسي والاقتداء به عليه السلام ما أمرنا بذلك... فيما ليس من خصائص النبوة بلا شك ...


الحقود يعيش عمره حانقا محترقا، فلا تركز معه لكيلا تتفحم.

 لديه النعمة ولكنه يشعر بالنقص وبالحسد، نقص المال أو نقص العلم أو حتى نقص المروءة والشجاعة، وبدل الغبطة والسعي يقبح ويهدم وينهش ... فلماذا تنكفئ أنت وتتبع السفه والسفاسف معه، ولماذا تمد عينك وتصبح مثله مهزوما يسفه غيره فقط، لا تتجاوب مع الشر فالغل يأكله ويأكلك لو انشغلت بالانتصار لنفسك واستحوذ عليك التجاوب، المسيء يضر نفسه.. الطمع يعذبه، والجشع يشغله ويستذله ويستعبده... وكلما تصدر أثني على نفسه مرارا لشعوره بالحاجة لذلك.


احرص على ما ينفعك وتوكل علي الله.

السبت، 17 سبتمبر 2022

نصيحة للدعاة و المربين وقت فشو الطغيان وتشتت التابعين

هذه رسالة طويلة نصحت بها نفسي الخاطئة ونفرا من أحبتي، ورأى بعضهم بثها للفائدة/

 أخي المربي:

 أنت مؤتمن، فلا تطلق العنان لمشاعرك دون رؤية العواقب لاحقا. 

لا تنهر من ترعاه عن خطأ اعتاده بسخط يجرحه هو، أو بصدام حاد مع عاطفته وثقافته الضحلة "قبل أن تكون ربيته ونبهته مرارا، وعلمت ما يقومه ويجدي معه"

 
اعلم أن أنبل الجمل وأصح الشعارات ليس لها من الوقع والاحترام عنده كما لها من الأثر عندك، فهو وإن سمعها فلم يتشربها مثلك، ولم يعشها واقعا أو تمثلا يجعلها كافية وحدها، وربما لم يصل إلى قوة اليقين بها لقلة وعيه وزاده، فلا تعامله معاملة المتفلت من طبقتك ورتبتك ..

عليك بالهدوء والعاطفة المنضبطة أثناء التقويم، لكيلا تنفر ظبيا أو تكسر شبلا، فتخسر قلبيهما بدل رعايتهما ليكبرا إن شاء الله ويصيرا كما تحب يوما.

وعليك بتطوير نفسك بنفسك، وتقبل النقد وطلبه! لا احتراف تحويره وتفنيده.

وعليك اختيار الأوليات للطرح، لا اتباع الهبات كيفما اتفق وشاع.. 

لا تقحم المبتدئ في العلم بذكر نتائج نهائية وأوصاف وانطباعات لا يفقهها في مرحلته، وقد لا يتحملها عقله ورصيده من الطمأنينة، بل أعطه المعرفة والميزان، وعلمه المقدمات والأسباب برفق أولا، ثم ارتق معه وبه للاستنباط والمنظار 

 

هذا لا يعني الهدهدة والتربيت بل الحكمة والترتيب!

ولابد من البيان والحقيقة ولكن عليك بإفاقة النائم والمخدر المغيب، وتعليمه فك المغالطات الفكرية والحيل التي غسل بها مخه، وآلية الاستدلال... لكيلا يتحول من تقليد أعمى لمثله.

وما قيمة التنزيل والموقف أليس الرجال أهم من المواقف؟
 

* الأفكار أهم من الأشخاص والأحداث، نعم.. لكن هذا لا يعني الاكتفاء بها كل مرة، فالنزول للواقع وللأحداث والأشخاص هو حياة الفكرة، وهو من أخذ الكتاب بقوة، وهو من الطاعة التي هي تنفيذ المسموع لا تكراره فقط..

 

 إذا فهدم الرمز المجاهر بالخطأ بشكل متكرر أحيانا يكون أمرا حتميا، ولا يعني هذا سوء الأدب أو سوء اختيار المقام والسياق والمحاور ، ولكن بدون كسر الوثن المتبع الملمع لن تحدث هزة ولا صدمة ولا إفاقة ولا تنقية للموارد، ولا يكون هناك تطبيق عملي للفكرة دون تحيز لفاعليتها .. بل تصبح مجرد فلسفة مجمدة. 

 

*مؤيد الفكرة المختلة عادة هو جزء من قوتها وزخمها وصبغتها، وبعض الناس يستسلم لمن يفكر له بشكل يتجاوز التقليد المقبول، ولابد من تطهير شجرة الاختيار أمام الضعفاء للحفاظ على الحد الكافي - على الأقل - من الصواب.
 

تحدث القرآن الكريم عن المفاهيم، ولكنه لم يتركها مجرد مسائل نظرية معلقة، بل ضرب أمثلة سابقة ومعاصرة! للطغاة كفرعون وأبي لهب، واحتك بالوقائع الهامة في وقتها. 

 

فارق بين منهج به خطأ ومنهج به انحراف.. وبين شخص يخطئ وشخص يدعو للمسار الخاطئ، بين تلوث وتسمم... بعض الخطأ قد يغتفر بجانب الصواب، والتنبيه والبيان عامة ليسا من الكماليات عندما تكون الأخطاء خطايا مبررة أو تورث سقطا فقهيا أو عقديا أو حتى استراتيجيا وعمليا ..

هناك أوليات منها حفظ جوهر التوحيد وظاهره وباطنه والكفر بالطواغيت وبأنواع الجاهليات، والشيء عامة يعرف بضده وما ينقضه، ومنها حرمة الدماء والأعراض وحقوق العباد.. وأهمية قيام العدل عموما.. ومنها ركائز الأخلاق والأركان... والطغاة قد يسمحون لبعض المتحدثين بأمور لا تمس اليقظة الحقيقية، أو لا تنزل للواقع في المفاصل ومحاور الارتكاز، بل فيما لا يضيرهم ولا هو الأصل والأساس، والمواءمة معهم قد تؤدي أحيانا لتجفيف العمل الدعوي من جوهره في التغيير الجذري كما يريدون.. فراع مآل ما تفعل وحصاد ما سبق من تأويلات، وتذكر(يسألني عن دم البعوض -هل يفسد الوضوء- وقد قتل ابن بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم )..

   لا يمكن تحويل السابقين والمعاصرين أولي السبق إذا إلى أنبياء، وتحويل اجتهادهم إلى قداسة معصومة، ويجب ألا نختار بين منهج الوصول إلى الحقيقة وبين النتائج، فصحة النهج لها أولية، وتجارب المصلحين وقراءتهم للواقع هي ضبط للحال ومقاربة عقلية للتنزيل، وإلا سنكرر ونجتر الخطأ ونتجمد ونتحج ، ونظل معلقين مغلقين.

 

التقشف ليس دليل صلاح مستقل، فبعض الرهبان من البوذيين والنصارى سابقا كانوا كذلك.. فلا تقل هذا لا يتكسب منهم إذا هو على صواب.. الحق يعرف بذاته وبراهينه وبالعلم والحجة، وعليه نور..

 وأعتذر عن أي استطراد أو جواب، فهذه محض علامات لا مناظرة. 

نسأل الله العفو والعافية والسلامة من الفتن.

الجمعة، 16 سبتمبر 2022

نصيحة حول المرض النفسي و علاج الاكتئاب و القلق

بعض أصحاب المليارات - مسلمين وغير مسلمين- يزورون العيادة النفسية أحيانا، بسبب خلل في شيء مما يذكر أدناه.. 

( حول مواد: الدوبامين والسيروتونين و الاندورفين والأوكسيتوسين) 

قد يبتلى الإنسان بفقدان شيء أو شخص، أو فقدان وضع ما! مما يرغب في وجوده، أو بفقدان الرغبة! أو بوجود أمور مخيفة أو مقلقة وموجعة، أو بخلل في رد فعله هو! ..

بداية: ليس العلاج بالكيمياء حتميا ولا ناجعا دوما، فالجسم بفضل الله تعالى قد يفرز ويصحح النسب أحيانا، هذا لو تم توجيه المعرفة والسلوك..
والقرار للطبيب المؤتمن، فهناك حالات تلزم العقاقير فيها يقينا، وليس عيبا في كمال المرء وأصل دينه أن يتداوى. 

وبشكل عام فصحة النفس تحتاج إلى أمور منها ما يلي/

 

أول شيء حياة الروح، وصلتها بالذكر! وبالمحبة العلوية بعد العلم والرشاد، وتعلقها باتباع مرضاة الله بأعمال القلوب والأبدان، حيث المدد الرباني، وبلسم الفطر والفكر.. وهذا لا يمنع ورود الامتحان النفسي بل يعين المبتلى به.
 

ممارسة التأمل والخلوة كل فترة.
 

قضاء الوقت في وسط الطبيعة بشكل دوري.
 

الاحتفال بالمكاسب الصغيرة أحيانا لضبط المزاج.
 

 تناول وجبات جيدة، متوازنة كما وكيفا، وتجربة الجوع دوريا، وعدم تجربة التخمة.

 التعرض في أوقات مناسبة لأشعة الشمس، والتريض بجهد مناسب باستمرار، بأي آلية بذل جسمانية متاحة، وتجربة الاجتهاد بالحد الأقصى، مع عدم تجربة الكسل والخمول. 

 الضحك بحرية، دون فساد تشعر بعده بوخز وتأنيب. 

 
 التطوع والنظر للمعاني، ورد الجميل لكل من تعب معك محبا.
 

 إنجاز أي مهمة بشكل منتظم، لتشعر بالإتمام وأداء أي واجب ذي بال، وربما تنال التقدير أو تمنحه لنفسك دون خداع لها، وإلا انعكس ضدك وأرقها، ودون مكافأتها بتخريبها بأي سلوك انحرافي انعكاسي، كمكافأتها براحة متلفة جدا تبدد ما حصلت. 

 
 أخذ الوقت الكافي للعناية بالنفس عموما بمعنى حقها- كذات وبدن ومخ يفكر- في الرعاية وتوزيع الحمل والمساندة والإدارة الجيدة، والصيانة لمواردها المادية والمعنوية، وحمايتها من الآفات البشرية.

قدر من المودة البدنية واللفظية، وليس فقط القلبية، الكلام العاطفي الطيب، والمصافحة والتربيت والعناق المباح والنوم على يد وقدم من تحب، مثلا: الوالدين/ الزوج/ الأشقاء/ القطة/ الحصان... ، والثناء المتبادل، والعطاء السخي بسماحة! 

 

 التسلي الجيد ذي الرواسب المنعشة! ، والتسلية عموما باب واسع، ويختلف حسب السياق.. الأدب والفن واللعب والتاريخ وغير ذلك من المباحات والطيبات وزينة الله التي أخرج لعباده. 

التوازن في ذلك والشمولية، والترتيب للأوليات، وتحصيل الممكن! أو المقدور كما وكيفا، وعدم الاستسلام للعجز عن الصورة المثلى.. 

الابتلاء قد يكون بفقد أشياء مما سبق، بشكل خارج عن إرادتك.
وتحت الضغط يلزمك التصبر والتسليم، ووضع رؤية للتكيف والتعايش، أو رؤية وخارطة مرحلية للتغيير.

كل ممارسات جبر الخواطر وترميم النفس تبنى على الإيجابية والابتكار في أحلك الظروف، ومحاولة المبادرة، مع توسيع المدارك لاستيعاب الألم، وهنا يبرز الفارق بين الإنسان الذي له غاية كبرى ورسالة وقضية، وبين التافه الذي يضخم الصغائر ويتوقف عندها، وبين من هو في أسفل سافلين؛ الذي يهتم بالرذائل أصلا ..

 
 وعامة عند تجاوز الحد في المعاناة كما، أو عند طول المدة يبدأ دور الاستشفاء والاستشارة الطبية والسلوكية المعرفية والعلاجات الدوائية والفيزيقية وغيرها..

ولأن الطبيب ليس بيطريا أو مصلحا لآلة، مع احترامنا لكليهما، فعليه واجب يتجاوز ضبط المصنع إلى التوجيه بسمو وارتقاء ونصح أمين واع ونقاء، لو كان هو نفسه ذا بصيرة وحرص، وهذا من نعم الله لو ظفرت بمثله، وإلا فاجمع من الكسور واحدا.

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022

أعطيت الملحد وردة بدل الكتاب للرد على الإلحاد

من كتاب /طريق القلوب إلى الله تعالى. 
ج٢


قال لي

اليوم بدل أن أعطي هذا الملحد كتابا قررت أن أمنحه وردة!

وردة لتربيه! وتعلمه.
وهو للأدب والتواضع أحوج منه للمعرفة وللمنطق، وهو فقير فيهما، ومعدم في التدبر، يقلد وينكر...

هذا ردي ودليلي.. وردة متفتحة، لأن فيها هدية وحجة وبرهانا وموسوعة، لمست في تلك الزهرة كتبا كثيرة وموسوعات كبيرة، وفي ظاهرها وتركيبها معلومات وبينات ولفتات منبهة خارقة للحواجز.. ومن انتبه للإشارات فهو من أولي الألباب.

رأيت كل خلق قريبا أو بعيدا ملهما لرؤية آلاء الله تعالى وصنعه وتوحيده.

سبحانه موجد كل هذا، ومعلمنا أن الكل سابح فيها محكوم، وأنه موسع بناءها وقابضها يوما، وأنه قيومها دوما.

في كل شيء له آية تذكرنا تيسيره تعالى لنا، وتسخيره للأرض خاصة وسط كل هذا المحيط الرحب، وتوظيفه لجميع ما فيها بخبرة خلاق متقن.

كل في دوره بدقة ووفرة وتكامل، وبعلم مسبق واضح، وبجمال باذخ أو بتعمد إظهار الضدين للتدافع أو للتكامل المقصودين. 

بل وهناك عالم باطن مواز لا يمسك باليدين ولا يقاس بمكاييل المادة وجرمها الموزون، ولا تفسره الكيمياء كما يزعم الجهال لأنه يتوجه لأرواح معينة! تنفتح لها الأبواب فجأة وبقوة أو تنغلق، اسمه عالم المشاعر والعواطف والمودة والمحبة والرحمة.. ونقيضها، وكلها آياته سبحانه التي بثها للمتوسمين، ولا يسعهم شكرها ولا حتى حصرها.

وفي باطن كل مخلوق تفحصه تجميل وتزيين لكل مستوى وطبقة وحجم تراه بالأجهزة أو بعينك المجردة.

لكنه تألق للمتذوق المخلص المنصف، البشر لا الحيوان الأرضي ولا العقل الوحشي الافتراسي، بل صافي النفس سليم المزاج، غير فاسد القلب أو تالف النفس، أو الموتور الساخط الجحود أو المتجاوز لحده وقدره، الطاغي على عبوديته ومقامه، والذي يريد أن يكون هو إلها وربا، أو شريكا لله تعالى في تقديره وتدبيره، أو يريد ألا يكون له رب أو إله خلاق مقدر ومشرع ومكلف، يقسم ويقدر ويبتلي ويعافي ويكون الكون..

نعود لذاك التوازن المؤثر بين الكواكب الأكبر منا وتأثيره فينا لو اختل!

بل ولبقاء ذاتك ووعيك وإدراكك لنفسك، ذاك الوعي والانتباه للذات، وهو الذي تفهمه ولكنك لا تستطيع أن تهبه وتصنعه. لولا أن الكلمات لا تطاوع المعاني لبثتك حالي..

الثلاثاء، 26 يوليو 2022

رفض النصيحة بين الأطفال و الكبار

حماقة الطفولة مقابل حماقة الكهولة..

لا أعرف حماقة الشيخوخة.. 
لكن قبيح 




هنا نبذة عن حماقة بعض المكلفين والصبيان، للعلاج والتفهم...بعد شكوى آلمتني من تعمد إنكار المشكلة وغير ذلك.



يضرب الطفل أحيانا اليد التي تمتد لتساعده، ويرفض النصيحة، ويرفض حتى أي شرح له ... 

قد يقول الصبي لا أريد مساعدة، سأفعلها أنا.. أنا أفهم انا أعلم أنا أقدر أنا فقط أنا الأول...ويغتفر له كثير من ذلك 

 ربما يرفض بعض الأطفال أي عون لهم، ويعتبرون المعاونة وصاية معيبة عليهم، وبعضهم من جهله ورعونته يعتبر أن الوصاية عليه مشكلة دوما وأبدا.. وعامة فالاندفاع مرحلة ضرورية للطفل، ليتعلم ويكتسب ويمتلك الحافز، وليتم تهذيبه فيها.


 وحين ينضج المرء يعلم أنها نعمة عظيمة أن يكون لك أب مهتد جدير (أو سيد كبير خبير أو مسؤول حكيم لبيب ورائد محب رحيم) ... رأس يشارك في شيء من التبعة دنيا وآخرة... شخص يوقفك قبل الخطأ.



ونعمة أخرى أن يكون هناك من يريد أن يساعد أصلا لوجه الله تعالى، ولو بأقل معرفة وبأقل دراية.. شعور المودة ثمين ونادر.



 حماقه الكهولة

 أن يشتكي من يحبك أنك ترفض النصح شكلا وموضوعا..

لا يقول أنك تخالف، فهذا حقك وتتحمل نتيجته.
بل لا تتقبل مبدأ النصيحة... كمحطة ومطار وميناء، ولا تساعده هو على البر بك، ولربما تنكر المشكلة أساسا، أو تنهش الناصح! وتخمش وجهه! وتتخذه ندا وهو يودك! ، أو تشكك في أهليته أو نيته، أو تؤذيه بدل شكر الهدية وقبولها وحفظها.



ولا يلزم أبدا بعد تلقي النصيحة استعمالها والتقيد بها، لكنك كعاقل عليك ألا تجعل مهمته معركة، بدل كونها موعظة وتوصية ونقل رؤية وتعبيرا عن الحرص والشفقة، ولو بسوء فهم..



وبعضهم يضر من ينفعه، وينكر معروفه ويحوله لجناية!
 وبعضهم يشعره فضلهم بالنقص المرضي، بدل الامتنان والعرفان! لهذا كان التعوذ والتحوط وكانت المعاريض والمدارة.. ولزم انتقاء البيئة والجلساء والخلطاء وموضع غرس الفسيلة. 

الأربعاء، 20 يوليو 2022

الرد على الإلحاد.. النبات آكل الحشرات

التفكر في الكون واجب ديني عندنا، يضيء في العقيدة والتربية وغيرهما.

العلم يزيد الإيمان.. عند سلامة القلب من الغفلات

هذا نبات يأكل
 
سبحان من أوجد وأمد بالمعونة والمؤونة
خلقه وساق له غذاءه طائرا إليه في مكانه. 
ومنحه الأدوات الباهرة لينال رزقه.

للنباتيين الغربيين بمنطق القصور في العلم /هذا نبات ليس نباتيا. 

وفي كل المشهد لهذا الكائن وهو يرتزق بوسائل حسية متطورة

لا ترى فقط موجدا صانعا لغاية واحدة.. ولا مجرد تكيف وفوضى تجنح لنظام، ولا حادث ارتطام كون شيئا ما.. أبدا 

 

 ترى بعقلك تكوينا مركبا له عدة أغراض مباشرة وأخرى مرعية غير مباشرة! 
 ترى مراعاة لعدة أبعاد علمية بغاية الدقة والبراعة وليست مجرد حاجة وصلاحية، بل تجويد وتحسين وتزيين.

 وترى تصميما به حسابات تراعي الوظيفة والعلاقات البيئية بعمق وسعة، وتتشكل فيه الجزيئات لأسباب بعيدة مبهرة .

هذا النوع في جدول تصنيف الكائنات ترى في كمه وكيفه مراعاة لنسق كلي، ولتوازن عام بين المخلوقات، ميزان لا يختل وإلا انهار.

 وربما ترى رغما عنك لمسة جمال داخلي وخارجي رغم الشدة ..

وهنا الطعام على قدر الحاجة.. لا توحش ولا إهدار...

ترى بديعا مصورا بارئا عليما بما يفعل.
ترى غنى في العلم.
تزول الفروق بين العوالم، ويظهر لنفسك أن الخلاق إذا واحد.. له الخلق والتدبير والأمر والمرجع..( فاعبده وتوكل عليه)

الثلاثاء، 12 يوليو 2022

أدب الحوار في الإسلام

داخل مجموعة ما حدثت معركة لفظية، فلزم هذا النصح لنفسي ولمن نحب.

الرفق على الفيسبوك! 

 

(من أدب الحوار :
أن يبدأ كلامنا باستهلال جميل غير منفر، قبل التخطئة والتعديل، وأن يركز على الجوهر، وعلى أهم نقطة تنفع الخلق، ويترك التوافه والحواشي والشكليات والتشتيت عن الأوليات ... التلفظ بحكمة وكياسة.
 

أن يكون الأسلوب حسنا! في باطنه... يعني ألا يستعرض ذاته هو ومعارفه ، ولا يسفه الخطأ بطريقة مهينة وجارحة عند بيان كونه غلطا. )

 

 

(علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الرفق خير.. وجمال الكلام خير.. إلا في استثناءات التقريع والزجر التربوي، ممن له ذلك، وحين يرجى به التصويب، ومع من يجدي معه وفي سياقه. مثلا لمن تكرر منه الخطأ أو تفحش وتطاول. وهجاء الأعادي وما شابه. )

 

( الحوارات العلمية والوعظية أولى بالرقي..

قال تعالى/
"بالحكمة والموعظة الحسنة" ...
"بالتي هي أحسن....." 
"فبما رحمة من الله لنت لهم..."

هذا مع المؤمن والمشرك! الكلام بحلم وعلم. )

 

(الخشونة غير المبررة في الكلام تدخل الشيطان.. والأعداء لهم ذباب يوقع ويحرش بين الناس.)

 

 
(من أدب الحوار:

" أن يكون الكلام مناوبة وليس مناهبة" .. يعني لا ترد على نفسك قبل منح فرصة للجواب. )

 
( من أدب الحوار:
 أن يكون الكلام مهذبا!
تبدأ بتحية. تنادي الشخص بأحب الأسماء. تشكر الإيجابيات والمجهود. أو تثني على القصد الحسن. تلتمس العذر. .. 

أن يكون النقد محددا ومبينا، بدون غموض أو استعلاء أو تقبيح. )

الجمعة، 8 يوليو 2022

الصدق في الإسلام وعلاقته مع البلاء

أولا... يوم عرفة هو يوم كمال الدين وتمام النعمة... وانظر فهم الصديق رضي الله عنه لنقصان الدين بنقصان العمل به وبوقف تطبيقه في الواقع!
واستعداده للتضحية بحياته على ألا ينقص الدين..

الفرح بالمواسم لا يعني إجازة تامة من عالمك وواجبك أو غيبوبة عن قيمك! خاصة عند صولة العدوان والاحتلال، وإنما "فرح ترويح ومراغمة واستراحة محارب وشكر نعمة". والتمتع بالحلال طاعة.

مدار الدنيا لو اهتديت إنما هو على محاولة إحسان العمل وتوجيه الوجه لله رب العالمين، بكل تجليات المحبة والحكمة! من طاعة ونصرة وتبتل وكفر بالأنداد واعتصام بالكتاب، وكلها مظاهر أنوار العبودية الصادقة.. 

قد تظن نفسك صادقا!
 لكنك لن تعرف حتى تمتحن...

القرآن الكريم لا يحكي عن الصدق في الخبر فقط، بل يعلمك من هم الصادقون، وكيف تصدق الله.. 
وكيف تقول أنك صادق ثم لا تصبر؟ ولا تفي بالعهد ولا توف بالوعد؟
 ولا تتمسك بالكتاب! ..
تدبر
 (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم)..
 (أولئك هم الصادقون)..
انظر من هم لتعلم فحوى الصدق بهذا الإحساس. 

الصدق إذا ليس فقط مطابقة القول للعلم فقط..
بل مطابقة الفعل للقول!
ومطابقة الحال للقول.. 

 يمر الصدق على كواشف الاختبار... كالابتلاء بالخير والشر..
نعم.. الابتلاء صعب، لكن جزاءه أعظم من ثمنه المقدم، وهو يظهر في الكون مدارج الإيمان والعبودية الاختيارية..

العبودية لها صور لا تظهر إلا بالبلاء.. أمور مثل استغاثة القلب كالغريق.. ومثل حسن الظن بالثبات رغم الفتن ورغم تقلب القلوب وانقلاب الناس على وجوههم...

هناك مقامات ارتقاء وأحوال نقاء وخلوص من التعلق بغير الله تعالى... وهي لا تظهر إلا عند المحنة أو المنحة/

 عند ألم دفع الثمن وألم طول الوقت في العناء خلافا للمعهود فيتوهم بعضهم اليأس..

وتظهر الحقيقة عند النعم المطغية التي توهم الاستغناء..

 وهكذا سار النبيون عليهم السلام، ممن صبر ألف سنة إلا خمسين عاما إلى من أعطي ملك الدنيا فشكر، وعرف الفضل لربه فظل زاهدا أوابا، وكان نعم العبد..

الجمعة، 1 يوليو 2022

#إلى_سورة_الكهف الجزء 2


#إلى_سورة_الكهف
..

(وأما الغلام) ... بعض النفوس تزور وترحل..هذا قدرها،  تمتع بها وتغيب عنك.. يستردها صاحبها ويأخذها معطيها، ليبلوك ويحبوك صابرا، وليمنحك تخليصا لقلبك من التعلق وتمحيصا، وليكتب لك رفعة وتكفيرا عن ذنبك بتفويضك..

(لمساكين يعملون في البحر) 
هؤلاء بسطاء عاديون جدا... لكن ربهم يدبر لهم ما لا يتصورون.. ربهم ليس غافلا عنهم..

سبحانه يريك أن أغلب تدبيره هنا ليس خرقا للسنن التي وضعها لك، وأنه تعالى إنما يصنع المعجزات والآيات الخارقة للنواميس لأسباب محددة ويضعها للبشر كعلامات عبر الأيام.

المؤمن يبصر الإعجاز في التدابير والسنن ومواطن اختيار القدر وعواقب الأمور والميزان .. ويسجد، والكافر لا تقنعه حتى الخوارق.. ويجحد، لأنه أصلا معرض مرتاب ظلوم لا يخلص ولا يصدق في نيته، ((ولو ردوا لعاد لما نهي عنه))...

 والمؤمن كل أمره خير مع تلك الأحوال، وأما الكفور فأمره كله شر، فهو بين سخط للضر أو جحود ونكران للفضل في النعمة ...

المؤمن يتلمس البشر واليسر ومكامن الألطاف، ويلوم ذنبه ونزغ شيطانه عند العتاب.
وأما الكافر فقد يعمى حتى عن المنن الظاهرة الباهرة، ويفتش عن النواقص والمطامع و المستحيلات والهواجس، ويكابر حتى في الكبائر عنده، ويبرئ نفسه ويعذرها فيها، ويحب أن يمدح ويحمد بالباطل.
#إلى_سورة_الكهف 
   

(فأردت أن أعيبها)

المشكلات قد تفيد، وتكون نعمة كامنة معجلة باطنة أو مؤجلة، هؤلاء المساكين في مركبهم.. كانت نجاتهم في حدوث مشكلة. كان ضمان رزقهم إنما هو في حدوث نقص وعيب ومصيبة....

إذا فالتلف ليس دوما شرا! لا تحزن على الآنية والدابة والأبنية.... 

والموت نفسه هنا لم يكن غضبا من الله عليهما بحرمانهما، ولا على الغلام... وقال بعضهم لعله ستر لنفس الغلام كذلك قبل أن يحق عليها العقاب...

#إلى_سورة_الكهف

خلقت مفتنا، قابلا للنسيان ولقلة العزم، وجبرك ربك بالتوبة والرحمات ومضاعفة الحسنات، وبالزاد الذي لا ينقضي. 

خلقت قابلا للضعف المعنوي (خوف وقلق وبخل ويأس وهياج وتسويل نفس) وكل يوم ترد الوساوس عن خاطرك بتقرير الحقائق .. 

كل يوم تعيد لذهنك ما يذهبه الشيطان بذكر ربك.

الترتيب والإلزام في الصلوات والذكر يبرمجان حالة السيولة والرخاوة والهلامية، ويقدمان لك طوق نجاة وجدولا، وإطارا نافعا مريحا، بدل التشرد والشعث الذهني والشعوري والخواء.. 

(هل أتبعك) 

نبي كريم صلى الله عليه وسلم يترك كل شيء... البلد والعائلة ويرحل لطلب العلم .. ويطلبه مخلصا  لا للمباهاة... 
ولم يطلب علما جاهزا يلقى إليه وحيا، ولا موجزا ملخصا، بل تأدب... ولم يعتد في دعائه.... 

الفهم يمنح المعنى ويبين الغاية، ومحور الشغل والانشغال يرقى بك أو يهبط معك...

 السبب هو الوسيلة التي ترتفع بالنية وتنحط بتلوث النية...
 قد تكون غلاما عاديا، مساعدا كيوشع، وأنت أصلا ولي قادم  .. عليه السلام..لا يلزم لك وضع ومظهر باذخ لتكون نبيلا مقبولا. 

السببية درس رمزي في هز الشجرة، وحقيقي في بناء الردم، فالحياة قائمة ولن تلغى سننها عادة.. 

ضياع الحوت حدث عادي في ظاهره، وعفوي في طريقته، لكنه خاضع للقوة العلوية التي لا شيء عندها إلا بمقدار وعلم وحساب.

موقف عارض تحول لمعنى وحصل لقيمة، وكان هنا للتعرف على مكان الخضر، فلا تتهاون في التدبر لفعل ربك بك، وحاسب نفسك وتذكر معيته وقيوميته، واعبده تعالى كأنك تراه ....

الثلاثاء، 28 يونيو 2022

فراشة أخرى تناقش الملحدين

 ((... ** وألا يرى شيئا عجيبا فيعجبا)) 


هذه الفراشة آية تهدي من


تحير ليمسك أحد الأسباب. 


والمفتتح شطر  بيت من الشعر فيه أن الهلاك الحقيقي للفتى إنما هو في البلادة العقلية والنفسية، وقد ذم القرآن جمود هؤلاء الجفاة الغلاظ.


هذه الجميلة الرقيقة الهشة رزقها مضمون وسط المفترسات

وكيف تحمي نفسها؟ 


بطريقة مختلفة.. 


إنها تأكل صنوف أزهار معينة فقط، أزهار يميزها أن كيمياء نواتجها قلوية جدا! فتجعل مذاق الفراشة نفسها غير مستساغ بل وناتج هضمها ساما للآكلين! 

فتتعلم الطيور وتعلم بعضها، وتميزها بلون جناحها الجميل وتتحاشاها...


 


سبحان من علم وأرشد 


لأن إلف النعم يقسي القلب

 وإلف العجائب يجمد العقل.. 

فلكي ترتفع للمراتب العالية عليك أن تخالف برود نفسك ونمطيتها، فتتعلم وتتأمل وتسبح، وتعتكف وتخلو، وتصوم وتزهد.. فتصفو وترق وتشف وتفهم وتحتمل  


 كانت منة التعليم وشرف العلم كرامة لأبينا آدم عليه السلام، ونزل الأمر المتلو يوميا بالتدبر والنظر والتفكر في خلق الإبل والأرض والسماء! 


كتب أحد العلماء أنه كان يركع قبل إسلامه كلما فهم أعجوبة ويبكي ويناجي قائلا إنك لعظيم.


خشية العلماء تشمل المخلصين المتدبرين في كل العلوم. 


 وواضح أنها مسألة مستمرة، لأن رؤية القدرة بالبصيرة:

 توقظ العقل وترقق الفؤاد وترقي بالفكر. 

ثم تزيد الإجلال للخلاق البديع. 

وتورث خشية العلماء المخلصين

وتزيد تقوي المتوكل بتقوية ثقته بالقوي الخبير القدير، وبتجديدها كتجديد الوضوء.. 


وتزيد حرص المكتشف على المحبة والقرب من هذا الخلاق الواسع العليم 


مفتاح روعة التصميم وألق الجمال! وكون الطرق لنفس الشيء تختلف جدا وتتشابك وترسل رسالة إبداع، وتتنوع بما يدهش، فهي تجليات وليست حتميات، وهي تتكامل وتتسع وتتعقد ولا يختل النسق العام أبدا. 


(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)

مفتاح روعة التصميم وألق الجمال! وكون الطرق لنفس الشيء تختلف جدا وتتشابك وترسل رسالة إبداع، وتتنوع بما يدهش، فهي تجليات وليست حتميات، وهي تتكامل وتتسع وتتعقد ولا يختل النسق العام أبدا. 

(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)


الاثنين، 27 يونيو 2022

الحوار مع الإلحاد و ما يسمى المثلية و البوب ساينس

سبحان الله
هذه عين النملة...
الربوبية تدعوك للتعبد لمن له الخلق والأمر. 

سبحان الخلاق 
وما علاقتها بالموضوع هنا عما يسمى كذا :
واضحة للمتوسمين ..

كل شيء مخلوق في الكون زوجين..
مخلوق.. وزوجان.. 

هل يقتنع فقط لو أريته دكتورا أجنبيا من روادهم، بيده كتاب باللاتينية، ويقول أنه أخطأ وتم تصحيح الخطأ العلمي وهذا وارد ومتكرر.. وهو يلبس نظارة وربطة عنق ... 

 النقاش المثمر ليس مع من هو بحاجة لعلاج وتأهيل نفسي وعقلي وعلمي أولا.. المتفاصح والسكران والنائم والغضبان والنشوان وو....

نحن بحاجة لأن نعلم ما الذي ينقص حقا في النقاش مع من يظنون من شبابنا أنهم يتبعون العقل؟
 وهم للأسف خلف السطحية والنزق وبعيدون عن حقيقة العلم 

نحن بحاجة كذلك لأن نتعلم من ننتقي للحوار عندما يكون الوقت ضيقا ويتحتم الاختيار؟
.. وأي حوار يلزمه فعلا.. أين نقطة البدء والحلقة المفقودة.. 

يمكنك أن تفحمه وتحطمه وتحرجه وو... لكن هل هذا هو الواجب كل مرة في كل حالة لصنع المعروف .. وهل هذا استثمار لوقتك.. 

فالذي يصرخ ويسب ويجري ويلف ويدور ويتعالم وينتفخ بمجرد قراءة كتب براقة لن يلتزم بحجة ولن يراكم المعرفة ولا يرضى بقراءة موسوعة ومقارنة.. 

 لا يكون الحوار صحيا مع (الجهول المندفع المماري)
 ومع (المجنون مقلوب العقل والحواس)
 الذي يرى الشيء وضده واللاشيء في نفس الذات.. وهو غير جاد ولا مستقر أصلا.. 
ومن ((يناقض البديهيات بفخر وهو مستعلن بالحمق في المسلمات)) ... فهذا يلزمه دواء للتشوه أولا..  
 ولا معنى للجدل مع
 ((المكابر المتحفز ومع الكاره أصلا والموتور المعاند الحانق والمجادل بالباطل لغرض في نفسه))

كل هؤلاء إضافة ل((حالة الريب والشك والتردد الهوسي الانحرافي)) بحاجة لشيء غير نقطة الخلاف الفرعية التي هي نتيجة ولها سبب ولها عقدة تحتاج تفكيكا أو أيا كان... 

 الحوار العلمي والعقلي والسمو الروحي يكون مع من يبحث ليعلم أكثر وأعمق وأوسع، ويتبع الحق أيا كان....

الجدال بالتي هي أحسن يكون مع من لديه وقت ونية! واحترام.. 
مع من لديه صبر ليتعلم ويطلع ويجمع الخلفيات ويبني.  

من عنده اعتراف بسيط باحتمال الخطأ ونقص العلم أو الاستيعاب...

 ومن عنده استعداد للصبر على التعلم والاستنباط دون نطح عقلي أو لفظي.. وليس نصف المثقف ونصف القارئ المتعالم..

النقاش مفيد مع من يقر بأن لديه سوء فهم أو حتى يتقبل فرضية وجوده عنده ولو جدلا وتنزلا ، ويقبل توضيحه أو من عنده التباس يعترف به أو عنده استعداد للاعتراف به والسماع وقبول الحجة والبرهان.

هذه الرسالة تدعو لبناء أرضية مما سبق ذكره لمن ترجو هدايته.. وإلا فالمراء قد يؤدي للشقاق والاستنزاف بلا طائل..وتدعو لاختيار القضية الأولى بعلم، ولتأصيل الأساس المعرفي للنقاش بوعي وحكمة، ولانتخاب الأفضل لزرع الفسيلة..

الأربعاء، 22 يونيو 2022

أسباب الهدى و أسباب الضلال .. وقفة هامة

ما الذي تحتاجه لتهتدي 
هل هو المعرفة فقط؟


هناك خلافات تضاد كبرى يحسب كل طرف فيها أنه على الحق وعلى خير وصواب...
وكل طرف فيها سمع أدلة غيره، فليست مسألة نقص معلومات ونقص كم معرفي دوما .. 



* الدعاء وسيلة للهدى عموما.. بل هو سبيل يومي للمؤمن كذلك، لاستمرار الهدى وتمامه وكماله.



*الالتباس في فهم القرآن، ليس قصورا ذهنيا بحتا عند الضال، بل ربما بسبب قسوة القلب ... وقد بين القرآن الكريم ذلك.



*أو يكون الضلال بسبب الفسوق البالغ، وساعتها قد يضل بالهدى ولا يتحير به فقط ..



*المعاصي وعدم التقوى عموما والتهاون في الحقوق.. 

 “ لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا“ 
(يس).

"كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ” 
(المطففين: 12 ـ 14).
  
فهنا ترى السبب هو تراكم الذنوب والخطايا. 




*بعضهم يفضل الجدل عن طلب العلم.. وعن التعب والتدرج... يريد فقط دقيقة من النهاية، كسلا أو مللا أو عجلة أو عدم تقدير لجلال المطلوب.. وهذا باب ضلالة اسمه الجدل في الله بغير علم.. وله شهوة.. والكسل عموما بريد الشيطان. والعزم والصبر على بناء السفينة والتعلم سبيل المؤمنين.




*  لا ضمانة بشرية تقول أن فهمي اليوم أفضل من فهمي أمس، وأصح من فهم الغد.. إنما التوفيق والخذلان لهما أسباب.. 



* لا ضمانة بشرية تحفظ لك الثبات على الحق. بل هو رجاء وسعي وعمل قلبي وبدني متواصل. 




*جمود العقل كذلك سبب للضلال، فهو عقل متحجر أمام الدليل يفهمه خطأ، لأنه يقلد ويردد ولا يفكر.. وربما يرى الواقع والمناط خطأ وبالمقلوب..وقد نهى القرآن عن التقليد الأعمى.. 

 
*التعصب. وأسوأ أنواعه التعصب الذي يلبس ثوب الاتباع.. فهو يقلد في الفهم ويقلد في وجه الاستدلال، ويعظم شخصا بدعوى أنه يقدم الدليل... ويرفض من هو أعلم وأفضل، بل يصادر على حق غيره في اختيار قدوته، أو يرفض الاعتراف بتوفر ذلك المنافس... ومع ضعف علوم الآلة يسيء فهم الدليل فيسيء التنزيل... 



*الغفلة والتهاون والتسويف.. وتلك واضحة مغرقة محرقة، وهي تميت القلب وتخدر العقل..



*الجدال في الله وآياته بغير علم، كما سبق بيانه، ولكن هذا الجدال في الله وآياته بغير علم منه ألوان أخرى:

*** كالقول بالرأي الخالص وتقديمه على الأصول، وهو رأي جاهل حول الدليل، متجاهل تبيين وعمل وفقه قرون التنزيل الأولى ..

 وأصعبه الجهل المركب الذي لم يجمع الأطراف ولم يفهم الأمهات وما عليه العمل وأسباب الاختلاف وعلم الأصول وطرق الاستنباط والتصحيح والدلالات.  






*جريمة عدم انتفاع المرء بعقله وملكاته، فربما يقوم ساعتها بالتسليم لمنهج معين وإغلاق باب التفكر، وترك سماع النصح وتقييمه بشكل موضوعي.. وقد نهى القرآن الكريم عن ذلك..

قال تعالى: “أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا“ (الفرقان: 44).. فتعطيل نعمة العقل جناية.





*اتباع الهوى عموما، وتأثير العاطفة في الاختيار، وتعظيم الرغبات بمعناها الواسع، فيختار ما يتمنى أن يكون صحيحا ويصححه ويتجاهل المراجعة..


أو الخضوع للمخاوف الدنيوية، واختيار السلامة منها... وتغليف ذلك بالمشروعية!

وقد نهي القرآن الكريم عن اتباع الهوى وعن الانصياع لتخويف الشيطان وتقديم حسابات الدنيا. 




*مرحلة الحسد والغيرة والعناد و الإستكبار ...وهذه حالقة..وقد نهي عنها وذمت في الكتاب العزيز صراحة وفي القصص الحق. 



*من يؤلمك لتفيق خير ممن يهدهدك لتسكر وتتخدر..



*قد تكون الحقيقة موجعة من باب استحقاق الأسف والندم، ووجوب بدء شوط طويل من العمل لكنها نافعة، بل هي النجاة من الهلاك.

الاثنين، 20 يونيو 2022

علاج الاكتئاب المفتعل

أنا وأنت بلاء لسوانا أصلا يا أخي، فاتق الله ولا تزك نفسك، ولاتتعاطف معها وحدها كأنها رضيع مبتسر.


لا أدري هل هو عزاء أم هزة وجدانية.. أو شمعة تلسع قليلا وتضيء كثيرا. 



من رسالة خاصة مفتوحة لنفسي ولصديقي المتحزن.. لو كان لديك قلب حقا فاحزن.. لكن لسبب آخر 



يا أخي أفكارك تؤلمك! أو كذا يفترض! 
وأنت تؤلم غيرك خلفك بطريقتك الظالمة لنفسك! اعتدل في جلستك وأنت تحسب!



 تواضع قليلا - في داخلك وحساباتك الشعورية- لكي تعالج نفسك بالعلاج المعرفي..نعم المشاعر قابلة للتأثر- كما وكيفا- بالعلم والوصف، والتسمية قد تصحح الفكرة وتغذي العاطفة أو تسممها. 


اعلم أنك لست وحدك المبتلى. بل ربما أنت سبب في بلاء غيرك..


 بل اعلم أيضا أنك أنت نفسك بذاتك بلاء لغيرك.. شئت أم أبيت.


أنت اختبار لغيرك. 
بشكل مباشر أو غير مباشر. بمجرد وجودك وحالك، أو بتصرفاتك أو بعدم تصرفك وعدم نطقك، أو بمواقفك... هكذا هي الحياة الدنيا ...



 ربما تكون حضرتك سببا في ابتلاء غيرك وتعبه ومحنته ومعاناته أو اختباره عموما ومكابدته أو فتنته.. 


 مفهوم البلاء ورد في القرآن في كل المعاملات وليس فقط بين المسلم والمنافق أو المشرك.. بل حتى مع النفس في خلوتها.. فأنت تتسبب وتتحير وتسبب وتحير. 



فلعلك تتوازن في التوجع، وتهذب التفجع، وتغير المعادلة لتبصر أفضل وتعبر. 


"... فلن تغير الصورة كلها بمشيئتك! لكنك ستسأل عن دورك! 
 ولا تتجاهل أو تعاند القوانين القاهرة والنواميس والسنن الربانية العامة لطبيعة سير الحياة ." 


ما قضي وتم هي الإرادة الكونية القدرية المحتمة، والمتسخط منها كالمتسخط من الإرادة الشرعية والواجبات التكليفية. لا يضر إلا نفسه في الدنيا والآخرة...


 ولن يحاسب امرؤ إلا فيما تسبب فيه عالما عامدا بفعله أو تركه... لامبالاته... فالقدرة مسؤولية والطاقة ليست حدودها الرغبة والضيق.. بل الاجتهاد. 


 حفظك الله وأعزك وعلمك وألهمك وأعانك على عزمك الذي صححته، ورزقك ما تقبل، وشرح صدرك وربط على قلبك فيما قضى وقدر. 

السبت، 4 يونيو 2022

وصية و نصائح ضد الاكتئاب

قال لي/ ابني يعادي نفسه، ويركز على التفكير السلبي، وعلى مضغ الشُعور بالنقص والخذلان..فهل يمكن وضع ورقة شعارات تحفيزية مركزة مع العلاج الدوائي كنوع من العلاج السلوكي المعرفي..

.. / لا تستسلم لضغط الحالة بأن تصمت.. ولا تسترسل...

صنف الأفكار لطرد الخطرات السلبية بالانتقاء والمعالجة.

صنف المشاعر وحاول تجاهل السيئة لا مواجهتها.. انشغل عنها..كيف...ارجع للأصل.. سبح واحمد ومجد وكبر بقلبك ..
نزه وأثن واشكر وفوض، وسلم وأحبب...

اقبل النعم، واقبل العبودية ومنها قلة العلم عند المخلوق وعلو الحكمة عند الخلاق، وعدم علم الغيب...

 تعز وتأس وتسل وتصبر.
تذكر وتثبت وارج واستبشر..

لذ بربك وتعوذ من عدوك، ولا تنس أن خصمك إبليس يفرح بحزنك ويلقي الوساوس السيئة لعقلك. لا تغفل عنه. لا تجعله ينجح في جعلك تنكر دوره وتتناساه...

ليس شأنك صورة النتيجة، ما دمت (تحاول وتتوب وتصلح وتبين وتتعلم وتتبع السيئة الحسنة) ..

ليس الحساب على صورة العمل، بل الحساب على مرادك من الفعل وعلى امتثال قلبك فيه، وعلى حقيقة تحمل نفسك وأمانتك وإنصافك...

 انظر للكواكب والأقمار بعضهم صدق ونال دون صورة الفعل /توفي قبل العمل.. نام مئات السنين.. مرض. حصر. حوصر.. محص.. . حبس... بعضهم لم يطل عمره وبعضهم طال عمره في امتحان خلاف ما يرتب الإنسان لنفسه..بعضهم عاش تحت حكم فرعون وحرم الحياة الاجتماعية والمهنية لكنه نجح وفاز بالصبر والتطهر فتم له النور والكمال والسرور الأبدي، وهذا هو شغلك الشاغل ..

الأربعاء، 11 مايو 2022

الترحم على غير المسلم ليس هو المشكلة بلفظه ونصه

هذه رسالة خاصة بنصيحة سر في قضية عامة، لكن صاحبها هو من طلب تعميمها حبا وكرامة للنفع، ومحوت فقرات منها طبعا، وليسامحنا كل من أقول له لا يسأل عن أي زيادة

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا فَيُقَاتِلُونَهُمْ ) .

رواه مسلم ( 2897 )

.
وروى أبو داود (4292) ، وابن ماجة (4089) عَنْ ذِي مِخْبَرٍ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

 ( سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ ، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ ، وَتَسْلَمُونَ ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ ، فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ ، وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ ، فَيَقْتَتِلُونَ، فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَةِ )

لا أشير للحديثين ذكرا للملاحم، إنما لاحظت أن الصدام فيهما يحصل مرة بسبب التجاوز تجاه أصل الإيمان، وقولهم غلب الصليب.

ومرة بسبب التطبيق العملي والاتباع:
بسبب عبودية الطاعة، والتي هي تنفيذ السمع كما عناه الشرع.

ومنه في الواقعة السابقة:
الولاية والتولي الإيماني، وعليه تم رفض طلب التخلي عن مؤمن وتركه للآخر ليفتك به، مهما كان حليفا سابقا..

الولاء محبة ونصرة، ووجوده ركن، وظهوره من مقتضى ولازم صدق الإيمان عند القدرة والإمكان..

ولم يحدث مثلا نزاع داخلي في الصفوف أعلاه حول وجوب مجاملة الحلفاء بما يوهم بالتنازلات الإيمانية
(حتى وإن كان لها تخريج عند صاحبها، لأن السياق في اختلاف الملل يتلقاه العامة والآخر كتسامح في الشرك يضلون به وعليك إثمهم) 

وعليه يكون التقريب معلنا ضد:
 "لكم دينكم ولي دين"
 بل يكون توسعا يتجاوز حدود الله تعالى... تماما كالفرقة الحلولية الاتحادية المارقة التائهة المنبطحة.

 مرونة الانزلاق من "المعاريض" في مواقف مغلقة استثنائية للمداهنة والإضلال وللتطمينات العلنية المعيبة التي تهز ثوابت الكون وأساس الحق وأصل الوجود... هي ضعف يخشى منه وعلى حامله....

 تأمل تفسير
(هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا).

نعود إلى القصة أعلاه:
لا مكان للنسبية مثل الطائفة الضالة الحلولية المميعة، ولا يوجد نزاع خارجي ولا طلب طرف من آخر صكا لتطييب مثواه أو ما يوحي بالتسامح حول مسعاه، ولا غضب طرف لانعدام ذلك، ولم يعتبره احتكارا، بل يعلم أن افتراض ذلك عبث بيقينه هو قبل غيره، لأنه بالمثل يرى نفسه مؤمنا وغيره كافرا، وأصل الحق لا يتعدد، وفيه اختصام مبين، والخلاف العقائدي بينهما اختلاف تضاد وليس تنوع، ولم يمنع من وجود العلاقة الحسنة والسلم والبر والصلة والجوار والمودة الأسرية أحيانا، ومن نحن إن لم نحمل الرحمة والحب لكل نفس ولكل كائن بل وللجمادات... أحد جبل يحبنا ونحبه، بل ولا يمنع الاختلاف من التحالف السابق وبذل الأرواح لمصلحة جماعية، ولكنه لم يصل للولاء التام لفظا أو معنى أو تلميحا أو تدسسا أو نبشا...العقائد ليست مساحة سهلة والعواقب قد تكون وخيمة وعلى القلب، وهناك من يندم بعد عشرين سنة وهو متخم في أرفه ثياب... لهذا من قسا ليزجرك فهو حبيبك وراحمك، ومن تملقك فهو من يغرقك أو يغرق بك ومعك.. وأما الحوار فحيهلا بالبرهان والسجود والابتهال، وما نحن بشيء والله الهادي.

الثلاثاء، 10 مايو 2022

long journey from Catholicism to Islam

Long journey from Catholicism to Islam.

The beginning of attention was due to the attractiveness of morality
Then:

Usage! and respect the mind..
Continuous learning..
Flexibility and openness..
Sincerity and honesty in research
Politness in its broad sense

Then the strength and comprehensiveness of the right path.. 
Wisdom and patience in dialogue..

Then
contradicts among false religions, their failure in changin societies ..

Then, being tired to live as an extreme secular and exhausted to be an ideal atheist .. Where boredom, exhaustion, running forward to escape from big questions in this life.. feeling the loss of something and a certain lack, self-blame for ignoring the call of the mind and deep whispering heart signals..
https://youtu.be/t-mV3i65xUI

الاثنين، 9 مايو 2022

حول العلم و الإيمان.. جواب الإلحاد

سبحان القدوس..
من حوار حول العلم والإيمان.



هذا كائن يتغير شكله - لا لونه كالحرباء- بل أبعاده نفسها. 

كائن مختلف وخلقه مناسب لمكانه ودوره، وهو يتصرف مع أدواته الداخلية بتوافق حريص، فتأمل تلك...


 مخلوق يعيش بسلاسة وسلام في ظروف بالغة التعقيد تحت ضغط الماء وحالة الظلام، وهو نفسه جزء من بقاء أمته وبيئته بل وأعدائه.. وهم معا مصممون بحيث يصونون التوازن حتى عند الموت والتحلل.

هو من طائفة الهلام، ويسمونه نجم الأعماق نسبة لاسم سفينة بحثية اكتشفت طويلا.



النظر للكون بعين العقل عبادة ربما شبه يومية لو كنت تختم المصحف كما أرجو لك...


النظر للكون مسألة أمر بها القرآن الكريم وكررها تصريحا وإشارة نحو ألف مرة.. 


التأمل في الخلق عبادة تدفع إلى الرضا بحكم الخلاق العليم... حكمه القدري فيما يبلوك به... وحكمه الشرعي فيما يكلفك به...  


النظر يدفع للتوحيد والذكر، ولإجلال الخلاق المصور، ومحبة جماله وخشية قوته، وللمواظبة على الصلوات ودفع الهموم بالحمد والسجود، ومن ثم الرضا بحكمه سبحانه لربوبيته وحكمته، ولتجلي آثار قدرته...

أهل القرآن يعملون به ويختمونه كل بضعة أيام على الأغلب.. وتمر بهم نحو سدس آيات القرآن تتكلم عن العلم وعن الكون والمخلوقات... 

هناك آيات تصف الأحياء والعالم حولنا.. تصف الأرض وقشرتها وباطنها، وتدعو للتفكر... ليس مرة، بل كل مرة! لأنك تزداد تعلما كلما نظرت، وتمتلئ خشية وثباتا وتسترد يقينك وتجدد وضوء قلبك أمام الطرقات.... 


دعك من المكابرين الذين لا يريدون جواب الأسئلة الكبرى.. أين ومتى وكيف جاءت المادة الطبيعية الأولى أو نبضة الطاقة الأولى التي لا مؤثر فيها ولا موجد لها والتي لا تأتي من عدم، ولا تبدأ إن كانت لانهائية المصدر ...




 وكيف تحولت الفيزياء إلى حياة غير ميكانيكية، وجرى اكتساب المركب المعقد لنمط الحياة غير الآلية... نمط الاستقلال والذات! حيث إن الحالة الكيميائية للمادة مهما زاد تعقيدها لا تحولها الى كائن حي واع له فضاءات معنوية. فضم الجزيئات لا يجعلها حية تتصرف كالخلايا والكائنات الحية...



النظر في الخلق ليس فقط للحوار مع موجة الإلحاد، بل هو تعبد لله رب العالمين، وتمتع مباح، وانتفاع للعمران واستلهام للحلول البنائية والتدافعية.






التوازن سبب نجاتهم لا يحدثه التدافع فقط والموت بسبب الخصم والعوامل.. بل الجنس الحيواني يتوالد من نفسه بمعدل مختلف عن غيره ومناسب للنسق العام.. فكيف هذا ليست فقط ظروفا تسحق نوعا وتبقي غيره... توازن أعداد الكائنات على الأرض يحفظها كلها.. النمل مثلا آلاف التريليونات والنحل تريليونات … كائنات تتكاثر بشكل كبير وأخرى تضع بيضة واحدة .. وكل منهم ضروري لحياة أصحابه ولمكانهم.. 


تخيل خلية يتم فيها مائة كوادرليون عملية في جزء من الثانية وتتواصل لنشاط عضو داخل مجموع جسدي، فهل هناك مساحة هنا للفشل والمصادفة والعبثية. 




كل كائن يحتاج حوله خلق آلاف الأنظمة لكي يحيا ويستمر لحظة واحدة..فهل هناك شك في القدير. 


https://youtu.be/s8LuZD4Klbg


الفيديو من حصاد رحلة بحثية Nautilus org ومجموعة هيئات علمية

الخميس، 28 أبريل 2022

حقيقة الإحسان

قمة الحياة الإيمانية وذروة السنام هي تقديم المؤمن النفس في سبيل الله تعالى، عاملا ضد الطواغيت وحزب الشيطان، مخلصا ناصرا لكلمة الله تعالى... هذا في صف مستمسك بالوحي، مستقيم كما أمر الله تعالى. 

وقمة الحياة الإيمانية للمؤمن المخلص من حيث المعايشة اليومية المستمرة ومن حيث الباطن والجوهر: هي الإحسان.

 في الإحسان الشعور بمعية الله تعالى ومشاهدته لك.

هذا العيش (كأنك تراه، وعدم الغفلة عن أنه يراك الآن) يمنحك التقى والتحسين العلمي والعملي والمعنوي للقول والعمل "تحسين حتى للذكر وللجهاد" 

 يمنحك الإحساس برؤية ربك- سبحانه- لك:
 الأنس والتصبر والسخاء والتسامي، والهمة وشرح الصدر.. ويعينك على دفع الشرور (وطرد الخيلاء والسخط) ويمنحك سائر البركات حقيقة ..

 واستحضار هذه الحقيقة يكون إما بشكل مباشر، تذكيرا بأنه تعالى يراك، ويشهد شؤونك ويعلم دواخلك، ويده فوق يدك لو سموت في بيعتك، وهو ثالث الشريكين لو كنت أمينا، ويصرف حالك وحال الكون حولك وجودا وحياة وقياما ومددا. ويختار لك، ويعاملك، ويثيبك ويدبر حالك ويبشرك، ويهذبك بعقوبة خفيفة عاجلة أحيانا خيرا لك..

أو يكون التذكير بشكل عام غير مباشر، إما بالذكر اللساني لله رب العالمين عند كل تحول في اليوم والليلة ( الذي ليس فيه تذكير بالمعية صراحة ونصا لفظيا)

وهنا ترى أنه حتى البسملة مع كونها توجها وبركة ومنطلقا فهي أصلا معية وعناية ورعاية وطمأنينة وصحبة قبل ذلك...

وإما أن يحدث إيقاظ العقل والقلب لحقيقة أن وجهه تعالى قبلك بحركة الجوارح في الصلاة.. وإما بالتلاوة.. والتلاوة مفردة خاصة لما لها تميز.
وهذا كله يبقي الصلة واليقظة الروحية، ويربطك بحبل ممدود للسماء ..

 فتذكر دوما 
 (لله ما في السماوات وما في الأرض)

فلا تسبق العودة إليه بالعودة إلى غيره سبحانه، ولا يعتمد القلب السليم سوى عليه تعالى ..

وتكون الأسباب حينئذ مجرد أدوات، وأما مشاعرك فهي مع المشيئة/

 إن شئت يا رب عملت هذه الأدوات فعلها وتيسرت، وإلا فلا..
 وإن شئت يا مولاي انتفعنا بعملها في الدنيا والآخرة، وإلا فالمضرة قد تأتي من حيث نتوقع الخير.
والبركة لومحقت فلا فائدة من الكثرة! ولا سعادة بها..

الأحد، 24 أبريل 2022

إحدى خدع الإلحاد و الحداثة و الكوزمولوجي

.. شتان بين الإيمان الذي يستخرج أجمل ما في الانسان وبين تسويق بضاعة الضلال بالانحطاط ..  


يلجأ المبطلون للكذب والتلون، سواء في النقاش العلمي أو حتى في قراءة التاريخ.. 


قال أحد العلماء الأندلسيين منذ مئات السنين ما معناه أن الملاحدة والقدرية في زمانه يجعلون العلم شيئا وهميا عجيبا، ويحشونه تيها وغموضا، ويجعلون العلم لا تعريف له، وكذلك العقل...


ومن ثم يصلون للشك والريب أو التضخيم والتهويل، وينجحون في حجب الناس عن النقاش ووقفهم بهذه الضبابية المفتعلة، ويتكلمون هم باسم العلم والعقل! ويمتنع على الناس التفنيد لو تدخلوا بدعوى أنه لا يمكن الكلام والجزم ..... هذا معنى وفحوى كلامه بألفاظي، والعجب أن هذا الأسلوب منذ منذ مئات السنين! 


وهذا نفس ما تفعله الحداثة وما بعد الحداثة من سفسطة وتقعر لفظي، وحشر ألفاظ أجنبية، ومن نفي الميزان البدهي ونفي المرجعية، ونفي الحقيقة وجعل النسبية ضبابية ومطلقة.. ومن ثم تستوي الترهات والظنون بالثوابت، ويصير القلب في اختلال والفكر في خبال، فتزداد قابلية المرء عقديا وأخلاقيا للتأقلم مع أسفل سافلين واعتباره وجهة نظر.  

الثلاثاء، 19 أبريل 2022

الصبر الجميل.. كيف هو

القلوب التي تحاول بصدق وأمانة أن تنتفع وتتبع أحسن الحديث .. 

"ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا"

 كان يوسف الصديق عليه السلام في السجن ممتنا شاكرا، يحكي عن الفضل عليه كأنه ملك متوج..

كان يود الخروج. نعم! لكن نور العلم والذكر هما شغله الأول، ومنهما زاده الذي يقويه..

ولا نطالب الناس باسم الصبر الجميل ألا ينطقوا بالشكوى، وألا يعبسوا حينا، ويتألموا ويحزنوا أحيانا، فليس هذا ما جاء به القرآن الكريم عن أهل الهدى والقدوة والصبر الجميل، بل إن بدأ المؤمن بالحمد وتأدب في القول وحاول قدر الوسع ففيض مشاعره ودمع جوارحه في عفو الله ورحمته ورأفته، وهو عليم بها، ويأجره سبحانه ولا يحرمه مقام المقربين.. وكل مبالغة في الطلب تكلف. 

لو زار خاطر الحزن عبدا موفقا لاسترجع واحتسب فأجر ونال الثواب، وإن مر به خاطر الذنب القديم ندم فأجر، ثم استمر ولم يقف مع اللوعة، لكيلا يذوب ويقنط، بل ينطلق ليعمل الحسنات فتذهب السيئات..

 جرعة انكسار تضبط المقدار، وجناح خشوع يرف ليطير معتدل الميزان .. 

لو أدركت قيمة اليقين وسط طوفان الضلال والشك والضياع والجهل المركب... ستتعلم الشكر من أعماقك على الدوام، وسينبعث منك الحمد متغلغلا كالرحيق والعطر في الزهرة، وستحس بقيمة ما أنت فيه من كنز وعطاء، وليس كل تال جامع للقرآن منتفع مهتد به، ولا كل موهوب إياه شاكر مدرك أنه أعظم الخلق نعمة ..

 نسمة من عطر الحكمة وستجد الصبر والسلوان. 

نسمة من عبير الحكمة وستجد الفراسة والفهم للأحوال والطمأنينة. 

نسمة من عبير الحكمة وستهرب من الذي يجرون خلفه وتصبح غنيا عنه بل ربما تقلق حين يأتيك.

يا أخيا

لو انتهى الاختبار ربما يأتي غيره، بشر أو بخير.. 
.. ربما يخرج عدو للحق جديد تصارعه... هكذا هي الدنيا. نعم هناك عافية، وهناك تفريج للكربات وبركات وزينة، وهناك نعمة وألطاف مادية وسط البلاء، لكن لا تعول على هذا كأساس ومرتكز، فهو مدد للبشرى والثبات، وهو استراحة ووجبة طعام وقوت للاستمرار.. هو عينة من المتعة التي تنتظرك هناك خالصة .. وليس الأساس ... الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة، ولا تعول على تحول الأرض إلى جنة ظاهريا، بل عول على تحولك أنت باطنيا لرجل من أهل الجنة.. وهنا تصير أقوى وأفضل، ويسعد قلبك بما لم تسر به من قبل.. وتقل أهمية أمور تسبب توتر بعضهم... وترى معية الله كيف تصنع.

الجمعة، 15 أبريل 2022

الإفاقة بدون كافيين ٢

جواب موجز لعله يفيد 
بدائل للكافيين وللقهوة المفرطة ..
 ولا أدعو لإيقافه بل الاعتدال.. ومعذرة لا أجيب عن أبحاثه المتضاربة أو أستطرد ..

 لا تشترط الطعم الجميل لو كنت جادا..

 ولا تجرب إلا بكمية بسيطة لو كانت معدتك مرهفة.... 
ولا تبدأ بالكيماويات عامة لتفيق، بل بالحافز والرياضة وضبط التغذية والفيزياء حولك
"راجع كذلك رابط مقالة بدائل القهوة والكافيين أدناه.." 

اذهب للعطار المحترف أو شركة الكبسولات العشبية المحترمة، أو اشتر عبر الانترنت لأن الأسماء تختلف، وجرب العشب مغليا ومنقوعا ١٢ ساعة، حتى تستقر على طريقة.. والعشب من شركة رديئة كأنه عدم لا قيمة له، ويفقد تأثيره ومكوناته وزيوته الطيارة بطرق التجفيف والتخزين السيئة، وقم بالتحلية بعسل النحل...

 ((شيكوريا.. Chicory Coffee.. الهندباء البرية)) ...

 ((الشاي الأخضر.... كاميليا صيني ...كاميليا سينيسيس. صورته هي المرفقة)) .. 
.... 
((كرك.. وله طرق متنوعة، عامة: خلط شاي أسود مع زنجبيل خفيف وزعفران وغيره من الأعشاب والبهار.. حتى الكاري لو أحببت تقليد ابن سينا، ويسهل الحصول عليه وكمية الكافيين به أقل طبعا... )) ....
 ((مرمرية)) ..
((قهوة فاشلة منزوعة الكافيين)) .. 
((ملعقة خل تفاح)) ... 
((حليب ذهبي: مخلوط الحليب والعديد من الأعشاب كالزنجبيل والكركم والقرفة والفلفل الأسود والهيل ولو أحببت تضع الفلفل الحار الأحمر فلن يصبح ذهبيا ولن يفقد نفعه المرجو... لكنه سيسبب ارتفاعا في ضربات القلب لو كنت متحسسا للشطة. )) .... 

ويضم له مقالة الإفاقة بدون قهوة أو كافيين:


https://drislamalmazeny.blogspot.com/2016/04/blog-post_29.html 

الخميس، 14 أبريل 2022

حكمة الصوم ١٤٤٣

لماذا تصومون؟ 

1-الصوم عمل مكتوب علينا وعلى من قبلنا، وهو عبادة للمولى سبحانه، نمتثل فيها حبا وخشية ويقينا وطاعة وخضوعا، وفينا رجاء القبول، ومن غايتها التقوى، وفيه تقوية لمعنى الشكر على النعمة، والطاعة من مفاتيح الإيمان الحق، وتذكير بتوحيد المنعم الذي له الخلق والأمر، فهو وحده من قضى بالفرض.. وله منافع جمة كذلك. 


2- غير مسلم: أنا أصوم فقط لتنظيف الجسم من السموم وتقليل بعض الكوليسترول ولضبط الإنسولين وتقليل الأورام وإبطاء شيخوخة الخلايا ووو.. 


٣-درس الصوم فيه مصابرة شيء من التعب وكشفه والاستعداد والتهيؤ له.. 
تعب الدنيا والكبد الذي يشوبها وامتحان النقص فيها ... وعدم فهم هذه الحقيقة عن الحياة الدنيا أمر يسبب التوتر والحزن..

 معاندة طبع الدنيا وتطلب عكسه - بمطاردة السعادة والسرور العميق الشامل الخالص- أمر يسبب الإحباط واللهاث .... الصوم يعالج هذا ويوقف النفس عند حدها. 


٤-درس الصوم هو العقبة الأولى في الطريق لمجاهدة النفس.. 

ضبط وتنظيم وقت النوم ومواعيد الطعام"دون تصبيرة أو مشروب".. ثم السيطرة على كمية المأكول ومدة النوم تباعا وتدريجيا...

 المحاولة في نفض النوم وفي تهذيب النهم وابتلاع الكميات تكون أصعب أول دقيقة، أول لحظة، وأول مرة... 


5-الحياة عامة قوامها الصبر والتحمل البدني والمعنوي. 

والدين زاده العرفان والشكر والتحمل والصبر، وهذه هي رحلة الصائم.. صبر بالنهار وشكر خاص ساعة الإفطار.. وتأمل في النعم المعتادة.. مما يوقظ القلب ويغسله.. 

الأخلاق الإنسانية كل قضاياها النبيلة فيها تحمل تطوعي للمشقة من أجل المعنى.. 



الخير والجمال والكمال والحب كلهم اساسهم التحمل والصبر النبيل.. فمن صام تأهل للفضل. 

العطاء مؤلم لشح النفس، ومضاد لقلقها وتخوفها، ولرغبتها في الاستكثار والأخذ... الصوم يعالج هذا كله من عدة وجوه. 


٦- درس الصوم فيه الرحمة.. والشفقة... تذوق حقيقة الحرمان لتأتي الرحمة للمحتاج أكبر.. 

أنت فقير وهناك أفقر منك، وهناك أجر وثواب يحول ساعاتك لعبادات، وهناك سفر يرفع تأهيلك النفسي والبدني لتستعين وتسعى، سوف تتغير روحك فتتعلم
 احتساب كل حالك وتتزود للمسير أبعد من ذلك .. 


7- والصوم درس التقوى..هل تتعامل مع ربك كأنه يراك.. سبحانه... نحن لا نراك... هل رأيت مراقبة النفس، أنت وحدك بيننا تعلم إن كنت صائما في خلوتك حقا أم لا، وربك رقيب شاهد عليك.. 


٨- الصوم مدرسة السمع والطاعة، هل رأيت ترك الممنوع، حتى وهو حلال، هذا درس الامتثال والانقياد والخضوع... لا يلزم أن يعجبك كل شيء لتفعله... لأنك مخلوق شئت أم أبيت.. 



٩- الصوم درس القوة الإرادية في ترك الشهوة.. لكيلا يذلك أو يشتريك أحد أو تكون لينا أمام الضغوط والمغريات .. 


يدخل الطالب الأكاديمية الحربية ليكون الصوم وتنظيم الحرمان من النوم والطعام ومنع المشروبات والحلوى أول درس وأطول درس وأبقى درس يتشربه للمواجهات وللصرامة مع البدن وتطلعاته... 



١٠-يحكي المتفوق والناجح في مذكراته عادة أنه سهر الليالي وكافح ضد الرغبات ليذاكر ويعمل لمشروعه ويبني نفسه... ويتم تزيين ذلك له.. فيقوم وينهض ويهب ويعاني لأجل هدفه البعيد.. والصوم زراعة ما هو أجل وأعظم وأمثل من كل وجه. 

 
11- استحضار معنى الاستعانة وأنت جائع ليكون صبرك بالله... ويكون صومك بالله كما هو لله.. يعني ليرتفع مقامك بمزيد عمل قلبي.. 

قال القشيري ((فالصوم لله يوجب المثوبة،
والصوم بالله يوجب القربة.. 

والصوم لله تحقيق العبادة 
والصوم بالله تصحيح الارادة)) 



    
١٢- قالوا (( والهوى إله، به استعبدت الأشياء الخلق، فالصوم يورث قطع أسباب التعبد لغير الله تعالى)) .

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

الصبر على الظالم

تريد أن تكون ثريا الآن.. تريد أن ترى حساب الظالمين الآن.. تريد أن تتزوج الآن. تريد أن يهتدي أبناؤك الآن... تريد تحقيق كذا وكذا....
.....إن الله لا يعجل بعجلة أحد
... ولكنكم قوم تستعجلون.

أحد معاني العبودية هو الامتثال، والصبر ليس فقط على الصدمة والوجع وعن الرغائب... بل الصبر كذلك على مرور الوقت، وعلى أوان النبات ونمو الزرع ونضج الأنفس واستكمال الفرص الربانية وإتمام الأجل ...

 وهذا الصبر العملي هو أحد ثمار الحكمة والكمال الإنساني الساجد إحقاقا للحق، وثمرة للتوافق مع الكون كما أراده الله تعالى، وكما تجلت فيه صفاته وآثاره سبحانه حلما وصبرا وعلما...

هكذا تعلموا في مدرسة التمحيص، حيث جرى تسخين النفوس وتنقيتها من الأضاليل والشوائب، فأصبح كل منهم كأنه يد القضاء كالخضر... بل يقاربه... لا يأسى كثيرا ولا يختال طاغيا، ولا يفرح بطرا وتعلقا منسيا، ولا يقلق قلق المهتز المرتاب.. بل يرى الدنيا على حقيقتها ويعالج ذاته بالذكر القلبي واللساني والعمل الذي هو مثبت للروح ..

 الدرس القرءاني له وقت مثالي، وهو في الليل، حيث التركيز والانفراد، بعيدا عن التشويش وقريبا من النفحات وحيث القابلية للتلقي النوراني ولمحاسبة النفس..

وفي مدرسة نور الوحي ترى الأنبياء عليهم السلام يتعلمون درس الانتظار الإيجابي احتسابا، ويعلمونه جنبا إلى جنب مع الطاعة لرب العالمين والتبرؤ من الطغاة والراضين بهم والسعي الحثيث والتوبة والتصحيح والدعاء الخالص والشكر مع الشاكرين.

التوفيق الرباني

حط يحدث مثلا... أن يفتح الله قلبك للصواب، ويصرف قلبك عن التفاهات، وعن تعظيم الدنيا وأحلامها بشكل يملك نفسك...


ويبعث ربك لك نصيحة أو ناصحا! 

ويحبب لك الإخلاص.. ومحاسبة النفس وتربيتها! لا الدفاع عنها ليل نهار لتتصالح مع العوج....


هذا من التوفيق والهدى و التيسير.


التوفيق والمعية والحفظ:


تراه "محظوظا" حتى في هذه المحنة، أو موفقا في تلك الفترة، أو في تصرفه في هذه العطية (وليس العطية نفسها) ...


 لكنك عاقل منشرح الصدر... لبيب أديب - بمعنى الأديب قديما-فتراه كذلك: بميزان من يرى الحق حقا!


التوفيق هنا إصابة الحق وإنجاح المسعى الجميل... التيسير هنا دعم وإعانة ومدد وإنجاح، وترتيب علوي محيط، يقرب ويبعد، ويقدر ما يناسب، ومقادير تسبب أسبابا أو استثناءات تعمل كلها لتهيئة للظروف أو لتقبلها!

أو لمنع عن الشرور الحقيقية وتقليلها...


التوفيق والتساهيل أحيانا إعانة ظاهرة أو باطنة، جلية أو خفية أو لطيفة الحصول، ربما تيسير متتابع، أو إشارات حق مبشرة، أو رسالة قوية مناسبة، مباشرة أو غير مباشرة.


ميزان الحق ومعيار النجاح/


ميزان من يرى الصواب أن يكون حاله شكرا وصبرا، واختيارا للخير عند المفارق، واستقامة بلا انحراف، وتوبة عاجلة بعد الزلل، وسكينة نازلة عند الروع، وخشوعا تهون معه العظائم لشهوده معاني أجل وأبقى، وحكمة ربانية يعطاها، وحلما يقهر به حظوظ نفسه قبل حماقات غيره...


وأما النصر المادي اللحظي والمعرفة المجردة والكنز المالي والقوة الظاهرة فهي موجات أعراض وأغيار تتداول كالأيام، لابتلاء جميع الأنفس بالحالين، وحصول العمل القلبي والبدني، وتحقق القضاء والقدر المقدور .


من أمثلة التوفيق والمعية: الخواطر النظيفة الشريفة والرؤى الصالحة الصادقة ...

ومنه الإلهام للخَير، وإنجاح المسعى الطيب، وعرقلتك عما يضرك!


ومما قال ابنُ القيّم رحمه الله: "أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك."


وهذا مصداق العلم أن كلا بيد الله تعالى، حظوظ الدنيا والآخرة.. ولو رفع عنك التوفيق هويت وسقطت..


وكان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا المعنى، فتعلم منه هذا اللهج والارتباط بمعية الله تعالى ونصرته وهدايته كل لحظة:


قال صلى الله عليه وسلم في وسط دعائه 


(... اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي)


 صحيح مسلم

الأحد، 10 أبريل 2022

about Islam, survival in the after life

You dont have a choice of being ignorant or not, if you want to survive.. learning and knowledge analysis is the only way.

You dont have a choice to say you love reading or not.. In these spiritual darkages we are passing through 

Knowledge isn’t just reading what you want,

The mental image which you draw about the companions "may Allah be pleased upon them" (sahaba) cant be only through the conflict decade part of their life.
You can't understand Islam by only reading defamation articles. 

You should know the full biography of the companions of our prophet "peace and prayers be upon him" and understand context of events before evaluating any of them..

سر الوجود



حمام الحرم الذي يحكي الكثير...

 ((كنتم أمواتا فأحياكم))

تشكره لحياتك، لأنك ذقت معنى الوجود .. الوعي.. العقل.. الحس.. الشعور... ولأنك سيد كونك..

 وتحمده لحياته هو وقيوميته ورعايته وعنايته، وعدم تركه لك تحت سطوة عبد .. تحمده لأنك عرفته هو ... تحبه بجلاله وكماله...بسبق حبه.. ومركوز الحب فيك.. ولأنه عرفك بذاتك ووهبك إياها..

اثنان دخلا مكانا ما، فقال أحدهما كل ذرة هنا مصادفة، هذه الطائرات والغواصات والموائد والرفاق والفنون والعلوم والغوامض .. 

وقال الآخر
كل شيء هنا معد ومرتب ونظيف، ومحكم في دورانه وصنعه.. متكامل ومتجدد، ومهيأ بتوازن وتناغم وتدافع وتنوع!

إتقان وروعة تصوير... والجمال ليس جانبيا ولا عرضيا ولا هامشيا....

الجمال هنا يدلك على صاحبه.. وأما الشرور هنا فيبدو تماما أنها ليست الأصل، التكامل والصحة والسلاسة والاعتدال والتوازن هم الأساس والأعراض بلوى.. سبحانه تعالى تركها عمدا لغاية، وهي تدلك على جلاله وقوته وقهره، وإرادته الاختبار بها...

قال: كأنما من صنع المكان كما أنعم علينا يريد أن يختبرنا.. 

.. في نهاية المطاف وصانا دامع العينين وهو يمنحنا خلاصة تفكيره لما علم قرب الرحيل .. 

قال وهو يموت: 

أنتم مني وأنا منكم، وقد فضلكم ربكم بالهدى فلا تضيعوا هذه المنة... لكم محبتي وسأفتقدكم..

 اهتموا ببعضكم وبرباطكم الوثيق معا..

تجاوزوا نزغ الشيطان، وتعلموا الاعتذار وإقالة العثرة وقبول الأسف والقصورالإنساني، فكلنا نرمم بعضنا، ونكمل بعضنا ونتفهم ونتقبل، ونتسامح في الهفوات.

وهذا فيه جمال رغم أن سببه نقص! لكن جبر الكسر جميل ومحاولة البناء كل مرة جميلة .. 

المخلصون مهما اختلفوا.. عليكم رعاية بعضكم نفسا ومادة.. الصادقون كنز لا تقللوا اهتمامكم بهم ..

 اعرفوا قيمة منحكم الوجود في الكون بروح الله، وعظمة نعمة الإمداد والتكريم وشرف التعليم! والبيان! ، وهبة الوعي ومعرفة الخلاق ورسالاته .. 

لا تبذلوها إلا لله تعالى، لتستريحوا عند تسليمها ولا تندموا..

فقط للنفيس.. للجنة والآخرة التي أحس بها وأراها ...
 لا تلقوا بها رخيصة وتستهلكوا أنفسكم في سفاسف هامشية ودنايا أو قصاصات جانبية، ولا تركزوا على حظ نفوسكم في كل موقف، ولا تضيعوا وقتكم فيما يبدده ولا نفع فيه..

المتعة لحظة والقيمة خلود .. ركزوا مع الخير والسعادة بالخير فهذا مفتاح متعة الأبد... 

اعرفوا الحق واعتصموا واستمسكوا واصبروا!

لستم مطالبين بإسعاد كل الناس حتى من انحرفوا منهم، بل ربكم الله وحده، والقضاء غالب والقدر المحتوم المبرم نافذ ، عليكم بالتصبر والرضى وطلب شرح الصدر وفهم النعمة وقبولها والعون على شكرها.. 

ضعوا غايات كبيرة أمامكم، وحددوا أهدافا أولى ورغبات هامة عظيمة، ولا تلتفتوا لما يعطلكم عنها بسبب غضب أو استفزاز، أوحتى بسبب خسارة حقيقية أو رغبة عابرة أو حبل هوى... تعلموا التضحية لتنقذوا أرواحكم من قيود العلائق والعوائق. 

كل هذا لأن الحياة تجري سريعا وتتفلت، وستطير من بين أيديكم لو تكاسلتم ولعبتم، ولو ركزتم مع الأقل في الفضل تهدرون جهدكم... ولو تشتت ذهنكم بكل شاردة وواردة من الأغيار كذلك، أو اهتممتم بأخذ كل حق لكم مهما كان، وتأديب كل مخطئ في حقكم، ونيل كل أمنية زائلة من الرغائب.. فلن تحققوا ما رجوتم من الجمال، ولن تشعروا بالراحة النظيفة الطاهرة الراقية الواعية عند تسليم الأمانة لصاحبها... فالثبات عند السفر للبرزخ جائزة الصلاح أثناء السعي.

طريق القلوب إلى الله تعالى
الجزء ٢

السبت، 9 أبريل 2022

التلفزيون في رمضان

تغريدات وسط التراويح:

* كانوا يحاربون كفارهم في نهار رمضان، ولم يكن اختيارهم اعتزال العالم فقط ودوما...




* التلفزيون عادة جهاز تحكم فيك أنت، وليس مصدر معلومات وهو اتجاه واحد لا يمكنك مناقشته، ولا يسمح للعالم المخالف بالتوضيح لتشاهد أنت وتحلل..




* لكي تنجو من الفتن عليك واجبات تحتاج جدية واهتماما، وليس لديك خيار أن تكون جاهلا أو مجرد طبق يفرغ فيه أي كلام أو متلقيا سلبيا أو لامباليا.




* وقت الملاحم هناك حروب فكرية ولتكون جاهزا ليس لديك خيار أن تقول لا أحب القراءة أو أشعر بالملل من هذه وتلك...




* ليست المعرفة الواجبة أن تقرأ ما تريد أو ما يشد انتباهك فقط..




* ولا يمكنك فهم قضبة بشرية بشكل معزول عن تاريخها ونماذجها عالميا ورؤية وتصور مآلاتها. 





* المعاصي منك في رمضان أشد جفوة مع الرحمة الجميلة النازلة، وقلة الأدب أشد قبحا بفاعلها وناشرها مستخفا، وظلم النفس في الأيام الفاضلة أسوأ، ورائحته منفرة مهما بدت جميلة مزينة شهية..




* الكذب والزور والافتراء اللساني فواحش تبدو سهلة لكنها توقع في النار... وإلغاء الأخلاق كفر.. والاستخفاف بالمعاصي والاستهانة بها كارثة قد تؤدي للاستباحة والضلال وعمى القلب. 




* بعض المخالفات تفعلها أو بعض الواجبات تتجاهلها! وهي معاص ولا تعتبرها أنت كذلك.. أو تعتبرها معفوا عنها وتغفرها لنفسك.. فاتق الله وتطهر لتطهر، وتزكى لتنقى من داخلك وتصفو..



* لتفهم شيئا ما لابد من محاولة فهم غرضه ومصدره وخلفيته 



* الشرع يقدم المنهاج الواقعي الممكن عادة، وليس أحلاما لا تناسب الناس ويتم تجاوزها عمليا كلما تم تطبيقها 



* الحكمة قد تكون في تحقيق أقل ضرر لكل طرف، وليست تحقيق سعادة تامة لأحدها والضغط على الآخر بلا توازن. 

* الحلول العملية ليست هي النماذج المثالية التي تعمل في نطاق ضيق.


* الحياة الدنيا اختبار وليست هي كل شيء.. والتخلى عن الإيمان غرق وتيه ينزل بالمجتمع لأسفل سافلين، وإن بدا لك لطيفا. ومن رأى وخبر الأمم فقد عرف معاناتهم غير الرسمية.. ومن صدق عوفي.




* تصورك عن أحد الصحابة رضي الله عنهم لا يمكن أن يكون صحيحا لو كان هو مجرد معرفتك قصة عنه في فترة الفتنة دون السنوات قبلها وبعدها.




* من يضع لك صورة وقصة يقدم لك فهما وفلسفة ضمن المشهد.. فيها حكمة الحياة وتوزيع مسؤوليات و افتراضات لا تقال صراحة...




* لا يمكنك فهم الإسلام من خلال قراءة الردود على دعاوى الافتراء فقط...

الخميس، 7 أبريل 2022

التعامل مع البدع و مع المبتدع

أخي يا طالب العلم

هناك أناس قد يشغلونك بقضية تحطيم شخص مات منذ قرن أو عشرة قرون، وقد اتسع منهجه ولم يعد حكرا عليه، ولا هو مبني على تقليده لذاته، فالعبرة بالحوار العلمي الموضوعي في المسائل والأقضية بعينها ..ولا يصح الانشغال والتشرذم حول شخصه في حالنا وواقعنا، فالاستهلاك دوامة موحلة.. 


قد يشغلونك بأمور هامة لكنها خلاف الأولى الأهم منها، وهي غير الأصل ورأس الأمر وما بدأ به وعاشه النبي صلى الله عليه وسلم والقرون الفاضلة، ولا يصح عامة تناول نصوص العلماء دون النظر لفقههم في واقعهم وفي اعتبارهم لمآلات الأمور ولما يبنى على الكلام من تبعات معتبرة شرعا.. ففي وقت ما كفوا عمن هو أقل في الخطأ لاعتبارات مشروعة.. لم يكفوا عن بيان الصواب، لكن عن طريقة النزاع وإدارته، وهذا ثابت في تراجمهم.. 


والتعامل مع البدعة له فقه عميق غير سطحي ولا عاجل، وهو غير التحزب والتحمس والتنافس لسحق من يناقشك، والواقعون في البدع ليسوا سواء، بل يختلف حال الداعية عن المقلد، والمعاند عن الباحث، ومن أخذ الخطأ بأسوأ صوره وكل لوازمه عمن التبس بشيء منه، ومن منهجه مختل أو مختلط عمن اختط منهجا منحرفا تماما منذ البداية.. وليس هذا العلم هو أول ما يلزمك لتبني نفسك وتوجه القوم، أو لتضعه في وجه محاورك أو حائلا بينك وبين من حولك... 


التحمس وعرض الرأي بطريقة شحذ الجماهير وجوستاف لوبون لا تصنع جنودا رساليين أصحاب قضية، بل مجرد أدوات وبيادق ومصفقين، وليس هؤلاء من بنوا مجد الإسلام وقدموا نماذج قدواته.. 


تواضع إذا وأنت تعرض طرحا، حرصا على قلبك وعلى نفوس المتلقين وثقافتهم .. هذا ما دام تنزيله على الواقع من عندك، وهو كذلك بلا شك، وما دام تكييف المسار من اجتهادك وضبطك.. لأنك ستحمل عبء من يندفع بلا بصيرة في تصور خاطئ..

وما دامت غايتك هي رضوان الله تعالى فاستمسك بأدب الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم في البيان ودع المواقف الاستثنائية مع من لهم قدم سبق فنحن في موقف ممتد مطرد له جذور وعلاج، وليس حادث سيارة.