من حوار حول العلم والإيمان.
هذا كائن يتغير شكله - لا لونه كالحرباء- بل أبعاده نفسها.
كائن مختلف وخلقه مناسب لمكانه ودوره، وهو يتصرف مع أدواته الداخلية بتوافق حريص، فتأمل تلك...
مخلوق يعيش بسلاسة وسلام في ظروف بالغة التعقيد تحت ضغط الماء وحالة الظلام، وهو نفسه جزء من بقاء أمته وبيئته بل وأعدائه.. وهم معا مصممون بحيث يصونون التوازن حتى عند الموت والتحلل.
هو من طائفة الهلام، ويسمونه نجم الأعماق نسبة لاسم سفينة بحثية اكتشفت طويلا.
النظر للكون بعين العقل عبادة ربما شبه يومية لو كنت تختم المصحف كما أرجو لك...
النظر للكون مسألة أمر بها القرآن الكريم وكررها تصريحا وإشارة نحو ألف مرة..
التأمل في الخلق عبادة تدفع إلى الرضا بحكم الخلاق العليم... حكمه القدري فيما يبلوك به... وحكمه الشرعي فيما يكلفك به...
النظر يدفع للتوحيد والذكر، ولإجلال الخلاق المصور، ومحبة جماله وخشية قوته، وللمواظبة على الصلوات ودفع الهموم بالحمد والسجود، ومن ثم الرضا بحكمه سبحانه لربوبيته وحكمته، ولتجلي آثار قدرته...
أهل القرآن يعملون به ويختمونه كل بضعة أيام على الأغلب.. وتمر بهم نحو سدس آيات القرآن تتكلم عن العلم وعن الكون والمخلوقات...
هناك آيات تصف الأحياء والعالم حولنا.. تصف الأرض وقشرتها وباطنها، وتدعو للتفكر... ليس مرة، بل كل مرة! لأنك تزداد تعلما كلما نظرت، وتمتلئ خشية وثباتا وتسترد يقينك وتجدد وضوء قلبك أمام الطرقات....
دعك من المكابرين الذين لا يريدون جواب الأسئلة الكبرى.. أين ومتى وكيف جاءت المادة الطبيعية الأولى أو نبضة الطاقة الأولى التي لا مؤثر فيها ولا موجد لها والتي لا تأتي من عدم، ولا تبدأ إن كانت لانهائية المصدر ...
وكيف تحولت الفيزياء إلى حياة غير ميكانيكية، وجرى اكتساب المركب المعقد لنمط الحياة غير الآلية... نمط الاستقلال والذات! حيث إن الحالة الكيميائية للمادة مهما زاد تعقيدها لا تحولها الى كائن حي واع له فضاءات معنوية. فضم الجزيئات لا يجعلها حية تتصرف كالخلايا والكائنات الحية...
النظر في الخلق ليس فقط للحوار مع موجة الإلحاد، بل هو تعبد لله رب العالمين، وتمتع مباح، وانتفاع للعمران واستلهام للحلول البنائية والتدافعية.
التوازن سبب نجاتهم لا يحدثه التدافع فقط والموت بسبب الخصم والعوامل.. بل الجنس الحيواني يتوالد من نفسه بمعدل مختلف عن غيره ومناسب للنسق العام.. فكيف هذا ليست فقط ظروفا تسحق نوعا وتبقي غيره... توازن أعداد الكائنات على الأرض يحفظها كلها.. النمل مثلا آلاف التريليونات والنحل تريليونات … كائنات تتكاثر بشكل كبير وأخرى تضع بيضة واحدة .. وكل منهم ضروري لحياة أصحابه ولمكانهم..
تخيل خلية يتم فيها مائة كوادرليون عملية في جزء من الثانية وتتواصل لنشاط عضو داخل مجموع جسدي، فهل هناك مساحة هنا للفشل والمصادفة والعبثية.
كل كائن يحتاج حوله خلق آلاف الأنظمة لكي يحيا ويستمر لحظة واحدة..فهل هناك شك في القدير.
https://youtu.be/s8LuZD4Klbg
الفيديو من حصاد رحلة بحثية Nautilus org ومجموعة هيئات علمية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق