وقمة الحياة الإيمانية للمؤمن المخلص من حيث المعايشة اليومية المستمرة ومن حيث الباطن والجوهر: هي الإحسان.
في الإحسان الشعور بمعية الله تعالى ومشاهدته لك.
هذا العيش (كأنك تراه، وعدم الغفلة عن أنه يراك الآن) يمنحك التقى والتحسين العلمي والعملي والمعنوي للقول والعمل "تحسين حتى للذكر وللجهاد"
يمنحك الإحساس برؤية ربك- سبحانه- لك:
الأنس والتصبر والسخاء والتسامي، والهمة وشرح الصدر.. ويعينك على دفع الشرور (وطرد الخيلاء والسخط) ويمنحك سائر البركات حقيقة ..
واستحضار هذه الحقيقة يكون إما بشكل مباشر، تذكيرا بأنه تعالى يراك، ويشهد شؤونك ويعلم دواخلك، ويده فوق يدك لو سموت في بيعتك، وهو ثالث الشريكين لو كنت أمينا، ويصرف حالك وحال الكون حولك وجودا وحياة وقياما ومددا. ويختار لك، ويعاملك، ويثيبك ويدبر حالك ويبشرك، ويهذبك بعقوبة خفيفة عاجلة أحيانا خيرا لك..
أو يكون التذكير بشكل عام غير مباشر، إما بالذكر اللساني لله رب العالمين عند كل تحول في اليوم والليلة ( الذي ليس فيه تذكير بالمعية صراحة ونصا لفظيا)
وهنا ترى أنه حتى البسملة مع كونها توجها وبركة ومنطلقا فهي أصلا معية وعناية ورعاية وطمأنينة وصحبة قبل ذلك...
وإما أن يحدث إيقاظ العقل والقلب لحقيقة أن وجهه تعالى قبلك بحركة الجوارح في الصلاة.. وإما بالتلاوة.. والتلاوة مفردة خاصة لما لها تميز.
وهذا كله يبقي الصلة واليقظة الروحية، ويربطك بحبل ممدود للسماء ..
فتذكر دوما
(لله ما في السماوات وما في الأرض)
فلا تسبق العودة إليه بالعودة إلى غيره سبحانه، ولا يعتمد القلب السليم سوى عليه تعالى ..
وتكون الأسباب حينئذ مجرد أدوات، وأما مشاعرك فهي مع المشيئة/
إن شئت يا رب عملت هذه الأدوات فعلها وتيسرت، وإلا فلا..
وإن شئت يا مولاي انتفعنا بعملها في الدنيا والآخرة، وإلا فالمضرة قد تأتي من حيث نتوقع الخير.
والبركة لومحقت فلا فائدة من الكثرة! ولا سعادة بها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق