الثلاثاء، 5 أبريل 2022

شرح حديث وأعوذ بك من ضراء مضرة

لماذا خصص الحبيب صلى الله عليه وسلم كل شيء في هذا الدعاء؟

 ولم يقل صلى الله عليه وسلم أسألك
الشوق إليك، والنطق بكلمة الحق، والقصد (الاعتدال)، وأعوذ بك من كل الفتن ومن الضراء...

الجواب من فوائد هذا الدعاء في كتب الشراح مثل ابن حجر والشوكاني:

الشوق المطلوب هو الشوق الخالص الحقيقي، وليس شوق المضطر للموت بسبب ضيق الدنيا عليه.. بل شوق المحب وعرفانه ورجاءه.. 

ليست كل الفتن (الامتحانات) شرا ووبالا، فهو صلى الله عليه وسلم يتعوذ من المضلة.. فبعضها تكون هداية وتصفية وتمحيصا ويصطفى فيها المكرمون..

وليست كل الضراء ضرا دامغا فبعضها علاج لظروف ما وتربية ودواء نفسي وتطهير.  

كلمة الحق تكون أصعب عند تمام الرضا!
فقد تهوى ساعتها المداهنة والمجاملة لمن تحب وما تحب. 

كلمة الحق كذلك أصعب عند الغضب، فقد يدفعك السخط للانتقام بالباطل معنويا وعدم العدل في الكلام!

الاعتدال والقصد قد يكونا من الصعوبة بمكان ساعة الغنى والترف وكثرة الثروة فتكون النخبوية والوفرة والبطر والتفريط! ...

 وكذلك يشتد طلب الاعتدال عند ضغط شدة الفقر والحاجة! وهكذا امتحان الدنيا... لهذا يخصهما ... حيث يصيب المرء المتضادات من الإسراف والإفراط والتفريط والتضييع والرخاوة و التساهل بل والقسوة أو مد اليد والعين وو.. ..  

الحديث من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم..

 رواه النسائي في " السنن " (رقم/1305) بزيادة عن لفظ المسند عند الإمام أحمد (30/265)

( أَمَا إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فِيهِمَا – يعني في الركعتين - بِدُعَاءٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ : اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ، أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا ، وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ، وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ )

( أَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ ، وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بَعْدَ الْقَضَاءِ ، وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَأَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق