الثلاثاء، 12 أبريل 2022

التوفيق الرباني

حط يحدث مثلا... أن يفتح الله قلبك للصواب، ويصرف قلبك عن التفاهات، وعن تعظيم الدنيا وأحلامها بشكل يملك نفسك...


ويبعث ربك لك نصيحة أو ناصحا! 

ويحبب لك الإخلاص.. ومحاسبة النفس وتربيتها! لا الدفاع عنها ليل نهار لتتصالح مع العوج....


هذا من التوفيق والهدى و التيسير.


التوفيق والمعية والحفظ:


تراه "محظوظا" حتى في هذه المحنة، أو موفقا في تلك الفترة، أو في تصرفه في هذه العطية (وليس العطية نفسها) ...


 لكنك عاقل منشرح الصدر... لبيب أديب - بمعنى الأديب قديما-فتراه كذلك: بميزان من يرى الحق حقا!


التوفيق هنا إصابة الحق وإنجاح المسعى الجميل... التيسير هنا دعم وإعانة ومدد وإنجاح، وترتيب علوي محيط، يقرب ويبعد، ويقدر ما يناسب، ومقادير تسبب أسبابا أو استثناءات تعمل كلها لتهيئة للظروف أو لتقبلها!

أو لمنع عن الشرور الحقيقية وتقليلها...


التوفيق والتساهيل أحيانا إعانة ظاهرة أو باطنة، جلية أو خفية أو لطيفة الحصول، ربما تيسير متتابع، أو إشارات حق مبشرة، أو رسالة قوية مناسبة، مباشرة أو غير مباشرة.


ميزان الحق ومعيار النجاح/


ميزان من يرى الصواب أن يكون حاله شكرا وصبرا، واختيارا للخير عند المفارق، واستقامة بلا انحراف، وتوبة عاجلة بعد الزلل، وسكينة نازلة عند الروع، وخشوعا تهون معه العظائم لشهوده معاني أجل وأبقى، وحكمة ربانية يعطاها، وحلما يقهر به حظوظ نفسه قبل حماقات غيره...


وأما النصر المادي اللحظي والمعرفة المجردة والكنز المالي والقوة الظاهرة فهي موجات أعراض وأغيار تتداول كالأيام، لابتلاء جميع الأنفس بالحالين، وحصول العمل القلبي والبدني، وتحقق القضاء والقدر المقدور .


من أمثلة التوفيق والمعية: الخواطر النظيفة الشريفة والرؤى الصالحة الصادقة ...

ومنه الإلهام للخَير، وإنجاح المسعى الطيب، وعرقلتك عما يضرك!


ومما قال ابنُ القيّم رحمه الله: "أجمع العارفون بالله أنَّ التوفيق هو أن لا يَكِلَكَ الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يُخْلِيَ بينك وبين نفسك."


وهذا مصداق العلم أن كلا بيد الله تعالى، حظوظ الدنيا والآخرة.. ولو رفع عنك التوفيق هويت وسقطت..


وكان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا المعنى، فتعلم منه هذا اللهج والارتباط بمعية الله تعالى ونصرته وهدايته كل لحظة:


قال صلى الله عليه وسلم في وسط دعائه 


(... اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بعِزَّتِكَ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي)


 صحيح مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق