.....إن الله لا يعجل بعجلة أحد
... ولكنكم قوم تستعجلون.
أحد معاني العبودية هو الامتثال، والصبر ليس فقط على الصدمة والوجع وعن الرغائب... بل الصبر كذلك على مرور الوقت، وعلى أوان النبات ونمو الزرع ونضج الأنفس واستكمال الفرص الربانية وإتمام الأجل ...
وهذا الصبر العملي هو أحد ثمار الحكمة والكمال الإنساني الساجد إحقاقا للحق، وثمرة للتوافق مع الكون كما أراده الله تعالى، وكما تجلت فيه صفاته وآثاره سبحانه حلما وصبرا وعلما...
هكذا تعلموا في مدرسة التمحيص، حيث جرى تسخين النفوس وتنقيتها من الأضاليل والشوائب، فأصبح كل منهم كأنه يد القضاء كالخضر... بل يقاربه... لا يأسى كثيرا ولا يختال طاغيا، ولا يفرح بطرا وتعلقا منسيا، ولا يقلق قلق المهتز المرتاب.. بل يرى الدنيا على حقيقتها ويعالج ذاته بالذكر القلبي واللساني والعمل الذي هو مثبت للروح ..
الدرس القرءاني له وقت مثالي، وهو في الليل، حيث التركيز والانفراد، بعيدا عن التشويش وقريبا من النفحات وحيث القابلية للتلقي النوراني ولمحاسبة النفس..
وفي مدرسة نور الوحي ترى الأنبياء عليهم السلام يتعلمون درس الانتظار الإيجابي احتسابا، ويعلمونه جنبا إلى جنب مع الطاعة لرب العالمين والتبرؤ من الطغاة والراضين بهم والسعي الحثيث والتوبة والتصحيح والدعاء الخالص والشكر مع الشاكرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق