( حول مواد: الدوبامين والسيروتونين و الاندورفين والأوكسيتوسين)
قد يبتلى الإنسان بفقدان شيء أو شخص، أو فقدان وضع ما! مما يرغب في وجوده، أو بفقدان الرغبة! أو بوجود أمور مخيفة أو مقلقة وموجعة، أو بخلل في رد فعله هو! ..
بداية: ليس العلاج بالكيمياء حتميا ولا ناجعا دوما، فالجسم بفضل الله تعالى قد يفرز ويصحح النسب أحيانا، هذا لو تم توجيه المعرفة والسلوك..
والقرار للطبيب المؤتمن، فهناك حالات تلزم العقاقير فيها يقينا، وليس عيبا في كمال المرء وأصل دينه أن يتداوى.
وبشكل عام فصحة النفس تحتاج إلى أمور منها ما يلي/
أول شيء حياة الروح، وصلتها بالذكر! وبالمحبة العلوية بعد العلم والرشاد، وتعلقها باتباع مرضاة الله بأعمال القلوب والأبدان، حيث المدد الرباني، وبلسم الفطر والفكر.. وهذا لا يمنع ورود الامتحان النفسي بل يعين المبتلى به.
ممارسة التأمل والخلوة كل فترة.
قضاء الوقت في وسط الطبيعة بشكل دوري.
الاحتفال بالمكاسب الصغيرة أحيانا لضبط المزاج.
تناول وجبات جيدة، متوازنة كما وكيفا، وتجربة الجوع دوريا، وعدم تجربة التخمة.
التعرض في أوقات مناسبة لأشعة الشمس، والتريض بجهد مناسب باستمرار، بأي آلية بذل جسمانية متاحة، وتجربة الاجتهاد بالحد الأقصى، مع عدم تجربة الكسل والخمول.
الضحك بحرية، دون فساد تشعر بعده بوخز وتأنيب.
التطوع والنظر للمعاني، ورد الجميل لكل من تعب معك محبا.
إنجاز أي مهمة بشكل منتظم، لتشعر بالإتمام وأداء أي واجب ذي بال، وربما تنال التقدير أو تمنحه لنفسك دون خداع لها، وإلا انعكس ضدك وأرقها، ودون مكافأتها بتخريبها بأي سلوك انحرافي انعكاسي، كمكافأتها براحة متلفة جدا تبدد ما حصلت.
أخذ الوقت الكافي للعناية بالنفس عموما بمعنى حقها- كذات وبدن ومخ يفكر- في الرعاية وتوزيع الحمل والمساندة والإدارة الجيدة، والصيانة لمواردها المادية والمعنوية، وحمايتها من الآفات البشرية.
قدر من المودة البدنية واللفظية، وليس فقط القلبية، الكلام العاطفي الطيب، والمصافحة والتربيت والعناق المباح والنوم على يد وقدم من تحب، مثلا: الوالدين/ الزوج/ الأشقاء/ القطة/ الحصان... ، والثناء المتبادل، والعطاء السخي بسماحة!
التسلي الجيد ذي الرواسب المنعشة! ، والتسلية عموما باب واسع، ويختلف حسب السياق.. الأدب والفن واللعب والتاريخ وغير ذلك من المباحات والطيبات وزينة الله التي أخرج لعباده.
التوازن في ذلك والشمولية، والترتيب للأوليات، وتحصيل الممكن! أو المقدور كما وكيفا، وعدم الاستسلام للعجز عن الصورة المثلى..
الابتلاء قد يكون بفقد أشياء مما سبق، بشكل خارج عن إرادتك.
وتحت الضغط يلزمك التصبر والتسليم، ووضع رؤية للتكيف والتعايش، أو رؤية وخارطة مرحلية للتغيير.
كل ممارسات جبر الخواطر وترميم النفس تبنى على الإيجابية والابتكار في أحلك الظروف، ومحاولة المبادرة، مع توسيع المدارك لاستيعاب الألم، وهنا يبرز الفارق بين الإنسان الذي له غاية كبرى ورسالة وقضية، وبين التافه الذي يضخم الصغائر ويتوقف عندها، وبين من هو في أسفل سافلين؛ الذي يهتم بالرذائل أصلا ..
وعامة عند تجاوز الحد في المعاناة كما، أو عند طول المدة يبدأ دور الاستشفاء والاستشارة الطبية والسلوكية المعرفية والعلاجات الدوائية والفيزيقية وغيرها..
ولأن الطبيب ليس بيطريا أو مصلحا لآلة، مع احترامنا لكليهما، فعليه واجب يتجاوز ضبط المصنع إلى التوجيه بسمو وارتقاء ونصح أمين واع ونقاء، لو كان هو نفسه ذا بصيرة وحرص، وهذا من نعم الله لو ظفرت بمثله، وإلا فاجمع من الكسور واحدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق