من يستخفون بقلة الحياء، وتراهم مبتذلين بلا حشمة ولا مروءة:
قال الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: "..والحياء شعبة من الإيمان.." :
"( والحياء ) .. خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ...
ولهذا جاء في الحديث الآخر: الحياء خير كله .
فإن قيل : الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الإيمان؟
أجيب بأنه قد يكون غريزة وقد يكون تخلقا، ولكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية ، فهو من الإيمان لهذا ،
ولكونه باعثا على فعل الطاعة وحاجزا عن فعل المعصية،
ولا يقال : رب حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير ; لأن ذاك ليس شرعيا ،
فإن قيل : لم أفرده بالذكر هنا ؟ أجيب بأنه كالداعي إلى باقي الشعب ، إذ الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر ، والله الموفق ."
انتهى، من فتح الباري شرح صحيح البخاري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق