الأحد، 19 أكتوبر 2014

موضوع أصل الدين له رسائل جليلة تبحثه، لكن هذا هامش لعل فيه خيرا:

مفهوم وجود أصل وفروع للدين- هو مفهوم مستنبط من النصوص، وكلاهما -أي الأصل والفروع- كريم مطلوب،
لكن هناك كبيرا وأكبر "كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء"..
وهو مستنبط من تفريق النصوص بين قسمين كبيرين من الدين، ومن تطبيق الصحابة لذات المفهوم عند تعارض المقاصد والواجبات فيقدم الأصل والأوجب خلافا للخوارج في فهمهم،

فالنصوص تتحدث عن عدم تسوية بين أمور وأمور أخرى من الدين ، وبين مخالفات وغيرها:

"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك"

"الإيمان بضع وسبعون شعبة  أعلاها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " صحيح مسلم..

"ملة أبيكم إبراهيم "..فالملة هنا جامعة لكل الأمم والرسالات ..


" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" والشرعة أمر يتفاوت وليس كالتوحيد..

"الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم"..فهناك بالمخالفة تفريق..

"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه"

"رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجها"  رواه أحمد : 5 / 231 ، والترمذي ( 2616 ) وصححه ؛ والنسائي في الكبرى ( 11394 ) ،وابن ماجة(3973)،والطبراني..فالرأس غير العمود غير قمة السنام..
والتفريق بين الشعبة العليا لا إله إلا الله وغيرها واضح، وبين الملة التي توحد جميع الأنبياء والشرعة التي تختلف من  رسالة لغيرها
استلزم  فهم الفرق بين المخطئ في هذه وتلك، وكل منهما كذلك تتفاوت  درجة وجوب جزئياتها-

شعب الإيمان مثلا لها أعلى وأدني-والأعلى يخرجون جاهله وجاحده من- الملة والأدنى لم يحدث مثل ذلك-
وسوق الاصطلاحات للتفهيم مقبول ، إذا لم تبتدع المعنى ولا المفهوم- ولا مشاحة في الاصطلاح
أي لا تنازع ما لم يتضمن مخالفة انظر  " مدارج السالكين " ( 3 / 306 ) .
وحين وضع العلماء الأعلام من تلاميذ الصحابة والتابعين العناوين الاصطلاحية لأصول الفقه الإسلامي
و لجميع العلوم الشرعية كعلم التجويد وتقسيماته وترتيباته وعلوم القرآن وغيرها ومنها علم التوحيد ومتون الاعتقاد، كان هذا تقريرا للحقيقة للتيسير والتوضيح وليس منشئا للمفاهيم ، ومثاله حين أمر علي رضي الله عنه بوضع علم النحو ، فقد كان العلم معلوما كأسس لكنه لم يكن مجموعا
مسطورا مقسما ووضعت الاصطلاحات الصرفية والعروضية مثلها وهكذا.. -


..ومن تلوا القرون الفاضلة ساقوا أمثلة للاصطلاحات حين جدت القضايا وورد فيها هذا الاصطلاح مثل:
"رسالة أصول السنة للإمام أحمد، و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"؛ لأبي القاسم اللالكائي
 و"الشرح والإبانة عن أصول السنَّة والديانة"؛ لابن بطة العكبري.وكذلك رسالة أصول السنة للحميدي، ولابن أبي زمنين، وغيرهم.
 وورد في اعتقاد ابن أبي حاتم المشهور عنه؛ قال: سألت أبي وأبا زرعة؛ عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: .. إلى آخر ما ذكراه من مسائل أصول الدين--
       وكتاب الفروع لابن مفلح، وغيرها من مؤلفات أهل السنة.

والأصل  لفظ مجمل، وله اشتقاق في الكتاب والسنة، واستعمل للتفهيم مثل كثير من التعبيرات والعلوم التي جمعت وتم تبويبها وعنونتها - ومثل كثير من العلوم التي كانت تعلم  وكانت تمارس ولم تكن مدونة مصطلحاتها -لكن التفريق بين أقسامها كان ممارسا ومعلوما


     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق