من جلسة مدارسة القرآن الكريم،
قال تعالى :
( لكل أواب حفيظ )
معاني "أواب حفيظ " عند عدد من المفسرين، عليك تدبرها بعناية :
والأواب الرجاع ، قيل هو الذي يرجع من الذنوب ويستغفر ،
والحفيظ الحافظ للذي يحفظ توبته من النقض .
وقيل:
أواب :
رجاع إلى الله عن المعاصي ، ثم يرجع يذنب ثم يرجع ، هكذا قاله الضحاك وغيره .
وقال ابن عباس وعطاء : الأواب المسبح من قوله : يا جبال أوبي معه .
وقال الحكم بن عتيبة : هو الذاكر لله تعالى في الخلوة .
وقال الشعبي : هو الذي يذكر ذنوبه في الخلوة فيستغفر الله منها . وهو قول ابن مسعود .
وقال عبيد بن عمير : هو الذي لا يجلس مجلسا حتى يستغفر الله تعالى فيه .
وقال أبو بكر الوراق : هو المتوكل على الله في السراء والضراء .
وقال القاسم : هو الذي لا يشتغل إلا بالله عز وجل .
" حفيظ " قال ابن عباس : هو الذي حفظ ذنوبه حتى يرجع عنها .
وقال قتادة : حفيظ لما استودعه الله من حقه ونعمته وائتمنه عليه .
وعن ابن عباس أيضا : هو الحافظ لأمر الله .
مجاهد : هو الحافظ لحق الله تعالى بالاعتراف ولنعمه بالشكر .
قال الضحاك : هو الحافظ لوصية الله تعالى بالقبول .
قال الضحاك : الحافظ على نفسه المتعهد لها . قال الشعبي : المراقب .
قال سهل بن عبد الله : المحافظ على الطاعات
والأواب : الكثير الأوب ، أي الرجوع إلى الله ، أي إلى امتثال أمره ونهيه .
والحفيظ : الكثير الحفظ لوصايا الله وحدوده .
والمعنى : أنه محافظ على الطاعة فإذا صدرت منه فلتة أعقبها بالتوبة .
رجاع تائب مقلع ،
( حفيظ ) أي : يحفظ العهد فلا ينقضه و [ لا ] ينكثه .
ويحتمل أن يقال الأواب هو الرجاع إلى الله بفكره ،
والحفيظ الذي يحفظ الله في ذكره،
أي رجع إليه بالفكر فيرى كل شيء واقعا به وموجدا منه ثم إذا انتهى إليه حفظه بحيث لا ينساه عند الرخاء والنعماء ،
وفيه وجوه أخر ، وهو أن الأواب هو الذي رجع عن متابعة هواه في الإقبال على ما سواه ،
والأواب هو الذي لا يعترف بغيره ويرجع عن كل شيء غير الله تعالى ،
والحفيظ هو الذي لم يرجع عنه إلى شيء مما عداه ...
انتهت المختصرات..
ومن الواضح أن المتحدثين تملقا للسلاطين لا يصونون ولا يرعون حق الكريم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق