أضع التعليق مستقلا للفائدة،
" وكنت قد بحثت طويلا لأعد رسالة في موضوع الهداية والضلالة ، وتجمع لدي الكثير، فلو تيسر ووجدت مسودتها أضعها ولو بدون تنقيح لتعذر ذلك وخشية فوات النفع…. "
الهداية ليست معادلة عقلية فقط،
فقد يقيس الضال حال نفسه، ويرضى عنها، ويباركه دراويشه ورهبانه وأحباره ووو…
وحسبي بعد صفاء الفطرة بالسمو والاجتهاد والتبتل والخشوع،
وبعد جلاء العقل وبعده عن محقراته
" أفلا تعقلون"..
حسبي لمن رزق مزيدا وهو خير حجة : الدلالة على كتاب الله تعالى ، فهو ميسر للذكر "فهل من مدكر"..
فيه أسباب وأمثال - فلتكن عشرة أمور مثلا- تؤدي لنزول الهداية والبصيرة ، وتؤدي إلى العلم الحقيقي، وهو التمييز الموجب العمل،
وفي كتاب الله بيان لتوقي أسباب الضلالة والتيه ، والالتباس "الذي يحسب صاحبه أنه على شيء"
وهي غير أسباب السخط والغضب المباشرة ، التي هي نتيجة عصيان متعمد ومحادة ظاهرة مقصودة، أو نتيجة ترك للعمل بجحود.. فكلامنا عن التيه… ..
عند الفضل الرباني تنير نفس الإنسان العابد بصبغة الله، بهداية عقلية وقلبية روحية تتغلغل ثم تتمثل في النطق والسلوك ،
هناك مكون غيبي روحاني، ومكون تطهر شخصي داخلي ، يسببان الاقتراب من التمييز والفهم، ورؤية الحق المختلف فيه بإذن الله ، ويسببان زوال الغشاوة وجلاء البصر والبصيرة…
فليست المناقشة فقط سبيلا مستقلا للاهتداء ، بل والخلوة.. الحال فيها بالجوارح والجنان،
وهناك كذلك مكون سلوكي عام في غير الخلوة، ومكون نفسي ذاتي ، كلها تستجلب التوفيق للنور، أو تستجلب الزيغ ولو باسم الطاعة انحرافا أو تفريطا أو تزيدا،
فالالتباس يسبب خللا في الفهم وفي الاستيعاب، وهذا لا يقيسه صاحبه وهو غارق فيه وفي مسبباته،
أو يسبب الالتباس بالهوى أو بأي مضل خفي شخصي أو ظاهر انطماسا وزيغا للقلب ، وضيقا بالحق وميلا لغيره كأنه هو هو ،
أو يسبب التيه أيا من أعراض الحرمان من الهداية.
Posted via Blogaway
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق