الاثنين، 10 مارس 2014

هذه الأمثلة في تقديس البشر وتملقهم ورفعهم للإلهية، والألفاظ  التي تقشعر لها الأبدان، ليست مفاجئة لمن يدينون دين الحق، والتأثر هنا إنما هو كتأثر داود عليه السلام حين كان يذهب إلى بيته فيكفر عن ذنب رأى أحدا يرتكبه ولم يفعله هو… من شدة إجلال الرب تبارك وتعالى.. وكتأثر عدم الاعتياد على الكفران وعدم "فقدان تمعر الوجه…"

…النصوص هنا ليست منشئة لحكم شرعي،  بل هي مقررة مكررة له عند من يبصرون ، وهو موقف أصلي منهم،  من ضمن معنى التوحيد وترك الشرك وترك أهله، كما فعل هود وإبراهيم عليهما السلام،  ومثلهم كل الأنبياء بلا شك، لكنها دعوة لتأمل النصوص الخاصة بهما في هذا المقام

، وهذه الأمور تأتي كمظهر وعرض من مظاهر شرك الربوبية والإلهية والصفات،

وكمثال لنواقض كالاستخفاف وانعدام التعظيم الفطري،  الذي لا يعوزه بيان أو نص لتتم الحجة،  فالمرء محاسب على عقله وفطرته ولسانه…

ولو كان كل شيء نسبيا تقديريا ما صح دين ولا بطل شك.. ،

ولو كان كل أمر بين  موكولا ومحالا لمختص لكان التقليد دينا! ، ولكان من وجد الناس يقولون شيئا فقاله متدينا! ،  ولكانت كل ملل الانحراف والضلال عن الأصل على حق وأدت ما عليها مهما كفرت…!ولكان من شك في الموقف الصحيح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش مجتهدا…

والنصوص استنقاذ من حال باطل، وأحيانا هي استنقاذ من  شفا حفرة النار، وليست مجرد زيادة خير،

فاستحقاق الوصف والاسم قائم بالميثاق الذي أخذ منا ، ونحن في ظهر أبينا  آدم عليه السلام" وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم، قالوا بلى شهدنا… "

، والباقي كالنصوص  الناهية عن هذا السفه البدهي الوضوح،  والمعلوم المستقر المسلم به، ليس واجبا للعدل،   إنما هم زيادة في الحجة والفضل لعلهم يذكرون…

لكنهم "لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون"..

بل وفي حالتنا " وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها.. "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق