"تدهور التكوين العقدي لدينا،
بل وانحط التركيب النفسي لطوائف، فنزلت عن مستوى البشر،
ثم تدهور التكوين الاجتماعي والسياسي تبعا لذلك،
وكله تم بعوامل داخلية وخارجية،
وبدأ تفريغ الإسلام من مضمونه وروحه، ثم من معالمه الظاهرة بتمييعها وطمس مفهومها، وتم الاكتفاء بشعائر محددة، ثم تم تفريغ الشعائر نفسها من معناها، وتحويلها لتهاويم وروتين،
ثم جرى تفريغ العقل من محتواه العلمي، ومن القدرة على التفكير السليم، ومن القدرة على تقبل النقد البناء والنقاش والعمل التكاملي، بل و من القدرة على التحليل والتثبت والاستنتاج والموضوعية، ومن روح المبادرة ،
وجرى التجريف الشعوري الإنساني ، لتظهر شخصيات ذات تشوهات نفسية وعقد، وتعيش حالة توحد مع جلاوزتها أو حالة انزواء وتنقص وتنمر،
ثم جرت محاولات وليدة تخلف للخروج من التخلف بغير الباب الذي دخلت منه، أمور تشبه الهرب والمسكنات، أو الساقية الجافة، بعيوب الذاتية والرتابة والتكلس والميل للعاطفة الكاذبة....
وهذا كله بحر متلاطم يعتبر الانهيار الاقتصادي والتشوه الثقافي بل والموت فيه أقل آثاره وأضراره..
لهذا أعتقد أن سقوط الخلافة كان نهاية وليس بداية مخططات الانهيار، فقد كانت الرابطة ساعتها لافتة ،
وأحسب أننا منذ زمن قبلها بدأنا حالة التيه، مرحلة الفتن ودخول جحر الضب ، وبدأنا اتباع سنن من كانوا من قبلنا في عظائم الأمور.. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق