مع معانى رمضان والصوم لغة,
ومع ما حف به ..
قال تعالى:
{فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً}
.. أي إمساكاً عن الكلام..
كان رمضان، وكانت الرمضاء والحرارة,
وكان الجوع, وكان الترفع والتصبر, والتلذذ بالبذل, والتسامي,
وكان السير والنصر..
وكانت حرارة الموعظة والفكرة, واحتراق الذنب,
وترقيق النصل لما بعده!
وكان يرمض الذنوب غسلا بالأعمال الصالحة...
وكان كالسحاب والمطر في آخر الصيف وأول الخريف, فعافى من سخونة الشمس, وغسل الأبدان من الآثام, وكان الفرقان وكان النور..
وكان اليقين الذي لا تشعر معه بفارق بين نصر, وهزيمة عابرين, لعلمك أن الغيب كالشهادة....
وكانت الترويحة بين كل تسليمتين بردا وسلاما وبركة, ونفسا عميقا وسط فيض جليل,
وكان كل تهذيب وتربية ومنع للنفس عن الاسترسال, فلا تصير كأنما هي دابة سائمة أو بهيمة هائمة, فهو صوم!
وكل وقوف بلا حركة صوم,
وكل صمت بلا استجابة لشهوة الإفضاء بما لديك صوم, لغة.... وكل توسط للشمس في كبد السماء واستقرار صوم!
وكل سعي من بلد إلى بلد يبحث فيه العبد عن مكان يعبد فيه مولاه صوم, وهو السياحة, أي السفر بغية العبادة في أصل معناها، وقيل لكون المسافر لا يهتم بالطعام بل قد لا يأكل إلا إذا وجد الزاد..
فالصمت كحكيم متأمل لا كطفل مزعج يضج صوم,
والجوع كمعز لنفسه عن السؤال للنوال صوم, فهو مترفع, لا كشره مقبل نهم يعب ويدب بلا حساب, وبلا ترو ولا نظر, بل كل كبح وكف وتأديب وسيطرة وصبر وملك للنفس صوم,
ثم خصص شرعا بصومنا ....على مقامات ودرجات, تعففا عن الصخب والرفث وقلة الأدب, وترويضا للتعالى فوق أغلب كل احتياجات البشر...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق