الخوف والرجاء
"العابد الحق لا يزول خوفه من الله، وإن كان مطيعاً فى عمله، كما لايزول الرجاء من
الأثر المروي
" لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله
هذا مروي مرة عن الخليفة الصديق، ومرة عن الفاروق، رضي الله عنهما، ليس صحيحا، وإن كان معناه قد يصح، لو لم يحمل الفهم على اليأس والقنوط والشك والترهيب المذيب للقلب، وعلى عدم الاستبشار والتفاؤل وحسن الظن بالله تعالى بتوازن مع الإشفاق، فلا بأس لو كان لمجرد بقاء التوازن بين جناحي الخوف والرجاء، ولعدم التواكل الذي يجعلهم يظنون إيمانهم قد لا يسلب، أو خاتمتهم مضمونة، فقيل في هذه الرواية نقول: " ( أثر أن عمر رضي الله عنه قال : لو أن رجلي الواحدة داخل الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله )
ذكره في طبقات السبكي ( 4 / 135 )
وسُئل عنه ابن الصلاح في فتاويه ( مسألة 29 ) فقال : هذا القول عن عمر رضي الله عنه لسنا نصححه... "
"أما بخصوص الأثر المروي عن أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه " لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله " : فمع أنه أثر مشهور متداول، إلا أننا لم نقف عليه مسنداً لا بسندٍ صحيح ولا ضعيف ، فالله أعلم بحاله ..
وقد وجدنا عن الإمام أحمد رحمه الله ما يخالف ذلك المعنى ، فقد روى ابن أبي يعلى في كتابه " طبقات الحنابلة " ( 1 / 291 ) عن محمد بن حسنويه قال : " حضرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، وجاءه رجل من أهل خراسان، فقال : يا أبا عبد الله، قصدتك من خراسان أسألك عن مسألة، قال له : سل ، قال : متى يجد العبد طعم الراحة ؟ قال : عند أول قدم يضعها في الجنة " انتهى .
ولعل ما ذكر في هذا الأثر هو الأقرب ، واللائق بكرم الله ، وحسن الظن به ..."...والمقصود: " .. لا يأمن مكر الله عند المعاصي إلا القوم الخاسرون .
أما المؤمن فعند المعصية يتوب ويتبع السيئة الحسنة تمحها، ويبات مطمئنا خالي البال، واثقا من رحمة الله وعدله ، موقنا من حديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام"
قلبه، وإن كان عاصيا ....."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق