الرؤية الواضحة الشاملة –حكوميا وإداريا هذه
المرة -من وجهة—عقيدة-من يرون للدين دورا في سياسة الحياة هي توضيح معالم
هذا الدور! وأصول الثابت والمتغير لديهم ! ليفهم الناس الفارق بين نظرية اقتصادية إسلامية
مثلا! وبين مذهب من المذاهب يمكن الاختلاف معه أو تعديله بضوابط أصولية تبدأ من الآيات
والأحاديث والآثار إلى المصالح المرسلة وغير ذلك !
وليفهم الناس –وأنت مؤتمن- الفارق بين شيء
واجب التطبيق ودونه فداء بالنفس! وشيء واجب لكن ضرورة معينة ترخص في تأجيله!
وكذلك دورهم أن يبينوا الفارق بين رؤية تخص مجتمعا فهم الإسلام
وتبناه واستعد لدفع ثمن ذلك، وهو بيان
غائب عن كثيرين بسبب فتنة التلطف والرفق
والوسطية والإرجاء ووو....وهو ثمن ضخم كما قال الصحابي قديما مبينا أن هجمة عالمية
قد تحدث لأي مجتمع يتنبى الدولة الوليدة: عقديا ومنهجيا : هو أعذر لكم عند
ربكم :"أن تتخلوا الأن بدلا من الخذلان ساعة الحقيقة--بل وعاقبة هذا النكوص-وحدود
العذر الشرعي بالضرورة والإكراه والفرق بينهما وبين الافتتان تحت ضغوط-
وبيان ما هو عقدي وما هو أقل
وما
هو من أصل العقيدة وما يؤدي للخروج من دائرة السنة مع البقاء في دائرة الإسلام-
وحين يعاديك العالم كعهده بكل الرسالات"
وقوله: تعضكم السيوف! –وقوله: هذا أمر تكرهه
الملوك .. وقوله أن هذا معناه : حرب الأحمر
والأصفر! "هم سيحاربونك ولو سالمتهم! لن يتركوك لتنمو إلا لو علموا عجزهم عن ردعك وأنت نبتة صغيرة لاستعدادك
لفداء ذلك بنفسك والنكاية فيهم ، فهنا يصبرون على مضض......!-
وقد نختلف مع توسعة الدور الديني بشكل لم يرضه
النبي صلى الله عليه وسلم ، وإلباس بعض الخبراء لأنفسهم ولرؤاهم أو لرؤى بعض السلف
الصالح ثوب المحكمات! القطعيات.. خلافا لظاهر أومفصل بيانهم، ولخلافا لأصول الفقه نفسها
–والحكم بينننا حوار عام شفاف بمرجعية واضحة – واختلافنا ليس في أن للإسلام رؤية في أمور كثيرة .. وصبغة وسياسة عامة دائما ومفصلة أحيانا ... في الإعلام
والتعليم والثقافة والاجتماعيات والمعاملات
والقوانين ...لكن كثيرا من المسائل االمثارة
ليست كذلك ، ومرجعية بعضهم لكتب معينة تقدم تصورا يجعلها حكما
على غيره من المذاهب أو أصول المذاهب المعتبرة .. ولابد أن يكون كل شيء واضحا.. ونختلف
أيضا مع من يرى لا دينية أي شيء! وتقديس -بمعنى
الرفع التام من العلمانيين ! وإبعاد أو تهميش أو تقليص الأمر الديني وملامحه وثوابته من الدساتير والقوانين والروح العامة للتشريعات
كلها ... وهي المسألة التي يجب تحديد ما هو ثابت منها من الأن وتبيينه حقا نصا ودلالة .. لتبيين ما هية الإسلام الذي تمثله
هذه الجماعة - والرؤية الواضحة -وكلامنا ليس عن العقيدة -فقد أسلفنا –بل عن النظام ليعلم القاصي والداني !
أو :....على الأقل لضوابط تحديد ذلك الثابت
والمتغير نصا ودلالة وضرورة وعجزا وسياسة
ولا نترك الأمر عائما لدى العامة ولدى المستشارة تهاني الجبالي!
وهذا بسماع من الجميع –جميع من يدعون العلم-وبإسماع
للجميع وعرض نقي شامل مرتب لهذه الرؤية...
هذا بفرض أن مجتمعا قبل أن يكون دستوره لا
إله إلا الله حيثما ذهبت به التضحية في سبيلها ...لكنه لا يريد أن يقع في براثن
تجارب
معاصرة لم تمثل الإسلام.. أو تجارب لمن يتعاملون مع رؤيتهم أنها هي الفقه ..
فإذا كنت ستخير الناس بين طريقين
ثم لو اختاروا طريقا –أو أغلبهم- ستعرفهم بقدراتهم
وإمكاناتهم وواجبهم في ظل تلك الظروف..ثم تقدم رؤية على هذا الأساس...
نحن لسنا في عملية سياسية استئنافية لوضع مصري
يتبادل فيه هذا وذاك السلطة
ولا توافق في ظل رؤى مختلفة، وإلا لصرنا كإسرائيل
وصراعاتها وعدم الاستقرار في أي حكومة..
أنت تنشيء وضعا جديدا أو تدعو لذلك، وستنحى
منحى تقول أنه متدرج
فلابد أن تبين جدولك وضوابط التعجيل والإبطاء
فيه... هنا تكون هناك رسالة واضحة للجميع
ورسالة يتبناها من يؤمن بها من الجميع للعمل
على إنجازها
والرؤية الواضحة هي التي تقدم تفصيلا وتصورا
عمليا محددا للدين والدنيا ولإدارة البلاد ،على ضوء قراءة الخريطة الداخلية بتوازن
النوع لا الكم فقط، والخريطة الخارجية وكل الملفات المعلقة، وليست هي رؤية فصيل هدفه
إقصاء الآخر وفصيل هدفه حرق الأول ،وفصيل يطبق على الناس ما يعتبر أنهم مؤمنون بكل
ما يقول مستعدون لدفع الثمن ...فالأمر ليس عاطفة فقط..بل لابد أن تستبين السبيل..وأن
تعرف قدراتك الحقيقية العددية والنوعية
ما هي حزمة القرارات التي سيتم اتخاذها في
كل صعيد؟ هب أني سلمتك كل شيء؟ وما هو الإطار العام والمناخ الواقعي
الرسمي في كل الإدارات ، والمجتمع الذي ستطبق
فيه؟ وما هو برنامجك للتعامل مع الأزمات المتوقعة داخليا وخارجيا
الذي يدير الأن يدير حسب الظروف وحسب ترتيباته
وحسب الضغوط
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق