"أسير خلف ركاب النجب ذا عرج ..
مؤملا كشف ما لاقيت من عوج .."
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا…
فكم لرب الورى في ذاك من فرج. "
أرض النور وجبل الطور .. والبقعة المباركة من الشجرة..
أرض التجلي ..ومرور الرسل..
حيث تعرفت داخل أسوار المعتقلات على أبرياء مظلومين منهم، مساكين لكنهم عظماء النفس واليقين،
بسطاء لديهم بقية الفطرة الجلية..
حيث البدهيات لا زالت مضيئة في أحوال عدد منهم.. لم تلوثها السموم الثقافية والإعلامية ،
فيؤمنون بوجوب الاحتكام للشرع وحده دون سواه ولقضاتهم الشرعيين دون خرافات المحرفين والمبدلين ،
حيث يوقنون بالانحياز لكتاب الله ولمن حمله وأخذه بقوة ونفذ وسمع وأطاع.. فقط دون المعطلين والمسوفين.. ،
حيث يدينون بالتعبد للملك القدوس السلام دون سواه...
ولو قبلوا العمالة للصهاينة لما جرؤ جرو على المساس بهم ولزخرفت بيوتهم وسقفت بالفضة وأثثت بالرياش والسرر ..لكنهم حجر عثرة ويفضلون ما عند الله وما عند الله خير للأبرار..
كانت الثورات تهدم أسوار السجون، ولا تفتح بابها فقط، ثم تحاسب هي قضاتها وجلاديها...
مثل هذا التهجير بسيناء حيث رأيت الفطرة والإسلام والعروبة يجعل كل صهيوني جذلا طروبا يفرك يديه...
وألم التهجير وضرره للمناطق القبلية أشد بكثير من مصيبة تهجير مناطق أخرى بضواحي المدن مثلا، فهذه الأخيرة بالكاد يعرف سكان الشارع بعضهم فيها، ويركبون مواصلة لمكان وظيفة ما، وينتقلون من شقة لبيت لمنطقة بسهولة ويتطورون حياتيا نحو هذا، وليست لهم جذور عميقة جدا في الحي .. ولا ترتبط مصالحهم ولا مكانتهم واسمهم بمساحات أراضيهم حولهم وبمنطقتهم ومرابعهم..
ما يحدث من تهجير وحرق بداية تشبه أحداث وادي سوات عند مشرف الباكستاني ومن تلاه...
ولست متشائما، بل على العكس هو كشف للحقيقة التي لم يصدقها إلا قليل، وليس إنشاء وضع جديد…
وكشف الحقيقة وجلاؤها أفضل من الضبابية.. وإن كان مؤلما.. لكنه خير من التخدير والتضليل ..
هذا الاتباع للشيطان الرجيم والانصياع للغرب الملحد وهذا الاهتراء والظلام والكفران والجحود والشر والنكران واللامبالاة والكذب هو حقيقة حالنا ..
وسنة الله ماضية وستشرق الشمس بعز عزيز أو بذل ذليل… وكل ما يجري يشير إلى ابتلاء كبير قادم ، أكبر مما مضى للمنطقة كلها، يتلوه الخير العميم إن شاء الله لكل مخلص ساع ..
النقاش المهذب فقط يحتمل ويبني،
والجهول أمرنا بألا نخوض معه في لغوه، وأن نعرض عن سفاهته...:
" وأعرض عن الجاهلين"...
فمثل هذا كلما أفهمته خطأه تحامق، واخترع مماحكة جديدة ولف ودار ، لأنه معاند ومتحفز.. " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا "،
ومشكلته قلة الأدب لا قلة العلم...
والهلامية خطأ، والتحجر كذلك خطأ، وكلاهما قد ينشأ بحمق واستكبار وتعال، أو بسبب اتباع للعاطفة والهوى، الذي يلبس ثوب الغيرة والحرارة أحيانا، أو يلبس ثياب التسامح والحكمة والرسوخ أحيانا أخرى… " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله "
وقد ينشأ ضلال التسيب والذوبان أو التشدد والتحجر بسبب تقليد أعمى يلبس ثوب بصير..
ويقومون ساعتها بتسمية التقليد اتباعا ، وهو مجرد تقليد وترديد لفهم معين للنص، أو تقليد لتنزيله على الواقع، أو تصور باطل، جرى تزيينه بتلفيق الدليل انتقائيا… وبتطويع العلم لبرهنة وخدمة الاختيار والمقرر السابق.. ،
وقد يضل المرء بين الغلو والذوبان والإفراط والتفريط بسبب رفض للتزود من العلم أساسا عند مرحلة معينة، ووقف التزود من التقوى كذلك ،
واكتفاء المرء بعقله ودائرته ومصادره المختارة، وبما حصل من معرفة دون اجتهاد للتحصيل والتدبر والتوسع والتعمق..
ودون دأب للمزيد " رب زدني علما.. " ،
ودون تواضع وسجود تضرع طلبا للتوفيق للفهم وشرح الصدر وتنوير البصيرة…
"إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا".
صلى الله عليك..
هاجرت يا حبيبي وسيدي عابدا مقبلا ، عازما على استكمال الطريق رغم كل شيء..
هاجرت طائعا فاتحا متمما، غير مبتعد ولا نائيا بنفسك، بل متحيزا إلى فئة، ومتأهلا ومتأهبا للبناء والعودة للمستضعفين..
سرت يا سيد ولد آدم متألما، بأبي أنت وأمي، لكنك كنت مؤمنا واثقا، كنت ممتلئا بالسكينة والرجاء ،
خطوت في الدرب ومعك السراج، تسكب من نوره لصاحبك الصديق، تفيض للقلب بتذكرة المعية ، لكيلا يحزن،
نعم الصديق الصدوق الذي لم يتكرر مثله في الطريق.. ،
كنت حسن الظن بثالثكما الله عز وجل،
..الله أكبر.. الله أعلى وأجل.. الله أكبر كبيرا
حين ينظر المرء للدين ! وللدنيا من منظور مصلحته الشخصية تخرج التصورات كمفسدة كونية كبيرة، لابسة ثوب النصوص والنصائح والعناية…
تزيين اجتماع الضدين والنقيضين..
رأسمالية دينية!
ورأسمالية عاطفية!
وتقنية احترافية، لكن في حدود عالمها، الذي هو ثقب الباب وفجوة بين الكعب والنعل، لثلة ما…
ذاتية لكنها ذاتية الخدم والحشم المخلصين للشر ....
نقطة التقاء مناهج الامبراطوريات الوضعية ، طبقية وتعبيد، وتكييف وتأصيل للإخضاع، بلا استثناء وبلا حدود، وبلا قلوب وبلا روح.. أو ملة ،
تبيد الجميع لتتخم، وليرضع الذئب من الماشية، وتكفر كثمود وغيرها باسم التدين وإعطاء كل ذي حق حقه ...
وإذا اجتمع هؤلاء النفر الحثالة الجبناء شكلوا جهدا مؤسسيا منكفئا ! ينظر لجميع الزوايا من ثقب إبرة، ويفتي بكرش وحش لنخبه ، وللعامة بجفن مكسور لعبد يوناني، عاش يفلسف انتظار الفتات والرذاذ.
" وأعرض عن الجاهلين"
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
لابد أن هناك فسادا كبيرا جدا سيحدث لك ومنك وحولك وبسببك ومن بعدك ..كل هذا لو جاريت الجهول السفيه في مداورته ومحاورته شفهيا وكتابيا أو تابعت هواه في التنزل..
وإلا ما اختير هذا الإعراض عن الجاهلين اللجوجين وسط الصفات العظيمة للعابدين الصالحين في آيات شريفة وأحاديث كريمة...
وكأنه إذا من مقومات صلاح الدنيا والآخرة، وليس من أسباب راحة البال والتفرغ لجليل الأشغال فقط..
وليست المشقة في الكلام معهم محمودة مأجورا عليها..
قال تعالى:
" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون"
...قال صلى الله عليه وسلم:
" أنا زعِيم بِبيتِ في رَبَضِ الجنة ِ، لمن تركَ المِراء وإن كان مُحِقَّاً"
لو لم تعرض عن المراء حول الدين والدنيا مع هذا الصنف فأنت الملوم, فلست مأمورا بمماراته بل بالإعراض عنه..،
سيغرقك في الماء والطين بدون أدب الحديث......
لو سايرت محاورا عقيما -لكنه ولود في السفسطة -بعقل ناقص وعلم قاصر وأدب غائب، مع لف ودوران دائبين دائمين فأنت الملوم،
لو ناقشته كالساقية الجافة في رؤيته الانتقائية أو في تصوره العاجز، بسبب خلل في مركزي الفهم والإبصار معا- قال تعالى: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة.." .. - فأنت الملوم..
روى ابن أبي حاتم أن
"سالم بن عبد الله بن عمر مر على عير لأهل الشام وفيها جرس ،
فقال : إن هذا منهي عنه ،
فقالوا : نحن أعلم بهذا منك ، إنما يكره الجلجل الكبير ، فأما مثل هذا فلا بأس به . فسكت سالم وقال :
( وأعرض عن الجاهلين ) "
التمادي معه حال المكابرة منه عن الإقرار بذلك القصور في علمه جناية - "قال صلى الله عليه وسلم : إنما شفاء العي السؤال" -
وهذا لا يتداوى من مرضه في حالة استنكافه عن الطلب والبحث والسؤال،
واستكباره عن السعي للتعلم والإدراك والتوسع، لرفع الجهل المركب وعلاج نصف العلم ونصف فهم المفردات الأساسية،
قال شيخ الإسلام :
"يفسد الدنيا نصف طبيب ونصف عالم"..
بمعنى أن " نصف الرمز يمثل الجهل المركب، الذي يظن صاحبه أنه العلامة الفاهم الألمعي الملهم الواعي ... ويغر نفسه ومن خلفه ويقدمهم ليغرق ويغرقهم معه في اليم بكل حماسة"
لو حاولت أن تصحح له بالجدل في مقام الإعراض أو المسايفة غشاوة إدراكه وأحاسيسه المطبوع عليها قلبيا- " وقالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم"-،
أو حاولت أن تعدل له حالة الرؤية بنصف عين ونظارة صفيقة " واستغشوا ثيابهم .." أو حالة السماع بوقر صناعي في الأذن "وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون" .. فأنت الملوم..
" سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين"
هذا يتلقى أصلا نصف الحقيقة الظاهرة عجزا أو تعمدا ،
ثم يدرك ويفهم ويستوعب من معطيات الصورة- الناقصة- ربعها ،
وينطق أحيانا بعكس ما يريد قوله لخلل في لغته ...
" وأعرض عن الجاهلين"
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
لابد أن هناك فسادا كبيرا جدا سيحدث لك ومنك وحولك وبسببك ومن بعدك ..كل هذا لو جاريت الجهول السفيه في مداورته ومحاورته شفهيا وكتابيا أو تابعت هواه في التنزل..
وإلا ما اختير هذا الإعراض عن الجاهلين اللجوجين وسط الصفات العظيمة للعابدين الصالحين في آيات شريفة وأحاديث كريمة...
وكأنه إذا من مقومات صلاح الدنيا والآخرة، وليس من أسباب راحة البال والتفرغ لجليل الأشغال فقط..
وليست المشقة في الكلام معهم محمودة مأجورا عليها..
قال تعالى:
" ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون"
...قال صلى الله عليه وسلم:
" أنا زعِيم بِبيتِ في رَبَضِ الجنة ِ، لمن تركَ المِراء وإن كان مُحِقَّاً"
لو لم تعرض عن المراء حول الدين والدنيا مع هذا الصنف فأنت الملوم, فلست مأمورا بمماراته بل بالإعراض عنه..،
سيغرقك في الماء والطين بدون أدب الحديث......
لو سايرت محاورا عقيما -لكنه ولود في السفسطة -بعقل ناقص وعلم قاصر وأدب غائب، مع لف ودوران دائبين دائمين فأنت الملوم،
لو ناقشته كالساقية الجافة في رؤيته الانتقائية أو في تصوره العاجز، بسبب خلل في مركزي الفهم والإبصار معا- قال تعالى: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة.." .. - فأنت الملوم..
روى ابن أبي حاتم أن
"سالم بن عبد الله بن عمر مر على عير لأهل الشام وفيها جرس ،
فقال : إن هذا منهي عنه ،
فقالوا : نحن أعلم بهذا منك ، إنما يكره الجلجل الكبير ، فأما مثل هذا فلا بأس به . فسكت سالم وقال :
( وأعرض عن الجاهلين ) "
التمادي معه حال المكابرة منه عن الإقرار بذلك القصور في علمه جناية - "قال صلى الله عليه وسلم : إنما شفاء العي السؤال" -
وهذا لا يتداوى من مرضه في حالة استنكافه عن الطلب والبحث والسؤال،
واستكباره عن السعي للتعلم والإدراك والتوسع، لرفع الجهل المركب وعلاج نصف العلم ونصف فهم المفردات الأساسية،
قال شيخ الإسلام :
"يفسد الدنيا نصف طبيب ونصف عالم"..
بمعنى أن " نصف الرمز يمثل الجهل المركب، الذي يظن صاحبه أنه العلامة الفاهم الألمعي الملهم الواعي ... ويغر نفسه ومن خلفه ويقدمهم ليغرق ويغرقهم معه في اليم بكل حماسة"
لو حاولت أن تصحح له بالجدل في مقام الإعراض أو المسايفة غشاوة إدراكه وأحاسيسه المطبوع عليها قلبيا- " وقالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم"-،
أو حاولت أن تعدل له حالة الرؤية بنصف عين ونظارة صفيقة " واستغشوا ثيابهم .." أو حالة السماع بوقر صناعي في الأذن "وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون" .. فأنت الملوم..
" سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين"
هذا يتلقى أصلا نصف الحقيقة الظاهرة عجزا أو تعمدا ،
ثم يدرك ويفهم ويستوعب من معطيات الصورة- الناقصة- ربعها ،
وينطق أحيانا بعكس ما يريد قوله لخلل في لغته ...
حسم مناط نزول العذاب في الدنيا واستحقاق العذاب في الآخرة ليس من هذا الأصل الفطري، والبحث فيه لتنزيله على الأعيان ليس له أولوية في حياة المسلم، إلا إشفاقا على نفسه وعلى الناس،
الاصطلاح دوما مجرد كشاف للتبويب والتيسير وليس لإنشاء أحكام اجتهادية بلا شك ،
فالمفهوم للاصطلاح المقبول كأصل، هو دوما مفهوم صحيح صريح ولكن التعبير عنه باسم تعريفي اصطلاحي هو الاجتهاد ، وليس مضمونه هو الاجتهاد. . ولو جهل أحد الاصطلاح فلا يضره .
الفارق بين المخالف من صنف الباحثين المتواضعين، وبين المعتد بذاته المريض قلبه،
أن الأخير عند الاختلاف لا يبحث تحريا بل ترصدا،
ولا يتقصى الموتور المغتر بعلمه الأمر من جميع الجوانب والأطراف الواقعية والعلمية الشاملة للمذاهب المعتمدة والمظان ، بل ينتقي ويجور في تقديم المسألة ،
ولا حتى يتوجه هذا المتكبر بسؤال: هل هذه الضوابط مرعية ومتحققة وواجبة على كل أحد! بل يفترض الأسوأ، ويفترض الجهل والتخلف في سواه، وأنه وحده من تعلم المسألة أو اطلع عليها ..
ثم لا يقول كلمة الغرور القديمة: غير جائز عندي! كما قال أسلافه، الذين ليس لهم عند.. بل وصل إلى مرحلة : لا أقبل.. ولا يعجبني...
من يستخفون بقلة الحياء، وتراهم مبتذلين بلا حشمة ولا مروءة:
قال الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: "..والحياء شعبة من الإيمان.." :
"( والحياء ) .. خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ...
ولهذا جاء في الحديث الآخر: الحياء خير كله .
فإن قيل : الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الإيمان؟
أجيب بأنه قد يكون غريزة وقد يكون تخلقا، ولكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية ، فهو من الإيمان لهذا ،
ولكونه باعثا على فعل الطاعة وحاجزا عن فعل المعصية،
ولا يقال : رب حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير ; لأن ذاك ليس شرعيا ،
فإن قيل : لم أفرده بالذكر هنا ؟ أجيب بأنه كالداعي إلى باقي الشعب ، إذ الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر ، والله الموفق ."
انتهى، من فتح الباري شرح صحيح البخاري.
الذين يوقد التنور تحتهم وحولهم، لهم.. ،وهم ماضون في حياتهم اليومية:
قال الشاعر:
"نامي تَصِحّي ! نِعْمَ نَوْمُ ..... المرءِ في الكُرَبِ الجِسَامِ!
نامي على حُمَةِ القَنَا ..... نامي على حَدِّ الحُسَام
نامي إلى يَوْمِ النشورِ ..... ويومَ يُؤْذَنُ بالقِيَامِ
نامي على المستنقعاتِ ..... تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِساحَ ..... مُبَلَّطَاتٍ بالرُّخَامِ"
الذين يوقد التنور تحتهم وحولهم، لهم.. ،وهم ماضون في حياتهم اليومية:
قال الشاعر:
"نامي تَصِحّي ! نِعْمَ نَوْمُ ..... المرءِ في الكُرَبِ الجِسَامِ!
نامي على حُمَةِ القَنَا ..... نامي على حَدِّ الحُسَام
نامي إلى يَوْمِ النشورِ ..... ويومَ يُؤْذَنُ بالقِيَامِ
نامي على المستنقعاتِ ..... تَمُوجُ باللُّجَج ِ الطَّوامِي
وَتَرَيْ زرائِبَكِ الفِساحَ ..... مُبَلَّطَاتٍ بالرُّخَامِ"
"… فمن أطاع نبيه كان من المهتدين، ومن عصى نبيه كان من الضالين"..
صلى الله على النبي وسلم…
هذه الجملة الواضحة الوجيزة العظيمة هي خاتمة حديث شريف، رواه الإمام ابن خزيمة-إمام الأئمة- في كتاب التوحيد وصححه، وكذا حسن أحد طرقه غيره من المحدثين، وأثنى على جلالة معانيه وألفاظه وكونها تليق بمشكاة النبوة ابن القيم رحمة الله عليه، وله طريق متصلة ثابتة ..
"… فمن أطاع نبيه كان من المهتدين ومن عصى نبيه كان من الضالين"
خاتمة ونهاية هي العنوان والبداية.. والحقيقة..
لقد امتهنوا مصطلحات الوعي والعلم، والتحليل والبحث، والحكمة والأناة بشكل غير مسبوق ...
"جل" المسلمات والثوابت المعرفية يحولونها إلى لافتات سطحية، ضحلة المضمون، ومطاطة الدلالة لصالحهم..
الصواب هو تصحيح المفاهيم وتصحيح الألفاظ والمفردات والأسماء ،
وبناء طريقة التلقي الصحيحة ، جنبا إلى جنب مع كل "الأوليات" بدل هستيريا التناقل والتقافز بين المواقف.
أول الغيث قطر ثم ينهمر...كل منا وممن سبقونا يبذر ويغرس فسيلته في أصل أو حواف موضوع التعريب، ويرد على المعترضين، أو يقدم نموذجا ولبنة… وبتراكم الجهود نتعلم ..
دوما هناك مراحل ومحاولات للنهوض ولكسر الانهزام الحضاري، والأعمال الجليلة قد تبدأ بجهود فردية ، وتعد بمثابة الإحماء ، فهناك مرحلة حاسمة سيتحتم فيها الاختيار بين الانحدار والذوبان والمسخ ثقافيا وعلميا وبين الإبداع بمكوناتك وهويتك..وساعتها سيكون أرشيف الجهود ذا قيمة نفيسة.. حيث سيدخل في إطار إصلاحي ضخم لكل المنظومة