الأربعاء، 17 سبتمبر 2014


"كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل**
نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل

فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ **
  وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ

يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه  **
   وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه

فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها  **
  وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها

وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ   **
   اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ

وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ  **
  فَقِف فَمشيي كُلُّهُ عَقيمُ

فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي    **
عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ

قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى **
  أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا

لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ   **
لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي

فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا   **
فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا"

أحمد شوقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق