الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

يتنصل بعض الناس كل ساعة تقريبا من التهمة النمطية الموجهة لكل إسلامي.. أنت متطرف إرهابي ظلامي غالي…

ويهربون للخلف من سيف الترهيب الفكري، قائلين لسنا متطرفين ولا غلاة… في سياق تصنيف غيرهم بذلك وتقديمه للأكل والتشويه…

وربما يسبون غيرهم وينعتونه بكل الشرور ، ليظهروا هم كمقبولين للرأي العام، في حالة قلق وتوسل وحنق وتقليد وتكرار : 

"لست إرهابيا لست غاليا ولا خارجيا.."

ويتبرؤون مع كل نفس من مضمون هلامي لمصطلح الإرهاب! ،
وهو مصطلح غير متفق على تحديده، مصطلح مطاط ومتقلب وغير موضوعي في سياقه العصري، لا فكرا ولا فعلا ولا قولا.. لعبة.. أداة..

  ويظل بعضهم يتنصل من كل تصرف وكل شخص وكيان يصنفه الرأي العام داخل محيطه أو يصنفه الإعلام أو العوام كذلك كأنه نموذج إرهاب أو غلو ، وهذا التصنيف لا يقل عن التكفير والاتهام بالعمالة وأن فلانا صنيعة غربية…
فهو وصف تطلقه أو تكرره فيستبيح الشخص المتهم به ،
بصفته حصل على ختم أنه من كلاب النار وشر البشر وووو…

ويقابله تصنيف غربي بأنه يشكل خطورة ويمكن قصفه،  ويقصفون معه كل تجمع بشري حوله أو كل تجمع بشري يشتبه أنه بداخله فيموت من يموت وتقطع أطراف البقية وتهدم البيوت ويعتقل البقية ليعذبوا… سواء كان فرحا أو جنازة أو بيتا أو مارة بالطريق….

تصنيف بدون اعتبار دقيق لأي ملة أو عقل أو خلق أو قيمة..

وحتى دون مصلحة… .حيث لكل فعل رد فعل ..وهو هنا رد أشد،  طبعا.. فهو ميت ميت…

تصنيف نمطي وبشكل بهيمي وحيواني يحل دم وحقوق كل من يوصف ويوصم به،  بدون أي شرع محكم أو معايير مستقيمة، وبالانحياز لمجموعة يعتبرونهم علماء يمتلكون الخط الفاصل بين الغلو والاعتدال … وبرغم أنهم ذاقوا مرارة التعسف واتهموا بالإرهاب حينا،  معنويا وماديا،  وانتهكت حيواتهم وحرقوا وأوذوا… إلا أنهم يظلمون به غيرهم…

فبدون ضبط المصطلح يتم التعامل به للشحاذة والتملق والتطهر !  ، فيتنصل بعضهم من كلمة الغلو ومن كل تصرف يصنفه الإعلام والعوام كذاك.. ويزايد على غيره.. ويبالغ لو وجد فرصة وخطأ منه فيستغله لوصم غيره ليتطهر بالطعن فيه ، بشكل هستيري ومتوتر وغير حقيقي ، في حالة  هزيمة نفسية واضحة،

  في حين أن الكيانات والجماعات ،  ممن هم دونه وأقرب للذوبان بحجة السياسة والدعوة،  وممن هم دونه ويعتزلون الصراعات ليشفع لهم ذلك التصوف في البقاء، وممن هم مع إبعاد الدين اسما ومسمى  كلهم  يصنفونه غاليا وإرهابيا، حتى لو وضع المساحيق كلها وغنى معهم ولعن معهم، وسيأكلونه أو يهضمون حقه مهما ابتسموا له الآن وهو يعاونهم على غيره، فسيفرغون له..

وبالمثل، فكل صاحب فكر يمكنه الطعن بمن شدد عنه وبأنه هو من يحمل عصارات النخب العلمية التي يقلدها...

وهذه الفوضى تنزل إلى الواقع كشحناء نفسية تمنع التفاهم بين الأقربين، علميا أو حتى عمليا، وتحجب عنهم الخير ويقتات عليها الآخر..

وهذه نصيحة للمكاشفة والحوار العلني، وليس في دورات مغلقة ، فهي لتصحيح وضبط استعمال اللغة ، وليست لمنع المواقف الثابتة وتحديد المناهج والاصطلاحات، بل لترشيدها أو الوصول إلى ميثاق تفاهم حول تبعاتها ومقتضياتها... وليست لفتح الحوار الآن ..بل للتمهيد له.. ويتبع بتمهيد تال إن شاء الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق