الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014

من الأمراض التي أوصلت بعضنا لتبرير وتجميل كل كارثة دينية ودنيوية يرتكبونها،
والتي أوصلتهم للاعتذار بالباطل ومقدما عن كل خاطئ مجرم، أو التبرير تلقائيا بمجرد حدوث النكبة والخيانة والمصيبة منه، وقبل مرور ساعة واحدة!   بل ومجاملته ومدح حكمته!… وهم قبلها كانوا يقولون لن تحدث ، ويستحيل، ولا تقلقوا وكل شيء تمام ومحسوب، ويخونون الناصحين:

** 1- جعل المقارنة بين السيء والأسوأ أمرا حتميا لازما عليهم وعلينا! 

كأنه المعيار الأول والأوحد للمواقف...
وكأنه لا موازين سواه ولا موازين قبله نقيس بها خياراتنا …

** 2-  ووزن السيء والأسوأ بمكاييل الأرض المادية فقط، وبنظارة المهزوم مقدما…

ووزن المكاسب والغايات بحسابات الأنفس والمقدرات فقط!   لا حسابات العقيدة والإيمان،  ولا حسابات الرسالة ولا المبادئ والقيم والقضية والأصول الخالدة  .. فلم نصل لأصحاب الفكر الأرضيين.. وجعلنا كل تضحية حماقة وتهورا واستدراجا.. حتى سلمنا كل ما نخشى عليه طواعية.. ديننا وحريمنا وبلادنا..


** 3-  وإعلاء معاني تماسك المجتمع ومفهون الوطن والدولة بالمفهوم العلماني اللاديني أو الصوفي الوحدوي الحلولي  على حساب العقيدة الصحيحة والملة الحنيفية والمنهاج،  بل وحتى على حساب الحقوق والحريات والكرامة بالمعايير الأممية ، وعلى حساب العدل في توزيع السلطات بين الانتماءات ،

فينشأ احتلال داخلي،  ومسخ للهوية بيد أقليات وجماعات مرتزقة وظيفية  ..

** 4-  والنظر بقطرية ضيقة بلهاء، النظر بمناطقية وعصبية حدودية استعمارية غبية،  ورفض نفسي مسبق لحديث من هو خارج ما يسمى بالقطر عن شؤونه، لو خالفنا…

..5-  ورفض مسبق للانتقاد عموما.. الحماقة لا تفي هذا وصفا.. والذلة لا تعبر عنه حقيقة..

** ومن ثم تقديس فكرة دراية أهل الداخل!  كأن أهل مكة أدرى بشعابها آية قرآنية جامعة مانعة محكمة مفصلة مطلقة! 

حيث يتم تقديس فكرة دراية أهل مكة بشعابها كأنها نظرية مطلقة مطردة،  وهو خطأ طبعا،  فمن بالخارج قد يرى أحيانا سياقا عالميا لا تراه، فينصحك.. وقد يكون أخبر وأعلم وأعقل وأليق نفسا بالتحليل والفهم والريادة.. وكلها حواجز لم تسق لذاتها.. بل للكم المعرفي.. وليس حكرا على مرتع!  فقد يتحصل بأي سبيل..

وقد يأتيك من بالخارج، وأنت أدرى!   ليحتل شعابك ويفتتك ويفتنك بخبرات بحالك تتفوق عليك… فتركع ولا تعترض.. بل تتحالف معه!! "

وهذه التربية الفاشلة والتشوه الثقافي مما يؤصل لرفض النقد ولانغلاق وتقوقع وخداع للذات، وحصر لمصادر النصح والتقييم على أهل الجماعة، وهو ما يخالف هدي السيرة وبيان الشرع وثوابت العقل،  ويخالف نماذج الأمم الناجحة،  ويؤدي لإهدار مفهوم التناصح والشورى ، ليصير شأنا هزليا يتباحث فيه سكان فنجان بما يحسنون وكما يريدون أن يسمعوا،

6- ويتلاشى مبدأ تقديم الكفاءة والتخصص،  ومبدأ تقديم الإبداع والنبوغ تجاوزا للسن وللهويات الأرضية ولقدم وسبق الانتماء.

وهذا تطبيق لضلالة توثيق أهل الأسبقية وأهل التبعية والأقدمية والطواعية جملة،  وتقديسهم وتقديمهم للتصدر بإطلاق،  بأقدميتهم لا بمقامهم الكامل ولا بكفاءتهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق