الجمعة، 5 سبتمبر 2014

التعود على الصبر العام والخاص، والكلي واليومي،
وعلى خشونة وبساطة الدنيا، وإدراك تفاهة طلبها وطلابها،
وعدم التكالب عليها،
وعدم كون الزمن مشكلة, ولا عامل ضغط،
والارتباط بالقرآن لتصحيح المسار، يقينا بأن به الحقيقة الكاملة، وأن المعتصم بهذا الكتاب حقا إنما هو في معية من بيده بقية الطريق للأبد، سبحانه وتعالى..
فلا نأسى على فوات شيء ولا نبخع أنفسنا إن استمر كفران ونكران وجحود هؤلاء وعنادهم… ،
فالشفقة رحمة بهم ولهم، وخير لهم هم ولأنفسهم, ونظافة لهم وعاقبة تنجيهم أو هو عذاب مقيم,
" فلا تأس على القوم الفاسقين"...
" فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ..."

"يقول تعالى مسليا رسوله صلى الله عليه وسلم في حزنه على المشركين ، لتركهم الإيمان وبعدهم عنه ، كما قال تعالى :
( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) [ فاطر : 8 ] ، وقال ( ولا تحزن عليهم )
أي : لا تأسف عليهم ، بل أبلغهم رسالة الله ، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضل فإنما يضل عليها ، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات .

ثم أخبر تعالى أنه جعل الدنيا دارا فانية مزينة بزينة زائلة . وإنما جعلها دار اختبار لا دار قرار ، فقال :
( إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا ) .
قال محمد بن إسحاق : ( وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا ) يعني الأرض ، إن ما عليها لفان وبائد ، وإن المرجع لإلى الله فلا تأس ولا يحزنك ما تسمع وترى . "

إنما يبلغ العبد ويؤدي ويبذل ابتغاء مرضاة الله جل شأنه، ورجاء قبوله هو بكرمه، ويعمل إعذارا إليه سبحانه، وسلوكا للسبيل الميسر الذي خلق له هو.. سعيا واستفراغا للوسع في هداية قلبه هو قبل قلوبهم ومعها، وأملا في نفحات الغني له ولهم، بلا قنوط...وحتى علاجه بالكي فهو لاستنقاذ الكل من فساد الجزء، وكل أنفاس الطريق يسلكها أخذا بالأسباب واستجلابا للرحمات..  والأمر مقضي...
"..والظالمين أعد لهم عذابا أليما"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق