الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014
" وَقَالَ أَصْحَابُ هَذَا الشِّرْكِ لِآلِهَتِهِمْ وَقَدْ جَمَعَهُمُ الْجَحِيمُ :
" تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ"
[ سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 97 - 98 ] .
وَمَعْلُومٌ أَنَّهُمْ مَا سَوَّوْهُمْ بِهِ سُبْحَانَهُ فِي الْخَلْقِ ، وَالرِّزْقِ ، وَالْإِمَاتَةِ ، وَالْإِحْيَاءِ ، وَالْمُلْكِ ، وَالْقُدْرَةِ ، وَإِنَّمَا سَوَّوْهُمْ بِهِ فِي الْحُبِّ ، وَالتَّأَلُّهِ ، وَالْخُضُوعِ لَهُمْ وَالتَّذَلُّلِ"
… انتهى، من الجواب الكافي
الأحد، 28 سبتمبر 2014
"أي ماء لحر وجهك يبقى ... بين ذل الهوى وذل السؤال؟"
السبت، 27 سبتمبر 2014
دروس الذكر والذكرى ..
كل وقفة عدة عبر ومعالم ، لنتغير ونغير:
الأضحى:
"وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99)
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100)
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103)
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105)
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين"
الجمعة، 26 سبتمبر 2014
الخميس، 25 سبتمبر 2014
الأربعاء، 24 سبتمبر 2014
مهما تمادى المفترون فمصيرهم معلوم،
وأثق بعدل الله وآياته فيهم، ليس في الآخرة فقط، بل في الدنيا كذلك..
عدل الله قادم
ويحل العقاب من السماء بكل من امتلأ كيسه وأخذ فرصته وبعدها مهلته..
يحيق بالفرد.. وبالمجموع ..وبالشخصية الاعتبارية! وبالكيان..
ويحل ولو بأثر الفرد وذكره وعقبه،
رأينا ذلك، ونراه، ونثق فيه يقينا ..وعد الله ، لا يخلف الله وعده.
الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014
من الأمراض التي أوصلت بعضنا لتبرير وتجميل كل كارثة دينية ودنيوية يرتكبونها،
والتي أوصلتهم للاعتذار بالباطل ومقدما عن كل خاطئ مجرم، أو التبرير تلقائيا بمجرد حدوث النكبة والخيانة والمصيبة منه، وقبل مرور ساعة واحدة! بل ومجاملته ومدح حكمته!… وهم قبلها كانوا يقولون لن تحدث ، ويستحيل، ولا تقلقوا وكل شيء تمام ومحسوب، ويخونون الناصحين:
** 1- جعل المقارنة بين السيء والأسوأ أمرا حتميا لازما عليهم وعلينا!
كأنه المعيار الأول والأوحد للمواقف...
وكأنه لا موازين سواه ولا موازين قبله نقيس بها خياراتنا …
** 2- ووزن السيء والأسوأ بمكاييل الأرض المادية فقط، وبنظارة المهزوم مقدما…
ووزن المكاسب والغايات بحسابات الأنفس والمقدرات فقط! لا حسابات العقيدة والإيمان، ولا حسابات الرسالة ولا المبادئ والقيم والقضية والأصول الخالدة .. فلم نصل لأصحاب الفكر الأرضيين.. وجعلنا كل تضحية حماقة وتهورا واستدراجا.. حتى سلمنا كل ما نخشى عليه طواعية.. ديننا وحريمنا وبلادنا..
** 3- وإعلاء معاني تماسك المجتمع ومفهون الوطن والدولة بالمفهوم العلماني اللاديني أو الصوفي الوحدوي الحلولي على حساب العقيدة الصحيحة والملة الحنيفية والمنهاج، بل وحتى على حساب الحقوق والحريات والكرامة بالمعايير الأممية ، وعلى حساب العدل في توزيع السلطات بين الانتماءات ،
فينشأ احتلال داخلي، ومسخ للهوية بيد أقليات وجماعات مرتزقة وظيفية ..
** 4- والنظر بقطرية ضيقة بلهاء، النظر بمناطقية وعصبية حدودية استعمارية غبية، ورفض نفسي مسبق لحديث من هو خارج ما يسمى بالقطر عن شؤونه، لو خالفنا…
..5- ورفض مسبق للانتقاد عموما.. الحماقة لا تفي هذا وصفا.. والذلة لا تعبر عنه حقيقة..
** ومن ثم تقديس فكرة دراية أهل الداخل! كأن أهل مكة أدرى بشعابها آية قرآنية جامعة مانعة محكمة مفصلة مطلقة!
حيث يتم تقديس فكرة دراية أهل مكة بشعابها كأنها نظرية مطلقة مطردة، وهو خطأ طبعا، فمن بالخارج قد يرى أحيانا سياقا عالميا لا تراه، فينصحك.. وقد يكون أخبر وأعلم وأعقل وأليق نفسا بالتحليل والفهم والريادة.. وكلها حواجز لم تسق لذاتها.. بل للكم المعرفي.. وليس حكرا على مرتع! فقد يتحصل بأي سبيل..
وقد يأتيك من بالخارج، وأنت أدرى! ليحتل شعابك ويفتتك ويفتنك بخبرات بحالك تتفوق عليك… فتركع ولا تعترض.. بل تتحالف معه!! "
وهذه التربية الفاشلة والتشوه الثقافي مما يؤصل لرفض النقد ولانغلاق وتقوقع وخداع للذات، وحصر لمصادر النصح والتقييم على أهل الجماعة، وهو ما يخالف هدي السيرة وبيان الشرع وثوابت العقل، ويخالف نماذج الأمم الناجحة، ويؤدي لإهدار مفهوم التناصح والشورى ، ليصير شأنا هزليا يتباحث فيه سكان فنجان بما يحسنون وكما يريدون أن يسمعوا،
6- ويتلاشى مبدأ تقديم الكفاءة والتخصص، ومبدأ تقديم الإبداع والنبوغ تجاوزا للسن وللهويات الأرضية ولقدم وسبق الانتماء.
وهذا تطبيق لضلالة توثيق أهل الأسبقية وأهل التبعية والأقدمية والطواعية جملة، وتقديسهم وتقديمهم للتصدر بإطلاق، بأقدميتهم لا بمقامهم الكامل ولا بكفاءتهم .
"كان له – صلى الله عليه وسلم - تسعة أسياف :
" مأثور "
وهو أول سيف ملكه ، ورثه من أبيه ،
و " العضب "
و " ذو الفقار " - بكسر الفاء وبفتح الفاء - وكان لا يكاد يفارقه ،
وكانت قائمته ، وقبيعته ، وحلقته ، وذؤابته ، وبكراته ، ونعله من فضة ،
و " القلعي "
و " البتار "
و " الحتف "
و " الرسوب "
و " المخذم "
و " القضيب "
وكان نعل سيفه فضة ، وما بين ذلك حلق فضة . "
.. زاد المعاد..
الاثنين، 22 سبتمبر 2014
----
في أول الطريق ينحني..
ويقول لا تقلقوا!
في وسط الطريق ينثني..
ويقول لا تقلقوا..!
يلقي بالزاد، ويقول : لا تقلقوا..!
ينزل الراية ويقول لا تقلقوا!
يلبس القبعة ويقول لا تقلقوا
يحاول أن يتنكر فيتغير ..يخدع نفسه بدل أن يخادع خصمه..
يلون لسانه! فيرد بلكنة ملوية.. لا فائدة..
يخفف من لون جلده..
يغير عقله..يغير قلبه..
يبدل بهدوء مرجعيته المعرفية وثوابته العلمية..باستثناء الغلاف..
يغير هويته الذاتية..لتتحول إلى وظيفية وحدوية حلولية..
يحرف نوع انتمائه العقدي، ويحرف حتى طبع التجمع الإيماني وحسابات أصحاب القضية وحملة الرسالة..فيخرج من قائمة كيانات المقاومات ودعاة الملل والإحياء وري الجذور، ويحول كل شيء لتجمع نفعي داخل المصيدة..ليحتكم لأبعاد مساحة الفخ المسموح للفئران بالتجول فيه..
يلقي بالزاد، ويقول : لا تقلقوا..!
ينزل الراية ويقول لا تقلقوا..!
يلبس القبعة ويقول لا تقلقوا.. !
عند مفترق الطريق يخالف الاتجاه الصحيح الذي ينصحه به الجميع ويقول لا تقلقوا… !
يضرب بنصح الجميع عرض الحائط،
ويبدد كل فرصة وتصرف صحيح، ويقول لا تقلقوا.. !
قبل السقوط يقول كل شيء مدروس! وحساباتي تقول أننا لن نسقط ولدي في جعبتي ثعابين أليفة! ستحميني.. إنما أوصل هؤلاء لحافة الهاوية لأكشفهم..لا تقلقوا.. !
بعد السقوط يقول كنت أعلم! ولدي بعد نظر ..وهم الآن يعانون من
تصدرهم.. كما عانوا لنصف قرن !وألقاكم بعد نصفه الآخر فلا تقلقوا..
استمراره بحاله جريمة أشد من كل ما جرى..
الأحد، 21 سبتمبر 2014
بكل أسف هي عاقبة عدم الحسم عقديا وعمليا تظهر مجددا باليمن،
وهذه نتيجة عدم التبرؤ من المناهج الوضعية الوضيعة والحبائل الأممية والإقليمية بخرائط طرقها المسمومة، وتبعة عدم تصحيح المسار المنحرف شرعا ولا إسقاط الرايات المدخولة ونبذ الضالين والمتواطئين المفرطين وخاتمة تسويف التأسيس والهيكلة والتطهير استثقالا لثمنها وتشربا لعجل الوطنيات والديمقراطيات والتمييع، وترك المتصدرين الفشلة الذين يتنصلون من مسؤولياتهم بعد خراب الديار وطعن الظهور وتضييع الزخم، وهذه النار يراد لها تأخذ الجنوب لينقسم بعدن كما كان من قبل.. فالفرص يتم اهتبالها.. وتصحيح المسار لاحقا كلفته أعلى والله المستعان
السبت، 20 سبتمبر 2014
"لقد صح أن الضعف ذل لأهله **** وان على الأرض القوي مسيطر….
وأن اقتحام الهول أقصر مسلك **** إلى المجد إلا أنه متوعر
… هي الحرب تعلي أمة فتزيدها **** نشاطا , وتشقي أمة وتؤخر…
ولا حكم إلا للأسنة والظبى **** وللنار, فهي اليوم تنهى وتأمر…
وشتان بين الجند قد هب زاحفا **** وجند تولى وهو بالخزي يعثر..
وما هذه في الدهر أول مرة **** رأى الحق فيها الظالمون فأنكروا"
الجمعة، 19 سبتمبر 2014
الخميس، 18 سبتمبر 2014
بداية لا أنتصف لأخطاء أحد ، والضلال دركات ...
لكن :
هناك بيانات تخالفك في دينك وفيما تؤمن به وفي طريقك وبرامجك خلاف تضاد، لكنها لا تطعنك أبدا في ظهرك بخنجر الأعادي المسموم!
ولا تقتات على أكل لحمك دوما لكسب نقاط وفتات يلقى .. فهي تراعي شرف الخصومة بلا غدر ولا خيانة ولا نذالة. لا تستغل أخطاءك "بفرض" ولا تنتهز فرصة عكارة المياه واللعب على ازدواجية الاصطلاحات لتصطاد فرصة تهتبلها.. والنوع القبيح من البيانات والمواقف والتوجهات الطفيلية هو الذي يزيد سوء مضمون البيانات سوادا… وهو الفارق بين الضلال مع بعض العدل والشرف وبين الضلال المصحوب بانحطاط ومظالم للأضعف تقربا للأقوى وتدليسا على الأجهل..
الأربعاء، 17 سبتمبر 2014
" ثم هو بعد ذلك رخاء مؤوف، تأكله آفات الاختلال الاجتماعي والانحدار الأخلاقي، أو الظلم والبغي وإهدار كرامة الإنسان..
وأمامنا الآن دولتان كبيرتان موسع عليهما في الرزق، ممكن لهما في الأرض. إحداهما رأسمالية والأخرى شيوعية.
وفي الأولى يهبط المستوي الأخلاقي إلى الدرك الأسفل من الحيوانية، ويهبط تصور الحياة إلى الدرك الأسفل كذلك فيقوم كله على الدولار!! وفي الثانية تهدر قيمة «الإنسان» إلى درجة دون الرقيق وتسود الجاسوسية ويعيش الناس في وجل دائم من المذابح المتوالية ويبيت كل إنسان وهو لا يضمن أنه سيصبح ورأسه بين كتفيه لا يطيح في تهمة تحاك في الظلام! وليست هذه أو تلك حياة إنسانية توسم بالرخاء!"… الظلال..
"كانَ لِبَعضِهِم حِمارٌ وَجَمَل**
نالَهُما يَوماً مِنَ الرِقِّ مَلَل
فَاِنتَظَرا بَشائِرَ الظَلماءِ **
وَاِنطَلَقا مَعاً إِلى البَيداءِ
يَجتَلِيانِ طَلعَةَ الحُرِّيَّه **
وَيَنشِقانِ ريحَها الزَكِيَّه
فَاِتَّفَقا أَن يَقضِيا العُمرَ بِها **
وَاِرتَضَيا بِمائِها وَعُشبِها
وَبَعدَ لَيلَةٍ مِنَ المَسيرِ **
اِلتَفَتَ الحِمارُ لِلبَعيرِ
وَقالَ كَربٌ يا أَخي عَظيمُ **
فَقِف فَمشيي كُلُّهُ عَقيمُ
فَقالَ سَل فِداكَ أُمّي وَأَبي **
عَسى تَنالُ بي جَليلَ المَطلَبِ
قالَ اِنطَلِق مَعي لِإِدراكِ المُنى **
أَو اِنتَظِر صاحِبَكَ الحُرَّ هُنا
لا بُدَّ لي مِن عَودَةٍ لِلبَلَدِ **
لِأَنَّني تَرَكتُ فيهِ مِقوَدي
فَقالَ سِر وَاِلزَم أَخاكَ الوَتِدا **
فَإِنَّما خُلِقتَ كَي تُقَيَّدا"
أحمد شوقي.
الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014
هو في حد بيناجي تضرعا وخفية كأنه سيرزق شهادة داخل الفيسبوك نفسه مثلا وهو بيكتب أو بطريقة ديجيتال أو بتطبيق وحدث ...لابد من التوازن.. هذا لا صلة له بإبداء الخير ليعلمه الخلق فالمبالغة والتركيز والتصنع تنحرف بالقلب والقلم ..وتحترف بضم التاء .. ولا صلة لهذا بالبذل بالقلم لمن رفع عنه حرج غيره وعاقبته.. التهافت يهين العرض والقضية.. هناك شيء اسمه الورع الكاذب ذكره السلف.. أحذر نفسي وأحبتي منه..
المعني هنا :
من يمتهن الديباجة بشكل استعراضي، ومن يهين المطلوب ويسطح الطلب ويختزله بكلامه وسياقه ، ويحترف التكرار كأنه فولكلور وموضة وطقس من الطقوس الكتابية وسط سلسلة ركاكة وتناقض علنية ونمطية ،
وليس المعني من يعاني ويظهر ذلك في افتقاره لسانا وقلما وحالا ، ومن لا يتكلف هذا الظهور والتظاهر ،
وقد قيل: حق على صاحبي الكؤوس أن يتناصحا! ،
فعلى كل حق لنفسه وحق لغيره، فإن قصر وسقط فلعل نصحه غيره
يجبره ويعود بخير،
وإن كان يقبح منه طبعا ارتكاب ما نهى عنه وترك البر.. ، لكن هذا لا يعني أن يكف لسانه دوما ، خاصة مع تحري الصدق واستشعار الندم.. خاصة بدون تزكية كلامية للنفس وارتسام للتصوير والتصدر…
الاثنين، 15 سبتمبر 2014
" ومرة أخرى يقع القوم في المعصية والخطيئة.. وهم في هذه المرة لا يخالفون الأمر جهرة، ولكنهم يحتالون على النصوص ليفلتوا منها!
ويأتيهم الابتلاء فلا يصبرون عليه، لأن الصبر على الابتلاء يحتاج إلى طبيعة متماسكة تملك الارتفاع عن الأهواء والأطماع:
«واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ، إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ، إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ.كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ» .."..الظلال..
" ومرة أخرى يقع القوم في المعصية والخطيئة.. وهم في هذه المرة لا يخالفون الأمر جهرة، ولكنهم يحتالون على النصوص ليفلتوا منها!
ويأتيهم الابتلاء فلا يصبرون عليه، لأن الصبر على الابتلاء يحتاج إلى طبيعة متماسكة تملك الارتفاع عن الأهواء والأطماع:
«واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ، إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ، إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ.كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ» .."..الظلال..
مش لازم تدبح بإيدك
مؤتمر الأعداء اسمه مؤتمر الأصدقاء..
"شبيه بمؤتمر برلين 1884"
القتلة واللصوص نصبوا أنفسهم أوصياء، وهم من المغتصبين، وليسوا كل المغتصبين! فالبقية ممتعضة اختلافا حول الأنصبة والتفاصيل لا القيم والأفكار…
وحقا يذكرني مؤتمر التهام الشرق الأوسط بمؤتمر ابتلاع إفريقيا..
مؤتمر برلين 1884
، حين كانوا يعلنون وضع اليد قبل الوصول للأرض!
ويذيعون أن "هذه القطعة محميتي"! وهم لم يطؤوها...استباقا لبقية العصابة..
وكان بمثابة باكورة المؤتمرات الاستعمارية للقارة، وقد عقد بين الدول الأوروبية التي امتهنت السرقة بالإكراه، وذلك لاقرار الوضع القائم في إفريقيا وتنسيق أكل ما بقى من أراضي القارة..
وتم وضع مبادئ لمنع اصطدام القوى الاستعمارية بعضها ببعض " عمل دولي لتنظيم السلب والنهب في القارة الأفريقية" ،
وكان معنى نصوصه أن التملك بوضع اليد جائز في الأراضي غير التابعة لدولة أخرى من الدول الموقعة على الاتفاقية سواء أكانت مسكونة بالقبائل أو الأمم، وبالمثل.. فنحن لا وجود لنا في نظر القانون الدولي ..
"هؤلاء هم «الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ» ..
وليس وراء الطغيان إلا الفساد..
فالطغيان يفسد الطاغية، ويفسد الذين يقع عليهم الطغيان سواء..
كما يفسد العلاقات والارتباطات في كل جوانب الحياة...
ويحول الحياة عن خطها السليم النظيف، المعمر الباني، إلى خط آخر لا تستقيم معه خلافة الإنسان في الأرض بحال..
إنه يجعل الطاغية أسير هواه، لأنه لا يفيء إلى ميزان ثابت، ولا يقف عند حد ظاهر، فيفسد هو أول من يفسد ويتخذ له مكانا في الأرض غير مكان العبد المستخلف وكذلك قال فرعون.. «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى» عند ما أفسده طغيانه، فتجاوز به مكان العبد المخلوق، وتطاول به إلى هذا الادعاء المقبوح، وهو فساد أي فساد.
ثم هو يجعل الجماهير أرقاء أذلاء، مع السخط الدفين والحقد الكظيم، فتتعطل فيهم مشاعر الكرامة الإنسانية، وملكات الابتكار المتحررة التي لا تنمو في غير جو الحرية...
والنفس التي تستذل تأسن وتتعفن، وتصبح مرتعا لديدان الشهوات الهابطة والغرائز المريضة، وميدانا للانحرافات مع انطماس البصيرة والإدراك، وفقدان الأريحية والهمة والتطلع والارتفاع، وهو فساد أي فساد..
ثم هو يحطم الموازين والقيم والتصورات المستقيمة، لأنها خطر على الطغاة والطغيان. فلابد من تزييف للقيم، وتزوير في الموازين، وتحريف للتصورات كي تقبل صورة البغي البشعة، وتراها مقبولة مستساغة..
وهو فساد أي فساد."...
..من الظلال، المجلد السادس..