بعض الناس باعوا الوعود بالتحاكم لغير الطاغوت, ثم أخلفوا الوعد وتصنعوا الصمم حاليا, ولم يقفوا سوى ذرا للرماد..., وبكل أسف تنحوا وأصمتوا آلتهم الإعلامية عن قضية المرجعية للكتاب والسنة, وعن السعي نحو تعظيم وإجلال النظام العام الذي يشمله القرآن, وتجاهلوا تكوين وعرض آلية الفقه والقضاء واستنباط أحكام التشريع والشفافية فيها والرقابة المزدوجة عليها ومنها والتي لم تمنع الاستقلال عن السلطات, وضمانات سعة أفقها وعمق وعيها وشراكة كل حر في نقاشها وعدم الكهنوت في الإسلام...وسموها مقارنة بالقانون الوضعي., وتجاهلوا السجال الفكري الدعوي حاليا, الذي يفترض أنه-الدعوة وفرصة العرض وإرشاد الحيارى- غايتنا ومرادنا ,فهو مقام التبيين والهداية, وتركوا البلد سائلة, ينتظرون ركوب الموجة إن بدت منتصرة, أي واصلة للسيطرة الدنيوية بحسبانهم....في حين أن النقاش بات يقوض ويطعن في الدين كله وليس في حكم فئة ما...ويمس التوحيد وإيمان المرء وملته وعلمه بدين النبي صلى الله عليه وسلم..ونحن لا ندافع عن حزب أو جماعة مشايخ نريد تنصيبهم, بل ضد من يطعنون في الشريعة ويفرغونها ويشككون في وجودها ووضوحها وشمولها وواقعيتها ومن ثم يريدون دينا أمريكيا خالصا للدنيا مع حرية العزلة والرهبانية وهي الجزء المسموح به للمسلم, والحقيقة أن رجل الشارع على مفترق الطرق ليميز بين تعريفات الدين وتصوراته وبين النخب المتصدرة وينشئ تصوره على ضوء التمحيص والفرز للشخصيات, وعلى ضوء فطرته والحوارات الرهيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق