الاثنين، 15 أكتوبر 2012

الدستور..البداية من وعي وفهم الناس


*الشعب هو الذي يسطر ويختار الدستور..
بصموده، بتجاهله، بصمته، بلامبالاته، بانسحاقه بانشغاله، بعلمه، بوعيه، بجهله،
بتشوه معرفته، بنصف ثقافيته ونصف وعي نخبته،  برقيه ونضاله، بتخاذله..
*البداية من وعي وفهم الناس، ثم إرادتهم وعلمهم بقيمة وبثمن التضحية
لما يريدون ..
*هل اتفق الناس-أو جلهم- على فهم للإسلام وأرادوه؟ وسيصيرون ويسيرون إليه
بأي خطى، وأي تناسب وترتيب وتأهيل؟ أم سيفرض عليهم؟
هل تم تبيين وتفصيل وتوضيح وتبسيط أي
فهم دستوري قانوني، أو مرجعية لأي كيان كان، تشمل كل ما
يغطيه منار الشريعة بحق، أي كل واقعهم وممارساتهم،
 وهو ليس العقوبات ولا القوانين فقط، والرؤية التي تفترض أنه ينقصنا بعض
الملامح واللمسات، وسد الثغرات، وقليل من التطبيقات هنا وهناك، وبعض الأسماء واللافتات والعناوين..
الإسلام رسالة واضحة معلومة المفاصلة والشمول في التصور، انتقص من مفهومها بعضهم لكنه يبقى محفوظا خالدا...فهل شرحنا واخترنا
هل سيسيرون مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة الخاضعة
لرقابةالدولة لتكون حسب فهم معين؟ هل سيتحاكمون في ذواتهم
وأسرهم ويتلمسون التقاضي ولا يجدون حرجا ويسلموا تسليما؟
أم أننا سنتشاحن من أجل نموذج مشوه رمزي سطحي نخادع به أنفسنا
ومبني على فرضيات غائبة؟
ليست المشكلة في  لفظة ولا معنى الشريعة والمذاهب المعتبرة،
 بل في غياب الإسلام كمنهج كامل، وكعقيدة شاملة تمس مناحي التدين والرؤية العامة
للوعي الجمعي، والمعاملات الخاصة والرسمية  بينهم،
والمواقف العامة والخاصة والمناسك والشعائر، والحياة والسياسة
والإعلام والتعليم والثقافة، والرسالة المجتمعية والدولية للكيان..الدول لها دين
وقضية، وليست مؤسسات صماء، أوماكينات خرساء بل لها هوية ثقافية -وروحية-
ومعرفية تغرسها في بنيها، وتنشرها في العالم، وتطبقها على أرضها وتحفظها وتنميها..
ومن ثم يضع المجتمع  المرتضي لذلك -بآلية يختارها ولا تفرض عليه نمطيا- دستورا، ويضع
 طريقة وضع له!
والمجتمع ذاته، يفرض طريقة كتابته بتوافق وبتدافع!
بأي سبيل وبأي نسب، والمسافة بينه  وبين مرجعية الإسلام
ليست في تنقية القوانين والبدء بمسائل قبل الدين بمفهومه الشامل علما وقبولا
وانقيادا وحركة، وقد يؤدي لفتنة فضلا عن اللبس الذي يمثله حول مفهوم الإسلام والمسلم..
المطلوب مصارحة للناس، ولغير الإسلاميين كذلك، واختيار على بصيرة وعلى ضوء الواقع
الذي ستشكله المصارحة من فرز وتمحيص وصفوف، ومن ثم توافق وتعايش على ضوء حقيقة نظرية وعملية.."ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق