الأربعاء، 31 أكتوبر 2012
غاية البيان
الساسة في المعارضة حاليا وفي الحكم
بالنسبة لورقة النائب العام وغيرها من المواقف... السياسة تمحص وتفرز السياسيين فتظهر معادنهم, وبكل أسف لم يستقم أحد على طول الخط لصالح البلد, لم ينجح أحد كلهم يقفون أحيانا وينكصون أخرى, ولو وقف بطل حقيقي شريف في السلطة أو خارجها وكانت كل مواقفه معتدلة لحشد أغلب الثوار والشعب, وهناك أمل في ظهور كوادر جديدة من رحم التجربة والتمايز, كوادر مناضلة منكرة لذاتها, واعية مستوعبة للمخرج مما نحن فيه لا تمارس العبث و لا تصطاد في العكر ولا تنفرد ولا تنعزل ولا تقبل نصف حل ولا تتلون ولا تحقد على غيرها فتسقطه ولو مصيبا, ولا تمسخ هويتها...
سراب وعود الحزبيين
بعض الناس باعوا الوعود بالتحاكم لغير الطاغوت, ثم أخلفوا الوعد وتصنعوا الصمم حاليا, ولم يقفوا سوى ذرا للرماد..., وبكل أسف تنحوا وأصمتوا آلتهم الإعلامية عن قضية المرجعية للكتاب والسنة, وعن السعي نحو تعظيم وإجلال النظام العام الذي يشمله القرآن, وتجاهلوا تكوين وعرض آلية الفقه والقضاء واستنباط أحكام التشريع والشفافية فيها والرقابة المزدوجة عليها ومنها والتي لم تمنع الاستقلال عن السلطات, وضمانات سعة أفقها وعمق وعيها وشراكة كل حر في نقاشها وعدم الكهنوت في الإسلام...وسموها مقارنة بالقانون الوضعي., وتجاهلوا السجال الفكري الدعوي حاليا, الذي يفترض أنه-الدعوة وفرصة العرض وإرشاد الحيارى- غايتنا ومرادنا ,فهو مقام التبيين والهداية, وتركوا البلد سائلة, ينتظرون ركوب الموجة إن بدت منتصرة, أي واصلة للسيطرة الدنيوية بحسبانهم....في حين أن النقاش بات يقوض ويطعن في الدين كله وليس في حكم فئة ما...ويمس التوحيد وإيمان المرء وملته وعلمه بدين النبي صلى الله عليه وسلم..ونحن لا ندافع عن حزب أو جماعة مشايخ نريد تنصيبهم, بل ضد من يطعنون في الشريعة ويفرغونها ويشككون في وجودها ووضوحها وشمولها وواقعيتها ومن ثم يريدون دينا أمريكيا خالصا للدنيا مع حرية العزلة والرهبانية وهي الجزء المسموح به للمسلم, والحقيقة أن رجل الشارع على مفترق الطرق ليميز بين تعريفات الدين وتصوراته وبين النخب المتصدرة وينشئ تصوره على ضوء التمحيص والفرز للشخصيات, وعلى ضوء فطرته والحوارات الرهيبة.
الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012
الخلاف بين معتز عبد الفتاح والليبراليين وبين الإسلاميين -تتمة
الاثنين، 29 أكتوبر 2012
الإسلام والدستور والدين الجديد
*بالنسبة لمسودة الدستور:
ساءَت ظُنونُ الناسِ حَتّى أَحدَثوا *** لِلشَكِّ في النورِ المُبينِ مَجالا
وَالظَنُّ يَأخُذُ في ضَميرِكَ مَأخَذاً *** حَتّى يُريكَ المُستَقيمَ مُحالا
هذا هلالُكُمُ تَكَفَّلَ بِالهُدى *** هَل تَعلَمونَ مَعَ الهِلالِ ضَلالا
وَبَنى لَهُ العَرَبُ الأَجاوِدُ دَولَةً *** كَالشَمسِ عَرشاً وَالنُجومِ رِجالا
*لا توجد أخونة ولا أي صبغة أو سيطرة..بل ركود وموت وفرعنة تلتقط أنفاسها, وفلولها يحركون عرائسهم القذرة...يا ليتها حتى نصف أخونة, أو لها هوية حقيقية وتطبق شيئا من حلم الثورة وحلم حزبها ..السلطة حاليا في حالة رمادية وتناوش شديد، وتحتاج توافقا من نوع مقبول, وليس ركوعا لكل عابر..توافقا يعبر عن روح جماعية ليست مستحيلة لو تصدر الموهوبون واعتذر المخطئون واعتمدت معايير علنية، واتكئ على الشعب بنسبة مائة بالمائة كسبب أرضي، واستعدت لدفع الثمن قيادة إثر أخرى... وحسما وتغييرا في لغة وآلية أدائها، فالفرص يصعب تعويضها، والوقت ليس في صالحها... وتقديس النظام القديم بدعوى النظام لا الاستثناء ولا الانتقال! والشرعية الدستورية الفستائية لا الثورية، في حين أنه ليس دستور الثورة ولا قضاء الثورة، ولا قانون الثورة ولا من عينهم الثوار هم من يحكمون المفاصل!
قال الشاعر منذ قرون خلت:
لا تضحكوا على أنفسكم، لا تكتبوا الإسلام ما لم تعنونه كما أنزله الله تعالى، وتتحروا البحث عنه كذلك، تريدونها مادية فقولوها صراحة، واللافتة الكاذبة لا تخدع أحدا ولا تخادع الله تبارك وتعالى، والتخلص من الجمود الفقهي وضيق الأفق لدى أي شيوخ لا يعني التخلص والتبرؤ من المحكمات، والأركان التي يراد محوها من عقول ممسوخة، والذكر ميسر "فهل من مدكر" ؟ وليس الأمر عصيا ولا كبيرا على الخاشعين" وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" ..قوموا لله مثنى وفرادى ثم تفكروا " قل إنما أعظكم بواحدة ..."..وانظروا في أمره تعالى لكم ثم اختاروا التصور الذي ترونه أصح والفهم الذي ترونه أقرب لمراده....
لا تسوقوا للناس أن الشريعة هي حكم تلك المجموعة من الشيوخ... وللأمانة فبعض الشيوخ مثل البرلمان ورئاسته، متأخرون عن الشعب وعن التضحية, يأتي لهم الناس ليقولوا تصدروا واستلموا المبادرة والسلطة والشهادة! فينكصون....
بعض الشيوخ دعوا الناس لعبادتهم هم، ومنعوهم تدبر الخطاب الرباني والكتاب السماوي الذي نزل للبشر جميعا... فرطوا سياسيا ودينيا، وبات تصور الناس أن المعركة حول التعليم والإعلام والثقافة وقلب الدستور ومنبعه ومرجعه!-وليس المادة الثانية- ورسالة الدولة ككيان حامل حضارة ورؤية وتوجه عالمي وداخلي، وسياستها الخارجية عموما أمورا مسلما بها كمسائل ضاعت وفلتت و كخطوط حمراء لن تكون للقرآن والسنة، وبقي فقط النزاع على آخر قدر وآخر عروة، وهو بعض القوانين والحدود!، " ومن ثم فحتى لو طبق فسيكون فتنة مثل تجربة النميري، وتجارب معاصرة تضرب الضعيف وتترك الشريف، وتمتلئ فسادا سياسيا ودينيا وماديا، وتخلوا من كل بعد خلقي وروحي ووعي وزرع لحقيقة الدين، وتصور لكل الناس أنهم على شيء وعلى دين وفقط، مسلمون وكفى، دون حقيقة هذا التوحيد وقيمه وحدوده وروحانيته وحضارته وثقافته المتغلغلة، ولا لدولته التي هي ملك لهم وسيحاسبون عليها ويسألون عنها، وتحت هيمنة أمريكية ... وهو امتداد لمسلسل التضليل ودعاة أمن الدولة
* بالنسبة لمغالطة معتز عبد الفتاح وغيره حول الشريعة, نقول لهم ولهن: ليس معنى رفضي لفتاوي وفهم شيوخ معاصرين أو حتى شباب أن أرفض مبدأ التحاكم إلى كتاب الله الكريم وأدعي تعدد الشروح كأنما ليس في القرآن بيان واضح مفصل محكم ثابت حول أي قدر يضبط تصور وحركة المجتمع ويجتهدون داخله, وليس معنى رفضي لمذهب سابق ورؤيتي أن اجتهاداته لا تتفق مع الشرع بالنسبة لواقع عصرنا أن أرفض مبدأ مرجعية المسلم لدينه وأدعي أن ذل
من سيطبقون ويختارون "شريعة من", و"فهم من", هم من سيختارون "قانون من", وطريقة من! الشعب ونوابه المفوضون الموكلون للتشريع بابتناء وليس بابتداء, ومختاروه العلماء والمفكرون والخبراء والعرفاء والنقباء هم من سيصلون لحل قوانين الليبرالي أم اليساري أم....القانون أيضا بوجوه وأفهام! وليس بعض الشرع فقط, ولا يضر ذلك سواكم, والدستور كذلك حمال أوجه! وتفسره الدستورية المقدسة البشرية, التي لا معقب عندك لحكمها, فالذي يذل الناس عند عتبات إدارية ودستورية وجنائية ثم يرجعون بالتراب في أكفهم والمجرمون قتلة الشهداء مبرؤون طلقاء والشعب عبد ذليل والثورة جريمة والبرلمان حسير كسير منحل, والرئيس محصور, هؤلاء لن يصعب عليهم كتاب الله تعالى أبدا فقد ذاقوا كتاب غير الله... وراجع مقالة الشريعة والتصور الحضاري الشامل, لتعلم تاريخ تقنين الشرع إن كنت لم تعلم به... هل ترك الأحكام المجمع عليها في المذاهب والمقطوع بها عبر القرون الأول مصلحة؟ وما كانت مصلحة الخليل عليه السلام في ذبح ابنه؟....
* التغيير الشامل! حلم الثوار... فعل ذلك النبيون صلوات الله وسلامه عليهم..وحتى في الثورات والفتوحات والتغييرات الكبرى تم الحجر والتخلية والتحلية...وكان زوال الحضارات حلما بدا غير معقول في وقته لكنه حدث وبدأ بنية، وبفكرة وكلمة.
*نحاول تشجيع الشباب للفظ النخبة -التماثيل- وكسر حاجز التنظير, وعمل مبادرة وفرضها على الأرض, لتجاوز النزاعات المفخخة التي تقتات عليها النخب
*هناك طرف لا يريد المصارحة بأن المسألة هي الدين نفسه, وليست الشريعة فقط, وأنها عقائدية,
وأنها ليست وليدة اللحظة, ومن ثم فالمطالبة بأحكام مقننة للفقه كأنها نقطة البداية خطيئة منهجية تمس فهم رسالة وماهية وحجم الاسلام نفسه وتمس قراءة الواقع على ضوء هذا...ومن ثم يصيب ويخطئ ويتخبط...والدواء في كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم, فهم من فهم, وتنطع من تنطع, وعمي من عمي..."يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا, وما يضل به إلا الفاسقين.."
يريدون تقويض مفهوم الشريعة وإنكار وجودها, وإنكار أي إمكانية للعمل بها كل هذا ليوفروا حرج قولهم برفض دين الله سبحانه, وتستمر غاية الغواية, ويحسبون أنهم يحسنون ويصلحون, ومنهم من يخدع ويخادع وقد زين لهم عملهم
أو أن يعترض الإنسان على الدستور لاعتراضه على شخص المستنبط الذي سيكون منوطا به تفسير النص،
أو المسمون علماء ولا يقر لهم بذاك..بأدب وبحجة..ونحن لا مجلس كهنة ولا يقدس لدينا قول أحد غير بلاغ النبي صلى الله عليه وسلم ،
أما أن يعترض شخص على مبدأ التحاكم للشريعة
فليس هذا بمسلم، وأن يرفض كتابته تحرزا
فلا!فليتحرز كتابة مما يخشاه من التطبيق،
أما أن يعترض على مبدأ التحاكم للقرآن ومبدأ هيمنة
ومرجعية الإسلام،
ويقول: الإسلام هو العقل وهو المصلحة والفائدة فقط، ولا ينظر للقرآن ولا للمذاهب لتلمس الصواب وليس للتقليد،
فليس هذا بمسلم لله ولكتابه سبحانه..وإن كان يستحي أن يقول أنه ليس بمسلم على الحقيقة وأنه وأمثاله يضيق بهم المقام
ويريدون ميثاقا للتعايش فلنوسع له المجال،
والإسلام حقا كما قالوا وكما يخشون
ويجب عدم المداهنة في ذلك كما يفعل أعضاء الأحزاب،
الإسلام يغير الثقافة المجتمعية كلها والإعلام والتعليم والمناخ السائد،
وينشر موقفا من شتى الممارسات الدينية
والمعاملات والرؤية الكلية والفردية والسياسة الداخلية وأهلها والسياسة الخارجية، فليقبلوه أو فليرفضوه
رجل الشارع ورجل البيت ورجل الانترنت كلهم بحاجة لإجابات واضحة حول الدين والدستور، لكي لا يكون حوار طرشان، أو يظن الليبرالي أن هذا يدعو لمجلس ملالي دون منطق ومرجعية محكمة بقدر الحد المتفق عليه المسلم به بين العقلاء الذين لا يجادلون في البدهيات والمفردات وفي طلوع الشمس وأهل المماحكات، أو يظن غير الليبرالي أن هناك إسلاما بالكلام فقط ولا ثوابت فيه ولا قطعيات، ولا محكمات ولا ضوابط محفوظة ولا تضحيات ولا غربة ولا رسالة ربانية للسير في الأرض، وليست لتعبد وتبتل الفرد فقط.... للتذكير والتأمل، قلت إبان حوار الدستور الأول منذ عام لأحبتي"توضيح عقيدة الفرد وماهية الإسلام ومنهجه قبل النزاع على معتقد ونهج الأمة، وهوية المجتمع يعلنها ويقبلها قبل الدولة -والمفاصلة النظرية بالمفارقة والبيان قبل التوافق على أساس واضح والمواطنة كي لا تكون تضليلا ومداهنة-والحق لا يحميه فقط الجدال بالتي هي أحسن بل يبينه، إلا أن يشاء الله تعالى وتؤمن قرية كاهل يونس عليه السلام-فينحاز جيشنا إلى حزب الله ويتوب-لكن الحوار عموما جزء من الوعي الذي ينشيء الفرد ويغير حراك الكيان- ليعلم أنه السراب أو الصدام والشوكة، أو التوافق العملي وتحالف الأقليات لتحقيق التعايش الكريم مع الوضوح النظري ليهلك من هلك عن بينة
برموزها في الإعلام!
*علينا أن نراجع أدواتنا في المعرفة والتفكير والتحليل والاستدلال, ونعيد تعريف المفردات, لتصحيح اللفظ والمصطلح, فالرؤية تلقائيا
*الشباب من كل الفرق بدون نخبة أو سلطة يمكنهم بناء مصر معا..
*ما مضى بعد الثورة وفي الثورات حولنا كان تمحيصا وفرزا للضمائر ولوعي العقول وللمهارة إداريا لدى النخب وسقط من سقط ووجب المضي قدما بقيادات وتحالفات ورؤى لبصائر تعلمت الدروس وروحها منطلقة وتفكيرها غير نمطي ولا أداؤها تقليدي
قوتنا في وحدتنا..خيبتنا في فرقتنا...ليس هناك ثمرة لفريق دون فريق قبل إزالة الذئب وأذنابه..من لم يستوعب هذا ترك فرصة لمن يفضلون الفوضى عليه...ومن لا زال لا يستوعب هذا يجهز لمعمعة جديدة بحسن نية وضعف عقل ونفس, دون جدوى, يتم استعمال سطحيته فيها واستخدام زخمه ثم ركنه ثانيا وبقاء أصحاب المصالح...كيف نجمع الشعث ثانيا... بأي خطاب وليس بخطاب مزدوج! وفطرة الشباب تصل بهم للحقيقة أسرع إن شاء الله، أسرع من فذلكة النخبة،..وصدق طوقان
*هل يعقل أن هامان هو رئيس المحكمة التي تم تقديم فرعون لها بعد القبض عليه؟
*الإسلامي المنضبط يرفض الديمقراطية لو كانت غير محددة باحترام ثوابت الإسلام عمليا أو حتى في منع التطاول!، وهذا هو غالب التطبيق العملي للأسف، والعلماني يرفض الإسلام بداهة، ويرفض الديمقراطية لو كانت ستؤدي للإسلام..!يعني ديمقراطيته معلومة المدخلات والمحرجات فهي وسيلة ركوب وعندما يجد الجد فالسيف أصدق أنباء من الكتب، وهذا على المستوى الفردي والدولي,,ولا أحد في النهاية يؤمن بالديمقراطية النظرية أو يمررها من تحت قوته، فالإسلاميون المسموح لهم بالوصول عن طريقها لهم خطوط حمراء بينما ليس للعلمانيين خطوط حمراء ويسبون الأنبياء و يبنون معسكرات اعتقال وتعذيب ديمقراطية خارج بلادهم للتحايل على القضاء ببقعتهم, كجوانتانواموا وأبو غريب ولا يدانون ويهدمون دولا كاملة ولا يمس لهم طرف
*مذابح ومحارق بورما..ميانمار..
يقدمون لنا البوذية على أنها مثال التسامح والسلمية, وها نحن نرى الوحشية والهمجية والعنف المفرط والقسوة فوق الحيوانية, منذ عشرات السنين وبورما في نحر وقتل وغصب وإزهاق، لسنا بصدد مجموعة شاذة متطرفة, بل شعب بوذي يحرق منازل نصف مليون! كل شهرين, ويقتلهم, وجيش بوذي يحمي القتلة ويطلق النار ليقتل الهاربين من القتل من المدنيين والنساء والأطفال، الراكبين في قوارب خشبية فقيرة مسكينة لا تساوي شيئا...يضن عليهم بالهرب البائس الفقير بعد العيش في الأكواخ، وهم عزل غير مسلحين والحكومة تؤيد السفاحين، وموقف جماهير ورؤوس رهبان الطريقة البوذية مثل أئمة التطبيعيين عندنا.. لكي تعلم أحزابنا البوذية أن ملتهم أكذوبة
دكتور: إسلام المازني
السبت، 27 أكتوبر 2012
هناك تفريط في العقيدة، وليس فقط في الشريعة
هناك تفريط في العقيدة، وليس فقط في الشريعة, وفي قراءة الواقع سياسيا واجتماعيا ومن ثم التنزيل عليه ، من قبل نخب دينية، مما أدى للسقوط الحر خلال عامين، وانخفاض سقف المطالب والأحلام، وبالطبع فالخطاب منهم قاصر فقهيا، مما يعطي فرصة للطعن لمن في قلبه مرض..لهذا نحن لسنا بحاجة للمزيد من التسول السياسي، بل لمراجعة وإعادة فهم للدين المعروض علينا من كل..أطراف التأسيسية...وهذا الحوار حول النبأ العظيم،" عم يتساءلون" تتلوه قراءة للواقع ثم اختيار حر..
اختيار للدين بأي تصور تريدون؟ بأي شريعة؟ بأي فهم وتطبيق وأصول فقه؟ أم تريدونه خاليا منها؟ ثم -إن بدلتم -فاختاروا أي اسم للدين الجديد الذي اخترعتم واختصرتم واختزلتم، ثم اختاروا- بأي حال- الدستور والقانون والقائمين عليهما، والمقننين للأحكام والمفسرين للمواد الدستورية والقانونية" كما تفعل أمنا الدستورية وبناتها"...لا تضحكوا على أنفسكم، لا تكتبوا الإسلام ما لم تعنونه كما أنزله الله تعالى، وتتحروا البحث عنه كذلك، تريدونها مادية فقولوها صراحة، واللافتة الكاذبة لا تخدع أحدا ولا تخادع الله تبارك وتعالى، والتخلص من الجمود الفقهي وضيق الأفق لدى أي شيوخ لا يعني التخلص والتبرؤ من المحكمات، والأركان التي يراد محوها من عقول ممسوخة، والذكر ميسر "فهل من مدكر" ؟ وليس الأمر عصيا ولا كبيرا على الخاشعين" وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين" ..قوموا لله مثنى وفرادى ثم تفكروا " قل إنما أعظكم بواحدة ..."..وانظروا في أمره تعالى لكم ثم اختاروا التصور الذي ترونه أصح والفهم الذي ترونه أقرب لمراده.... لا تسوقوا للناس أن الشريعة هي حكم تلك المجموعة من الشيوخ... وللأمانة فبعض الشيوخ مثل البرلمان ورئاسته، متأخرون عن الشعب وعن التضحية, يأتي لهم الناس ليقولوا تصدروا واستلموا المبادرة والسلطة والشهادة! فينكصون....بعض الشيوخ دعوا الناس لعبادتهم هم، ومنعوهم تدبر الخطاب الرباني والكتاب السماوي الذي نزل للبشر جميعا... فرطوا سياسيا ودينيا، وبات تصور الناس أن المعركة حول التعليم والإعلام والثقافة وقلب الدستور ومنبعه ومرجعه!-وليس المادة الثانية- ورسالة الدولة ككيان حامل حضارة ورؤية وتوجه عالمي وداخلي، وسياستها الخارجية عموما أمورا مسلما بها كمسائل ضاعت وفلتت و كخطوط حمراء لن تكون للقرآن والسنة، وبقي فقط النزاع على آخر قدر وآخر عروة، وهو بعض القوانين والحدود!، " ومن ثم فحتى لو طبق فسيكون فتنة مثل تجربة النميري، وتجارب معاصرة تضرب الضعيف وتترك الشريف، وتمتلئ فسادا سياسيا ودينيا وماديا، وتخلوا من كل بعد خلقي وروحي ووعي وزرع لحقيقة الدين، وتصور لكل الناس أنهم على شيء وعلى دين وفقط، مسلمون وكفى، دون حقيقة هذا التوحيد وقيمه وحدوده وروحانيته وحضارته وثقافته المتغلغلة، ولا لدولته التي هي ملك لهم وسيحاسبون عليها ويسألون عنها، وتحت هيمنة أمريكية ... وهو امتداد لمسلسل التضليل ودعاة أمن الدولة
الجمعة، 26 أكتوبر 2012
الشريعة في الدستور وكونها حمالة أوجه
لمغالطة معتز عبد الفتاح وغيره حول الشريعة, نقول لهم ولهن: ليس معنى رفضي لفتاوي وفهم شيوخ بالنسبة معاصرين أو حتى شباب أن أرفض مبدأ التحاكم إلى كتاب الله الكريم وأدعي تعدد الشروح كأنما ليس في القرآن بيان واضح مفصل محكم ثابت حول أي قدر يضبط تصور وحركة المجتمع ويجتهدون داخله, وليس معنى رفضي لمذهب سابق ورؤيتي أن اجتهاداته لا تتفق مع الشرع بالنسبة لواقع عصرنا أن أرفض مبدأ مرجعية المسلم لدينه وأدعي أن ذلك سيعطي قدسية لفهم هذا وذاك وكأن الناس مجانين ليس أمامهم سوى كنيسة القرون الوسطى ودول مشوهة ولم يروا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه حيث لم يقدس رأي عقلي اجتهادي ولا حتى مذهب تعبدي وكأننا شعوب يفسدها الدين وديننا يمزقنا وهذه رؤية أمريكا وإبليس المراد زرعها داخلنا, رفض التحاكم من حيث المبدأ وتمويهه وتعويمه وتمريره مبهما أمر خطير, وخط الدفاع الثاني لدى معتز سمعته منه بنفسي أن الشرع هو المصلحة ورؤية عقلي..يعني حتى لو ستطبقونه فالنتيجة واحدة!!
> من سيطبقون ويختارون شريعة من, وفهم من, هم من سيختارون قانون من, وطريقة من! الشعب ونوابه المفوضون الموكلون للتشريع بابتناء وليس بابتداء, ومختاروه العلماء والمفكرون والخبراء والعرفاء والنقباء هم من سيصلون لحل قوانين الليبرالي أم اليساري أم....القانون أيضا بوجوه وأفهام! وليس بعض الشرع فقط, ولا يضر ذلك سواكم, والدستور كذلك حمال أوجه! وتفسره الدستورية المقدسة البشرية, التي لا معقب عندك لحكمها, فالذي يذل الناس عند عتبات إدارية ودستورية وجنائية ثم يرجعون بالتراب في أكفهم والمجرمون قتلة الشهداء مبرؤون طلقاء والشعب عبد ذليل والثورة جريمة والبرلمان حسير كسير منحل, والرئيس محصور, هؤلاء لن يصعب عليهم كتاب الله تعالى أبدا فقد ذاقوا كتاب غير الله... وراجع مقالة الشريعة والحضارة والتصور الشامل, لتعلم تاريخ تقنين الشرع إن كنت لم تعلم به...