من حق المسلم أن يجتمع حيثما شاء بمن شاء علنا، والأرض أرض الله، والأرض
مسجده الطهور، يجتمع في مؤسسة أو في الطريق أو في المسجد..
ومن حق النصراني أن يجتمع في الكنيسة..
هكذا تاريخ الرشد في فجر الإسلام دين الكرامة، المسجد والبيت والطريق ساحة
حوار عام سياسي ومجتمعي، إلا في عصور القهر والقمع والقتل والكبت، حوار علني
كريم حر، لكنه حوار باسم الفرد ورأيه واجتهاده، وليس حوارا وقرارا
باسم الله تعالى وحماية وقدسية المكان،
وكل بقعة هي بقعة مشورة وحرية ونقد وتجمع وإبرام علني للأمر، وهي ناد وبرلمان
وسقيفة قرار لها روح المؤسسة...
الخطأ أن يمنع أهل الدين الآخر من رؤية نتاج وشفافية اجتماع الأول، وأن يكون
التجمع تجمعا تآمريا، ناقضا للعهد والوعد، وللجوار بالمعروف، والشراكة الحسنة..
والخطأ الثاني أن يكون المشرف على التجمع محرفا للدين مميعا له، أو متحجرا في فهمه، أو مخرفا
في أمور الدنيا، أو لديه فجوة فهم في عقله ووعيه عموما بالطول والعرض والعمق والخلفية والروح..
يؤسفني أن تبرير الشيخ فلان-المنشور عبر الجزيرة ولا زال بالفيديو- لسبب اختيارات حكومة
عصام شرف العاجز
الباطل هو نفسه
ما يكررونه
الأن عن نسبة معتبرة باطلة من حكومة مرسي، وثبت بطلان الأولى،
وجنينا المر والشر والقهر والقتل، وضياع الوقت والحشد،
والقضية ليست النتيجة والنية...، ليست هاتين فقط! فلسنا من يبيع منهجه ليحصد مكسبا،
ولكن قد نسكت عن مفسدة صغيرة لصالح غاية كبرى أو منع فساد عظيم بمعايير معلنة
ومقاييس واضحة وليس باحتكار فئة للعلم والفهم والفصل في القول، وليس
السكوت بالعكس! فلا نسكت عن مفسدة كبيرة لصالح مكسب هزيل زائل تافه عابر! ونخسر
منهجنا ونسيء لملتنا ونفقد مصداقيتنا!! ..
وفي جميع الأحوال يكون سكوتنا وكلامنا علنيا معلوما
مقررا سلفا بوضوح، وأمام الجميع، وندفع رقبتنا ثمنا للوفاء بعهدنا..
ونترك النصر لو كان طريقه هو الغدر..
أو طريقه هو خيانة الوعد..هكذا علمنا نبينا أحمد، صلى الله عليه وسلم،
الصدق في النهج والوعد والأداء المشرف هو المحك..الثبات والتمسك
بالكتاب وليس باسم الكتاب! ولا بالتلون في فهمه وتطبيقه بألف لون، وبتبرير وتلفيق وافتراء
وتأويل متقلب لاعب تحت أي ضغط وسوء تقدير متكرر " بغض النظر عن النية"،
أو بزيغ يرفض النقض والنقد والرد ويجهل كل محاور..
ولم تكن اجتماعات الصحابة أبدا عبر التاريخ سرية
ولا في غرف مغلقة منفردين
ولا كانت الشورى نخبوية منتقاة مضيقة، أو قاصرة منحصرة انتقائية،
ولا كانت الآلية غامضة..
ولا مفاجآت
إلا في المعارك! التي
من أدبها
أن تعترف بأنها معركة، وتنبذ العهد والوعد وتعلن التنافس والتنازع،
وتدخل منازلة شريفة واضحة، غير مبنية على انتهازية أوغش،
وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم،
وسواء كانت غايتك الحرية والحياة والكرامة والأمانة المقننة المؤسسية،
أو كانت هي الإسلام الذي نعلم أنه لن يتحقق بالشكل السليم الصحيح الرباني
الرسالي بطرق ملتوية أو غير مشروعة، أو غير منطقية، فهناك وضوح ومؤسسية
وتفصيل بيان، بنفسك، وبوسائل شرعية شريفة...والله المستعان...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق