عندما تحدث أحداث جسيمة بالشام واليمن، ومذابح تفضح المجتمع الدولي الغربي والشرقي
الذي يصدر لنا قيم المدنية والحرية وحقوق الإنسان، والآخر الذي يدعي
صحبتنا ضد الامبريالية الغربية، وهو يذبح الأطفال معها، ويدك العواصم
المجاورة له، وعندما تحدث أحداث جسيمة داخلية في بعض البقاع
تبين للناظر أن البنية الدستورية والقانونية
والمؤسسية هواء وهباء وهراء، وروح العقل وروح العدل وروح الشرف والنزاهة
والمنطق والضمير مفقودة أو خبيثة، و أن هذه الهيئات وكلامها
سائل يتشكل بلون الإناء، وأن المؤسسات الدينية تتلون، والكيانات
التي تدعي الليبرالية تتحالف مع الفاشية، والتي تدعي اليسارية
يعميها الحقد وتتحالف مع الرأسمالية، ضد خصمها لصالح
حرق البلد وتسليمها للصوص نكاية، والكيانات التي تدعي الإسلام
تبيع كل وعودها وتركع لعدوها، ولا تعلن من إسلامها عقيدة صريحة، ولا
تحدد تعريفا لشريعة، بل تارة تكون الشريعة هي المصلحة عندما يخاطبون
المدنيين الليبراليين، وتارة تكون هي الخلافة عندما يخاطبون الشباب المتحمس
كل هذا جميل جدا، لأنه لم ينشأ شيء فاسد، بل كشف الله للمبصرين
عما خفي على بعضهم، ولعلهم يتدبرون ويفيقون، بدلا من الثقة المطلقة
في الكبار، والتفويض دون تدبر للأمر، والتقليد المستمر الذي أوردنا
القاع في الدين والدنيا، وهذه فرصة، رغم الفتن والبلبلة، لتكوين تصور
صحيح على أساس انكشاف عوار المناهج والأشخاص، وتكوين طرق
للتقويم والتقييم والمحاسبة، وخارطة للمستقبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق