الثلاثاء، 6 يناير 2015

مع الابتلاء -1-

مع الابتلاء -1-

« البلاء الحسن : هو أن يفنيهم عن نفوسهم ، فإذا أفناهم عن نفوسهم ، كان هو عوضاً لهم عن نفوسهم »…

البلاء يكون : على قدر الإتباع ، والإرث لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم »

سل الله العافية من البلاء،  لكن لاتكن هلوعا جزوعا، ولا يؤوسا قنوطا، كمن يحوقل جزعا لا صبرا، كما قال شيخ الإسلام ..

وقد علمت أن الضرر ليس بالضرورة غضبا ونقمة ولعنة وطردا من الرحمة،  بل  قد يكون تمحيصا وتطهيرا ورفعة،

وقد علمك الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم أن البلاء حجمه يزداد على قدر صلابة الدين، وقد  قالوا
« البلاء يكون : على قدر الإتباع ، والإرث لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم »


فلا تستهلك ذاتك وتغرق في تفاصيل المحنة، ولا تعلق كل حياتك عليها،  وكأن زوالها مفتاح كل الخيرات وبقاءها مدخل كل  الشرور ، وكأن مصيبتك هي أشد العذاب!  ، فيدفعك ذلك للافتتان!   أو للخضوع للضغوط والمغريات واستدبار الطريق…

بل فكر كما قالوا  : « دع البلية تزورك، خل من سبيلها ، ولا تقف ، ولا تجزع من مجيئها وقربها ، فليس نارها أعظم من نار جهنم ولظى "

اهتم بدينك وبألا تكون مصيبتك فيه..
ألا تكون مصيبتك في  عقلك أو في قلبك..
قسوة وغشاوة أو استدراجا وعمها…
جهلا وضلالا ولبسا،
أو جحودا وعنادا ومكابرة وهوى،
أو تفلتا واستخفافا وتسويفا ...
أو تحريفا وزيغا، فسرابا، فهباء منثورا..

اهتم بسراج العلم، الذي يضيء بنور الإخبات والتذلل والسكينة، والذي يحفظه -حجة لك- عملك بما علمت، والسعي بجد قدر الوسع!  ، وإلا فهو حجة عليك..

وهنالك قيل :
"فليطفئ هذا النور - نور اليقين- لهب البلوى ... فالبلية لم تأتك لتهلكك ، لكنها تأتيك لتجربك ، وتحقق صحة إيمانك ، وتوثق عروة يقينك ، ويبشرك باطنها من مولاك بمباهاته بك ، قال الله تعالى : "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ والصّابِرينَ وَنَبْلُوَ أَخْبارَكُم"ْ  سورة محمد(31) ...صلى الله عليه وسلم"

ومع اللجوء والتضرع والانشغال بالأهم والأبقى تناس ذلك الأذى العابر الزائل مع الأيام ، بل قد تنسى ذاتك.. فيتضاءل الهم وأنت تسبح بحمد ربك ..قالوا: 
« البلاء الحسن : هو أن يفنيهم عن نفوسهم ، فإذا أفناهم عن نفوسهم ، كان هو عوضاً لهم عن نفوسهم »…

انتهى من مسودة طريق القلوب إلى الله تعالى ، الجزء الثاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق