السبت، 10 يناير 2015

أحد أحبابي المهندسين يحب المذكرات: 

خذ العبرة الدينية  والأهبة الروحية:


يذكرني البرد بموقف منذ 21 عاما بأمن الدولة، حيث كان البرد مروعا حقا بعد نصف الليل، وكان فاصلا الرعد والبرق يزيدان الذعر، خاصة  مع سماع صوت الصواعق التي يكهربون بها من الأنواع القديمة،  حيث الغرف ليست معزولة،  كغرف الجهاز بمدينة الشيطان التي صممت باحتراف للقتل والوحشية.. ، 

وبالطبع لا يسمح بالبطانيات ولا شيء، صقيع وزخات مطر  وبرد يؤلم العظام،  ورعب بانتظار الدخول للتعذيب وصراخ من بالداخل ، كله ملقى على الأرض ، ونصف العدد تقريبا لا يعرف لماذا أتوا به وماذا سيحل به، ولا تهم محددة ولا تحقيق بأي معايير، ولا حتى ظلم مقنن يفهم حده وحماه فيجتنب...

..أغلب الناس مغموم يرتجف من البرد والهم والترقب ، أغلبهم بدون حتى شبهة على ملة الدولة العلمانية المتصوفة، هذا يصلي الفجر وعمره تحت 35 سنة..  وهذا هو الملتحي الوحيد في الشارع.  وهذا زوجته تغطي وجهها. . وهؤلاء يقفون بعد الصلاة يتحدثون،  وهذا شرب الشاي مع فلان المسجل اسمه!… وهذا متوصي عليه ليترك الأرض قبل قانون الأراضي… …

قلة فقط هي التي كانت هذه ثاني مرة لها ووطنت نفسها على الابتلاء بعد أن أدرج اسمها في سجلات عسس اللعنة...بمسوغات أو بدون ،
أو قلة تتشرف فعلا بأنها كانت تتوقع هذا الأسر وتتهيأ له نفسيا وأنها تعمل فعلا لإضاءة شمعة في ظلام الجاهليات اللجية المتراكب بعضها  فوق بعض وإطفاء نيران المجوس وتصدع إيوان كسرى ،

وامتلأ المكان كله بالمحتجزين، وقرر الشيطان استعمال المصلى الداخلي كمكان احتجاز!
  يستعمل المسجد كسجن للتحقيقات والتعذيب!

  ليسع الكميات الإضافية التي أحضرتها سياراتهم في حملات الترويع والبلطجة وانتهاك الحرمات ،

فقال خذوا فلان وفلان حطوهم في الجامع.. وكنت أول  من نقلوا إليه…  مسجد الضرار..!
وفكرت كيف يفعلون هذا..
هذا محل صلاة!  وقد رأيته نهارا ذات مرة...يصلي فيه من دخل طوعا لإنهاء ورق ومن رغب من الجلادين والجلاوزة في الصلاة أمام ضيوفه بلا وضوء..كيف يستبيحونه... نحن نراه مسجد ضرار، لكنهم..  لم أكن أدري ما وصل إليه  دينهم وقسوة قلوبهم ..

واهتز جسمي من البرد، حيث كان فراغ المسجد عاملا في زيادة البرد..

وقال أحد البيادق لما شعر بقدمي تنتفضان وهو يقف ملتفا ببطانيتين ميري، فوق ثياب ثقيلة وكوب شاي وسيجارة : لف نفسك بالسجادة ...كان موقفا ساخرا حقا،  فقد أخذني هذا الشفوق بعدها حيث التحقيق والتعليق والصعق بالكهرباء والضرب، حيث التصبب عرقا!   وسط هذا البرد ..حيث تعاني لدرجة أنك تتمنى العودة لهذا البرد القارس بالخارج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق