السبت، 31 يناير 2015

فصول في النقد والنصيحة


فصول في النقد والنصيحة لأبنائنا وإخوتنا.

بينت المواقف من المشاركة السابقة أزمة نفسية المنشأ ..

عندما نتناصح في مجال الأخطاء الكبرى فلا مجال للمجاملات،

ولا يوجد شخص ولا كيان معاصرين له قدسية تمنع انتقاده ومراجعته، بعلم ورأي في حدود الأدب

فليس هناك منجزات تجعلك فوق البشر كشيوخ الصوفية ومعصومي الشيعة مثلا،

وانتقاد الذهاب إلى المهالك يتوجب فورا وفي أحلك الأوقات،
والتأجيل يكون لما يشرع تأجيله من غير الأولويات، 

ولا يمكن ترحيل انتقاد مناهج شاب الضلال  أصولها،
ولا يمكن تأخير انتقاد المصائب والكوارث وترك التجارب الفاشلة تتكرر مرارا ، لتهدر المعاني والقيم والأرواح والمقدرات ...
وكسب الأشخاص ليس غاية.. ولا كسب المواقف بذاته.. وهذه الحسابات المصلحية رديئة..
وقد أصر النبي صلى الله عليه وسلم على وضوح دعوته ،
وفي أحلك الظروف كان كل مقتدى بفعاله ثابتا، لم يداهن ولم يركن ولم يزد ولم ينقص شيئا ، ما دام قد تصدر وليس ممن كتم إيمانه، 

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إقامة الشرع على السارقة  ولم يجامل بني مخزوم، وأصر عمر رضي الله عنه على إقامة الشرع ولم يجامل جبلة بن الأيهم.. فكسبنا قيمة العدل.. لا يهم التضحيات الجسام ها هنا ..

ذات مرة تحدث أحد الصبيان عن زعامة راحلة، وقال : يقولون أنه "عظيم الإنجازات عظيم الأخطاء"  ، فكيف نقيمه..!

لو كانت الأخطاء من النوع الذي يحبط العمل كالشرك، " لئن أشركت ليحبطن عملك"
فلا مجال للإشادة به كعلم مؤمن ، بل نبين أنه ضال مضل ليعلم حاله وحقيقته، وليتقى شره ويغلق باب الافتتان به،  وليبرأ منه الموحدون اقتداء بملة أبيهم إبراهيم عليه السلام، " إذا قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم… "

بمعنى أن التقييم لو كان دينيا فهذا واضح بلا خلاف في الأساس، حيث تنظر لأصل عقيدته، ولملته،  ولهويته الممارسة ! ونظامه ،  وليس فقط للكلمات المعلنة المدعاة حول انتمائه وولائه ومرجعيته وغايته ، ثم تنظر لمنهجه ومسلكه ومسيرته..

ولتعلم أن الزلات غير الانحرافات ..فالزلات تثبت وتنكر على الكبير والصغير لكنها ما دامت ليست انحرافات وتبديلا فقد تختفي في بحار الحسنات عند تقييمه هو ..

ولتعلم أن الانحراف والابتداع كذلك درجات.. ولو كان التقييم دنيويا فلا تبخسه قدره، ولا تتهمه بما ليس فيه، هذا بعد أن تحدد موقفك منه إجمالا..

فليس معنى أنه غير مسلم أو مبتدع أو مخطئ في فهم ما، أنه كذاب وجبان ونذل وو.. بل عليك بالأمانة..
انظر للإمام الذهبي علامة التراجم والتاريخ وهو يتحدث عن المخالفين، فيقول ما لهم وما عليهم.. فيقول كان في دينه ضالا محترقا لكنه كان كريما وشجاعا ووو…

لكي تستفيد من التاريخ ومن الواقع لابد أن تعرف الحقيقة،  ولعلها تفيدك لتحدد ممن تتعلم وماذا ستتعلم منه..

ولا شيء يقدس المرء ويجعل خطاياه جميلة لأنه فلان، لأنه الذي فعل كذا فيحرم ويمنع انتقاده فيها.. ولا مجاملات في الحق..ولكن الإنصاف ألا تتجاوز في النقد وألا تتحامل على أحد، فالغرض هو العدل  وليس التشفي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق