الثلاثاء، 20 يناير 2015

لماذا لا تركز على شيوخ السلفية بالأسماء كتركيزك على المتأخونين


 

أفضل شيء بلا شك من حيث العموم أن يكون هناك من يحمل لواءه متوازنا من كل جانب، ويقف على قدميه مناديا الناس مبينا كل الجوانب، ويقول هلموا إلي..أو حتى يقف كغلام أصحاب الأخدود، ليعلم بروحه ويقضي نحبه مؤديا ما عليه دون ريادة ولا سيادة ... وقد كان الراهب في قصة الأخدود أخفت صوتا من الجيل الثاني وهو الغلام، وهذه نماذج متعددة لتفاوت ظروف البشر المهم أن الحد الأدنى تحقق لكليهما، ولعل الزمان يتسع ونحكي ويتغير كل هذا الوضع إلى ضياء مفعم، أو نكتب في وصيتنا حقيقة ما جرى ولماذا جرى... وإلا  فإلى الرؤوف الرحيم،  برحمته تعالى لا بأعمالنا..


وبالطبع لا يسعنا السكوت عن شرك لو تكلمنا عن التوحيد الذي ينجي من النار...وإلا فلنصمت تماما ، وأعني هنا صمت اللسان وصمت المواقف في حالة ترك الجميع وإعلان عدم الانتساب للجميع واعتزال الجميع، فلا يمكن أن نصمت كبعض الشيوخ وهم في ذات الوقت يعلمون أنهم علنا وظاهرا لا زالوا ينتمون معنويا لتيارات فكرية تسوق لمفاهيم مضللة وتلبس على الناس دينهم، وتوهمهم أن الدين دين الفرق الضالة التي تبيح الشركيات وتوالي المشركين وتتغاضى عن نواقض التوحيد وعن شروط الشهادتين ومعنى الحنيفية والكفر بالطواغيت، وتولغ في عقيدة البدع كالتجهم الغالي وغيره، أو وهم يؤاخون مشايخا ينتسبون لكيانات -وتلصق بهم كيانات وأفكار بثوها -ولكبار يؤاخونهم ويشهدون لهم بالإسلام، ويشغلون مناصبا بكيانات باطلة ، وتفعل باسمهم أمور باطلة، أو تجدد عضويتهم  بمؤسسات جماعات مضلة ويحسبون عليها وتحسب عليهم.. ،



وأحسب أننا لا نترك ناقضا من نواقض التوحيد إلا ونشير إليه إشارة أو نوضحه تماما، سواء فعله عمرو أو زيد، وعند انتقاد أحد نبين ضمنا ما يفهم منه حال النظم والشعوب والجماعات كافة، في تعليل مؤاخذتنا على من ننتقده وننصحه ، أو يفهم منه موقفنا بسبب اشتراكهم جميعا في الأخطاء ذاتها، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث زالت الفوارق وذابت وصارت سلفيات كثيرة متأخونة وتأخون من كانوا يسمون بقطبيين بمبررات متعددة..، فحين ننتقد الدساتير والديمقراطيات فهم من كتبوها ووقعوا عليها وسوقوا لها كالميتة فيفهم منه أنهم شركاء في الباطل..


لكن هم ليسوا ملء السمع والبصر-هم صموت كالتماسيح - فلا نتحدث عمن لا تأثير له، او من تاثيره فيمن لا يعنيني، ممن اختار طريقه بناء على نفسيته الجبانة المريضة التي يصعب علاجها فنبدأ بالأسهل وبمن فتنته أكبر.. ونتحدث عن الأكثر ضررا ولبسا.. وعن الذين يتحكمون في الإعلام الخاص الإسلامي بالوسائط الحديثة وبالبيانات وهم من يحرك الائتلافات بمصر وبسورية وباليمن ومن يجلس معه الغرب والشرق ومن يتسبب في الخراب الأكبر بمواقفه- وأنت تختار من تحدثه- فلن تستطيع أن تجادل كل الناس،



ولا نتحدث عن محددات وأسماء ومواقف وأحداث، بل عن قضايا كبرى ومسائل كلية
- ومن يتبعك لسخونة كلامك يتركك لغير ذلك بعدها....ولا يكون ثابتا ولا واعيا، بل مجرد هياج وفورة حماسة،  أما من يفهم ويكون  ميزانا علميا معرفيا وعقليا يفهم به دينه، ويكف يده ويطلقها به، ويصبر ويتعلم فهذا يرسخ علمه وتثبت قدمه ومواقفه..ولا يأتيك بعد عام وقد تغير لأنه انبهر بفلان أو سمع شيئا فاتبعه بسطحية كما اتبعك بسطحية....

وعموما أغلب من يقول لماذا لا تذكر الأسماء يعلم الأسماء..ويمكنه نشر الكلام ووضع الأسماء..ولا شيء خفي حاليا..لكن كلا له اختياره، كأنما قام الطوفان ونجا من نجا وهلك من هلك.. وحين نعيب نقطة أجد أن كلاهما والغ فيها، لكن هذا مفعم ومتحرك وهذا كالضبع يأكل الجيف ولا وزن له باستثناء بعض الرموز التي يقدسها من يقدسها حتى لو بينت له ألف مرة وكلما افتضحوا رمم فضيحتهم والتمس لهم المعاذير الباطلة...وحتى ما يفتخرون به وهو باطل لا يريد أن يخطئهم فيه! ويعتبر فهمهم مقدسا وفهمنا مدنسا! ويرفض أن نستدرك عليهم...ويغلق أذنيه وعينيه ضد أمور لمجرد أن عنوانها مرعب بالنسبة له فإذا تلفظت بها انقبض عنك ولم يسمع أي كلام مهما كان بالدليل...وعلاجه ليس بالضغط على وتر تعظيمه لهم، بل بالتبيين وتعميق المعرفة،  لهذا يفضل تأسيس فهم ومنظار شرعي،  ففي زمان الفتن كل فرد ينبغي أن يكون صاحب قضية حيث يهلك أغلب العوام إلا من كان في نجاة بهدى وعلم، وكان صاحب قضية ورسالة يفهمها، ولا ينتقل من تقليد فلان لتقليد فلان، بل قد يكون من الواجب الاكتفاء بالخاصة ولا مجال للدهماء..وهذا لا ينفي أهمية الجانب الأول لمن استطاع إليه سبيلا..لكنه ليس بذات الأهمية المكافئة للتأسيس .


وموضوع الأمل لعله صحيح، ولعل قرب هؤلاء منا لأسباب كثيرة سبب آخر في التركيز عليهم، فلو كان المقربون منا بعثيين أو قوميين أو غير ذلك...
 أما الجامية والسلعمانية السكندرية وغيرها فكأنهم أبعد إعراضا واعتراضا ومواتا والخطوط العريضة في شخصيتهم تجعل مواففتهم كعدمها واتباعهم لك كعدمه.. بل ربما أسوأ من معاداتهم..وبلا شك أنت تتعرض للبشر قبل المسوخ والمحنطين..
وتتعرض لمن يرجى قبوله قبل اليهودي المعاند.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق