الأربعاء، 21 يناير 2015

بعد تبلد التفكير، وبعد تكلس الأعمال،
تبلدت المشاعر والأحاسيس  لدى بعضهم،
حتى بات خبر سقوط الجثث يوميا،
وخبر الموت جوعا للأطفال! 
وخبر سقوط العواصم بيد الأشد كفرا وطغيانا لا يهزهم..ولا يؤرقهم..

رغم أن المعلوم أنه عند حدوث المتوقع ورؤيته عين اليقين يبكي أشرف الخلق أجمعين...وقد بكى لذكر والدته ..صلى الله عليه وسلم

وأن سب الميت المشرك يؤذي الحي ... 

وهؤلاء لا يضعون رؤية للقول والعمل تواكب الألم وتبذل ولو قطرة وتسير ولو خطوة ..

ويزعمون أن ما قبله من مصائب أفدح شرعا وواقعا،  وهذا إن صح-ولا يصح فنحن في زيادة وبعد - ليس مبررا لقسوة القلب أبدا، بل إن تعود المرء واجتراره المآسي وكأنها أمور عادية مألوفة لا توقف ضحكه ولعبه لهو  خطر على قلبه-

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخشع ويسكن وهو يمر بديار المعذبين الكفار مخافة وإجلالا لغضب الله تعالى ولهذه اللعنة ..

البرود مخالف لهدي الإشفاق على القوم الضالين التائهين المتخلفين  أن يموتوا على ضلالة واحدا تلو الآخر، وأن يموت الأطفال الرضع مجددا من الجوع والسموم، وأن تنتهك النساء ويهان كبار السن بيد الوحوش،

وكل مصاب في الدين والدنيا ولو من قوم غافلين ضالين معرضين كان يجدد أحزان خاتم المرسلين عليهم ويزيد حرصه، ويجدد رجاء نبي الله إبراهيم  وإشفاق المسيح..عليهم أفضل الصلوات والتسليم،  والأمثلة كثيرة لما قالوه وفعلوه مما يبين الإشفاق والتأثر ولا ينافي التبرؤ والتمايز والمفاصلة ، إنما النهي أن تحزن لو سقطت العواصم وسقط أئمة الشرك بيد المسلمين بعد أن قاتلوهم فتكون كالمنافقين، أو أن تبخع نفسك وتتقطع على جاحدين رادين لرفضهم وردهم دعوتك أو أن تأسى على الفراعين بخلاف شهادة العدل وأن ما أصابهم جزاء وحق .. ...

فالمسلم يبرأ من الباطل ومن الفشل الذي يؤدي للخذلان لكنه لا يعيش انتهازيا ولا جامد الحس والشعور بل يرحم ويشفق ويحن ويحرص ويحاول ويعطف دون تدليس ودون تبديل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق