الخميس، 29 يناير 2015


المازوخية..

حالة تشوه نفسي ، ناس تحب أن تعيش دور الضحية ماديا ومعنويا ، تحب أن يجلدها ويعذبها ويؤذيها أحد…

وهذا ما كتبته منذ عام حول بعض هذه الأنماط :

وهناك حالة مرضية يتلذذ فيها المعقد نفسيا وعقليا , بالظلم الواقع عليه, ويرضى به ويستمتع بالمسكنة, وبالكلمات الحزينة, وبالموسيقى الحزينة, والانهزامية والتعاطف مع النفس وهي تهان وتصفع وتسحل وتمتهن, ويرضيها ويسكتها الاستسلام لما تفعله من استمرار، دون تغير ومقاومة وتنوع ومراجعة وتخطئة! ويريحها داخليا الرضا بكورثها، وبتحطمها، لأنها ضحية دوما! ومضطهدة, وعظيمة من الداخل! , وتخضع نفسها لما يفعل بها!

وهناك عقد غير نفسية بل علمية معرفية...عقد في المعلومات والمسلمات, والبدهيات الناقصة والمغلوطة، والتي توضع في غير موضعها.. .عقد في طريقة التفكير وطريقة النظر للأمور , بحيث يستحيل الخروج من تصورين اثنين يحاصران المرء, ويرى غيرهما مستحيلا وسيئا, أو لا يراه أصلا ! ويستحيل مراجعة ثوابته فيه، وهزها أو خلخلتها للخروج بجديد...

"وهناك حالات مزدوجة"

" هناك حالة مرضية فظيعة, تكون فيها الشخصية مشوهة نفسيا, وسادية, وتتلذذ بتعذيب الآخرين, وتتمتع بقهرهم والعلو فوقهم, وبالتسلط عليهم, وبتنفيس كراهية داخلها ووحشية مرضية مكبوتة, وتبحث عن مبرر لتفتك بأي أحد, وتقول هو يستحق! وتعطيه أضعاف ما يستحق, لتخرج عقدها الدفينة, وتخرج كبتها وعوارها وقرفها. وأضغانها.....وتعوض الذل الذي تذوقه هي وتبرره لنفسها وعيالها ومن حولها بأن تنكل بالآخر, لأنها لا تقدر على الانتقام والرد على معبودها هي, أو معبوداتها التي تدوسها بالنعال وتسحقها وهي ساكتة لتعيش دون تضحيات ........فإذا قدرت أهانت وأذلت من تقدر عليه في أول فرصة, وشربت من دمه..وبالغت في الافتراء... .
النماذج الشاذة نفسيا ، ليست فاقدة الأهلية ولا معذورة في أغلبها، كما يتبادر للذهن ، والتسمية الموهمة هي السبب في جعل الناس يحسبونها كذلك ، وهذا  بسبب إفراط الغرب في الجبرية وفي جعل الانحراف للشر والإجرام مرضا!  ووراثة ونتيجة! ،  وكل هذا تخريف ودجل، وليس هناك عامل واحد يسوق الإنسان ليصبح كالمعدن يتمدد بالحرارة، وحيلة الفلسفة النفسية الغربية هي لتقبل الانحراف والشذوذ كمأساة، ثم جعله تنوعا مجتمعيا أو صاحب حق فيما بعد كضحية أو كنمط مزاجي ، والحق أن هذا هراء وفساد للكون، وأن هناك حالات مكانها السجن والقيد والمشفى والمنفى، وحالات دواؤها القبر، لكونها هي نفسها الداء، كالعقرب والكلب العقور ، والترويض والتحايل لوضع الدواء للوحوش له أساليب يقترحها الطبيب المعالج ، والتصرف مع الحالات المعقدة المركبة في حالة العجز عن كبحها له بروتوكولات نتيجة خبرات تراكمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق