العلم من الإيمان..
ربك جميل كبير
مشهد التوهج الهوائي تفاعل يتم هنا بيننا، يجنب سماء الليل من أن تكون مظلمة تمامًا، وهذه علامة للمتوسمين..
لكن هذا كان بالأمس... راجع مشهد الأمس. وانظر هنا، ثم تعال تساءل لماذا هما جميلان، ولماذا نتذوقهما، وما نصيب تلك الأناقة والاستقامة والزينة؟
وتسأل ما الفارق! علميا وعقليا... هذه بالأمس مثلا "مروحة خلابة وزهرة كونية" وتلك اليوم "قوس مطر مزهر فوق ضياء الشفق القطبي المبهر" كذلك..كلا ليسا سواء
الخلاق واسع.. بديع.. وقد حثك على النظر وما يعنيه! وما يستتبعه ويقتضيه!
... وإلا فما فائدة قدراتك المعطلة لو عطلت التعلم، وما فائدة إرادتك وسيادتك ومكانتك الكونية لو لم تكن بعد كل هذا التكريم عارفا معترفا، شكورا ممتنا، مسبحا القدوس مختارا للصواب .. لو لم تكن عاقلا لهواك عن الشرود والشرور ..لو لم تكن مستخلفا مؤتمنا خاشعا أمينا... لو لم تكن مختلفا غريبا عن البهائم والأبالسة، تترك راحتك وطعامك وجبنك وشحك لدواع لا يفهمونها ولا تنشرح لها صدورهم، رغم أن كل الكون آية والكون كله آيات وأنت نفسك آية، ونظرك فيك يكفيك، وهو بعد موهبة وآية.. لا تحدث جزافا ولا من عدم. ..
يقولون هذا الشفق القطبي رسالة ربانية مختلفة.. جسيمات قادمة من السماء، وهي مشحونة نشطة تتصادم، ومن استثارتها ترى الجمال المتحرك، وتذكر أنها قد تبدو لوحة ناعمة وهي كذلك، ورغم ذلك فلو اختلت مرة واحدة لطاشت الحياة فهي موزونة محفوظة متجددة التوازن، يمسكها القيوم أن تزول إلا بإذنه.. وهي تتكامل مع مليارات الأشياء على مدار اللحظة! ليست صدفة ولا حادثة بل مرعية مراعاة..
وأما ذاك التوهج الهوائي بالأمس فهو ناتج عن تفاعل يحدث هنا بيننا يسمى التألق الكيميائي، وهو إنتاج الضوء في تفاعل كيميائي. ويُرى التوهج الهوائي عادةً بالقرب من الأفق، وهو يجنب سماء الليل من أن تكون مظلمة تمامًا وهذه علامة للمتوسمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق