الأحد، 17 ديسمبر 2023

تدبر دروس قصة سيدانا زكريا و يحيى عليهما السلام

١- دعا سيدنا زكريا عليه السلام ربه بدون واسطة... وكذا بدون حرف النداء.. تقرب ولجأ ومناجاة، محسن يعلم رؤيته تعالى له وشهوده لحاله وهو السميع العليم .. 

 
٢-يعلم الداعي أن ربه أعلم منه بحاله من غير دعاء، ولكنه يتعبد بالدعاء وبالإقرار بالافتقار، ويتحقق بالعبودية طواعية ومحبة واتباعا ونطقا، ويستريح بالبث، ويأنس إلى التفويض للوكيل، ويطمئن بالتوجه إليه.. والرحيم سبحانه ودود، يحب صوت عبده، ويقدر مع دعوته فرجا أو ثوابا مدخرا أو شرح صدر وتصبرا وطمأنينة.

 ٣- وهن العظم، والعظم أصلب شيء، فمعناه أن الجسم كله وهن.... لم يطلب سيدنا زكريا ابنا ليتمتع بالأبوة فقط، بل وصف مطلوبه... أراد ابنا عالما عاملا صادعا بالحق، ووارثا متبعا أمينا فاهما للرسالة ..

 أراد ابنا حافظا للدين حاملا للكتاب، وهو يعلم أنه من واقعه أن ابنه بهذا ربما لن يعافى من قومه، ولن يسلم منهم دنيويا، فكل من ورثوا الأمانة حقا ضحوا وكابدوا ودفعوا.. 

طلب ابنا خشية ضياع العلم النافع، نظرا لتفريط البيئة ومناوئتها، فهو لم ينثن للمجتمع وسلطته، ولم ينخذل للضغط أو للتراخي، بل طلب عضدا ليكمل به المسير لا ليهرب ويؤثر السلامة أو يفضل المواقف الآمنة على البلاغ والإنكار وثمنهما...

-  
 
-٤- قمة الحكمة هي وضع الشيء في موضعه.. طلب سيدنا زكريا عليه السلام ابنا رضيا.. وهو الطيب ((الذي يرضى ويرضي،)) وينشر الرضى..  
ورزق ابنه الحنان، الذي هو جذاب النفوس بالرفق ومؤلفها باعتدال دون تراخ.

 مع الحنان اللدني كان قويا في الأخذ بالكتاب، فالحزم والعزم والجدية أمور لا تنفي الرحمة في مقامها واللطف في مكانه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق