الجمعة، 8 سبتمبر 2023

حول تفسير قول الحق تعالى (( الغني الحميد))



وصلتني فائدة وغنيمة أغلى من المال الذاهب:


 من الفروق بين معنى (الغني) فقط .. ومعنى (الغني الحميد) سبحانه وتعالى ..


 أن هناك من هو غني - نسبيا- لكنه غير حميد ... لا يفعل ما يحمد.. وتعالى الله عن هذا، فهو الحميد بكماله وفضله وجماله وإحسانه. 



هناك من هو غني، لكنه يحتاج الى حمد الناس وشكرهم وثنائهم .. وتعالى الله سبحانه، فهو الغني (يحتاج إليه كل شيء ولا يحتاج إلى شيء ولا أحد ولا إليك طبعا) .. وهو الحميد كذلك قبل وبعد خلق الناس، حميد بصفته وعلوه، لا يحتاج حامدا ولا يضره كافر.. ومن شكر فلنفسه ومن أساء فعليها. 



 (حميد بذاته، فهو حتى لا يحتاج مدحك وثناءك عليه. ولا ينفعه حمدك ولا شكرك...بل أنت من تتشرف وتنال الرفعة وبركة الحمد وموافقة الحق حين تشكر ولا تجحد) . 


 
الحميد سبحانه يُحمدُ في السراء والضَّراء، وفي الشّدة والرخاء، لأنها أفعال فضل أو عدل! لها حكمة ظهرت للعارفين أو حجبت، فهو حكيمٌ لا يجري في أفعاله الغلط، ولا يعترضُهُ الخطأ، ومحمودٌ على كل حال... 




هو الحميد على كماله وعلى أفعاله ونواله، على ذاته وصفاته وأسمائه، وعلى ما منه بدا وتجلى كآثار رحمته وإيجاده وإمداده وتقديره للفصل والجزاء والعوض والحساب. 


(هو الحميد في غناه، الغني في حمده!) 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق