المؤمن عامة عنده أنس في كل وحدة، ومعية في كل كربة.
مؤيد بلطف.. يراه أو يحسه، وبنزول سلسبيل السكينة والصبر عليه ..
ولو لم تكن مؤمنا فمصابك أكبر من مصيبتك..
الأقدار مدرسة تخرج منها متعلما أو متحامقا مطرودا، أو قل أن المقادير مثل مجلس بيع، تخرج منه رابحا أو مغبونا.."
"تختار وتحاول، لكنك لا تتحكم في النتيجة..
هناك أمور تحاسب عليها كارتكاب الخطايا والتكاسل عن التعلم والقعود عن الواجب،
وفي الحياة أحوال أخرى لا يد لك فيها، وكتبت لك. ولابد منها.
عطايا وامتحانات مخططة في الغيب..
لا تعلم اللحظة الأخيرة ولا حتى القادمة، ولا تعرف الخطوة المقبلة التي تنتظرك ليعرض عليها قلبك وتعرض عليه، هل هي منحة ومال وفرصة، أم صعوبات تتعرض لها أو تشاهدها .. لكنك تعلم وتختار يقينك ورغبتك ورد فعلك وموقفك. "
".بل الحياة الدنيا كلها مرحلة للروح، ربما بها مدرسة مع حديقة تزرعها، أو ربما بها سوق ومحل تبادل للسلع، وللبيع وشراء بالمقايضة.
ولا تأخذ مشترواتك معك، لكن أثرها يبقى لك أو عليك، وثمن ما بعت يوفى."
ا"لأقدار تكشف عن بواطن الأمور، وعن استعدادات الأنفس وصدق كلامها وقوة محبتها وصبرها، وتمتحن القريب من المصيبة والبعيد عنها.. "
"والخبير تعالى يعلم من هو المعذور حقا وعمليا وبدنيا، ولا يستطيع حيلة ولا يهتدي سبيلا أو حاملا، ولا يجد نفقة ومهاجرا ...ومن هو المتقاعس والمنافق..."
"المخلوق العاقل لا يضع نفسه موضع المتخير أمام "الخلاق العليم الغفور الستير الحكيم، ولا يبدي المؤمن حقا رأيه في اقدار الرب الجليل..لأنه بطريقة تفكيره تلك يرتكب أكبر خطيئة، فضلا عن كونها حماقة وحفنة مغالطات عقلية."
"...وعادة يعرف كل مخلوق حجمه بمرور الأيام، ويرى أن تدخله في تدبير الكون ليس مطلوبا ولا ممكنا، ولا يهم عاقلا ولا يغير شيئا.
وأهم شيء أن اعتراضه على القضاء تطاول جاهل أو جاحد مغرور.. وهذا كله مثل اعتراض ابليس على حكمة الشرع ونظامه أو على حكمة القضاء والعطاء..
أما أن يتألم المصاب ويكره الوجع ويطلب العافية فليس هو محل المؤاخذة، فهذا الدعاء والتسبب والبث للنجوى ليس ردا للقضاء بالكفر، فالتوجع ليس كالسخط على المبتلي، وليس كالجزع والقنوط وسوء الظن بالله تعالى، ولا هو ترك التصبر وترك التفويض والطاعة..
وكل كفر بالقضاء عموما هو من جنس الضلال أو سوء الأدب ووبال شيطاني."
"نسأل الله تعالى العافية والصبر والنجاة من الفتن."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق