من بين 114 سورة فى القرآن الكريم نجد ٣٤ سورة يذكر فيها إنسان مبارك مرات كثيرة باسمه، هو سيدنا موسى عليه السلام.. فقد ورد اسم سيدنا موسى عليه السلام 136 مرة .. وبهذا فربما هو أول نبي بعد خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيظهر في مخيلتنا كقدوة، من حيث حجم الإشارة إليه، ومن حيث تناول الأحداث معه كنموذج ومثال لنا...
.. هو أكثر من ذكر باسمه عليه السلام من بين الرسل السابقين، فما الأسباب؟
هل هو شيء فينا نحن، وفي حاجتنا لذلك المثال المنير بالذات ... هل السبب فيه هو .. هل في مراحل قصته الشاملة ... هل السبب في عدوه وخصمه، وطبيعته التي تختلف عن حالة خصوم بعض النبيين غيره عليهم السلام جميعا .... هل السبب في بعض المؤمنين من قومه وأتباعه! وفي تجربته معهم وفي طباعهم التي قد نعاني منها في نفوسنا أو حولنا أو في مواجهتنا! ....
هل لأنه نبي كريم نعم.. وبلا شك، عليه السلام، ولأن هناك فائدة من الحياة معه يوميا، وليس مجرد تذكره، رجل عاش في أحوال كثيرة وعجيبة، في غنى وفقر، وفي عز وهرب، وفي سفر وحضر، وتعاطى عينات من المهن والممارسات، من الرعي إلى السياسة والعسكرية والإمامة والتربية وطلب العلم وغير ذلك... دروس وعبر في ولادته، بل حتى قبلها.. وفي كل مرحلة وحتى في وفاته وبعدها! ، وكل موقف في حياته مدرسة بذاته.
.. لكي تتدبر القصص اعلم أنه ليس هناك تكرار محض، بل حين يذكر مشهد من قصة في سورة فليس المشار إليه نفس ما أشير إليه في غيرها، ولتعلم هذا المشار إليه انظر إلى النص وسوابقه ولواحقه، لتتكشف لك الخصوصية والفائدة ومناسبة المقام، وبلا شك فالعودة لموقف ما ثم جمع كل الوقفات بختم القرآن الكريم هو عرض للصورة من مختلف أبعادها، وهذا يمنحنا نضجا في الاعتبار.
لعلك تتذكر هؤلاء "المغضوب عليهم" رغم أنهم بالأمس كانوا ضد "الملعونين" من قوم فرعون..وتفهم كيف نزلوا للعنة أيضا رغم تكرر توبتهم سابقا إثر كل مصيبة.. منعا للاستسلام للتدهور مثلهم.
.. والقصص عامة تتميز بكونها تشحذ ذهنك وخيالك، وتقوي عزمك ورؤيتك، بتمثل العيش في ذات المكان والزمان والاجتماعيات.. وقد ينفعك هذا في عصر "أبطال السموم الإعلامية" ويدفعك لتوطين النفس على المواجهات.
.. وكل رجل وامرأة عامة سيجد نفسه في هذه القصة أو تلك، ويرى من حوله فيها ... وفي كل موقع سيرى المرء ذاته، بل في غير المواجهات! لعل الطالب يرى سيدنا موسى يتعلم من الخضر عليهما السلام فيتأسى... وهكذا.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق