الخميس، 10 يناير 2013

لمن يفهمون الإنسانية..


"عميان و عايزين لنا مجانين تسحبنا..
و لو يخوضوا بنا الأوحال يعجبنا...
مين شاف خلافنا أمم بتحب جزارها.."

ملحد كلمة متسعة يجب فهم معناها اللغوي والشرعي...

اتفق زميلان ليبرالي مجاهر وماركسي متأفين على كلمة ساذجة، سمعاها في التلفزيون كمصدر تثقيفي...، 
أن الاتفاقيات الدولية قمة الإنسانية وضمنيا أن الغرب يحترم الإنسان...ويجب أن نتبعه في هذا دستوريا ونحتكم إلى وثائقه كقيمة...


ولو قال أن "الغرب تائه ظالم مفترس يحترم "بعض" حقوق الإنسان...
ويحترمها عند الإنسان الغربي -والغربي غير المسلم -فقط .."
لصح.. وهذا ليس عمليا بل هو نظري شفهي وكتابي وبرلماني، وهذا معناه ضد العدل وضد معنى
الإنسانية وكأن غير المرضي عنه أقل من الحيوان فهم يعطون الكلاب قيمة أحيانا أكثر من آبائهم الذين هم
على ملتهم ومن شعوب كاملة غيرهم، ولا يحجر عليهم القانون إزاء ذاك ولا يردعهم ...

وإلا فملف الإنسان كإنسان، لمن يفهمون الإنسانية، وما جرى لهم من حيوانية وبهيمية، والمرأة كامرأة وما جرى لها من مسخ ومهانة وتركيع ، 

والشعوب وما فعل بها خارج مسمى شعوبهم وبأيديهم ومالهم وفعلهم ملف كبير..

وليس إعجاب الناس بما هم فيه بدليل على كونه حسنا...وإلا لفقدنا قيمة كل شيء..وكل مجرم في عصابته وخرابته ووسط عباد بقرته في 

مدينته يحس بالنشوة كما فعل السامري...

حكى أحد التوانسة موقفا في ظل الدعم الغربي -المتأستذ علينا بقيمه- للنظام السابق رغم العذاب في مقراته ورغم انعدام العدل، كانت المرأة 

الحامل أحيانا تمنع من دخول المستشفى لتضع حملها إلا إذا خلعت حجابها....
وكان كل هذا مرصودا حكوميا ومن منظمات دولية ومعلنا للكافة...والدعم والتشجيع والتمويل والتنسيق وغض الطرف علنا وانعدام آلية دولية 

للتصرف! فماذا تريد؟ لا نتحدث عن الكيان الصهيوني وبشاعة فعاله وجناياته...فأي مواثيق وأي قيمة ورقية وأنت لا تملك بها حتى إدانة 

للتاريخ ولا نبذا نظريا ورفضا سياسيا
أو حتى إعلاميا...فهل للوريقات قيمة بعد هذا..عجز عن التحرك وعجز عن التوصيف وعجز عن الموقف السلبي وعجز عن الحكم 

النظري...وبدل وصفها بالعوار والقذارة تجعلونها كقمة سامقة وتبشروننا بها...ألا ترون أنكم تستحقون عدل الإسلام؟ الذي يحاربونه ليل نهار 

ويشوهونه ليل نهار..بكل الوسائل المتدنية....

هذا العوار الوثائقي وعدم قدرتك على محاكمة جيشك -الأمريكي مثلا- لوثائقك وهو يحرق البلاد ويعذب العباد فارق بين الإسلام الذي لا 

يستسيغ الظلم خارج حدوده، ولأجل مصلحته،
ولا يجعله خارج سلطة المحكمة الإسلامية والقانون-سوغ ابن جني التسمية للشرع- فيقيم مجازر في كوبا ويقصف في اليمن بدون تمييز أي 

بدون طيار، وبين غيره من النظم الغربية الدولية، مما يبشر به ليبراليونا ومعدمومنا كقمة الإنسانية من رعاة الوحشية الأوروبية التي تدعم 

الجلاد الرسمي، ما دامت الديكتاتورية في صفهم، ويريدون جعل مواثيقهم حكما عليه، وهي لا تطبق إلا حين يريدون، وتقف عندما يريدون، 

وعارية من التعميم التنفيذي لكونها تطالهم بخلاف عدل الإسلام الذي لا يعرف التخصيص والتقييد والاستثناء الفردي والجغرافي قبل الماجنا 

كارتا البلهاء ووثائق فيينا وجنيف التي يلوح بها عند الرغبة في امتصاص دم أو نفط أو مفدرات وتختفي أمام أمريكا في العراق وأفغانستان 

وباكستان وأمام إسرائيل وأمام وثائق دعم الأنظمة الغربية للسفاحين فبدلا من كشف العار وبيان انحطاط حضارتهم يبشر بعضهم بأن دساتيرهم 

ومعاهداتهم الجوفاء التي تفتقد المكاشفة فضلا عن المحاسبة هي رقي الفكر الإنساني...

"ومن يهن الله فما له من مكرم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق